بقلم دكتورة زينب زكى
أرهقتنى كلماتها المدبوحة التى تقطر دما .. وكأن أحدا قام بطعنه غائرة فى قلبها المسكين .. نتجت على إثرها لحظات مريرة .. وكانها تلفظ أنفاسها الأخيرة .. لتقص على مسامعى عبارات فى غاية القسوة ..
أنصت لها .. كى أحاول أن أتفهم ما يحدث .. إثر أناتها .. وهمهمات صوتها الحزين .. لأجدها تحدثنى قائلة ..
في حياتنا لحظات نتذكرها.. وأخرى نتجاهلها.. ولحظات ننساها.. وتمضي بنا الأيام .. تنقلنا من حال إلى حال.. ولا دوام لحال .. ننجح ونفشل.. نحب ونكره.. نتشدد ونلين.. نسافر ونعود.. نربح ونخسر.. نصعد ونهبط.. ولا شيء ثابت..
ولكن
هناك لحظات ما .. تترك أثرا فى نفوسنا .. ولا نستطيع أن نتجاوزها .. لأن أشد أنواع العجز .. العجز النفسى ..
كأن تملك كوب من الماء المثلج .. فى نهار صيف شديد الحرارة .. ولا تستطيع ان ترفعها اليك لتروى ظمأك ..
كذلك الحياة فى وجود الكثيرين .. اللذين تشعر فى وجودهم .. بالوحدة .. والشعور بالفقد .. والحزن .. والالم ..
لذا كان لزاما عليك .. أن تجاور من يجعلك تحب الحياة على مشقتها… وتبتعد عمن يتفنن بقتل الحياة بداخلك .. أحيانا نصادف ما نحب.. وأحيانا نواجه ما نكره.. للحب أسبابه.. وللكراهية دوافعها.. وما الحياة إلا مشاعر متناقضة..
صراع لا يتوقف بين ما نقبل وما نرفض.. قد نقبل ما نكره.. ونرفض ما نحب.. وهذه طبيعة البشر.. وفي مرحلة ما تصبح كل الأشياء متساوية ..
وفى النهاية يبقى الالم ك ” أنات فى كلمات ”
ماما زوزو