حياة الفنانينعام
في ذكرى النصر سحر الحياة تنفرد بحوار خاص مع بطل حرب أكتوبر ” حسن الفيومي “
“حسن الفيومي ” لسحر الحياة أخذت بثأر قائد كتيبتنا الذي استشهد فدمرنا دبابة ابن وزير الزراعة الاسرائيلي.
العميد محمد حسن عبدالله ” : مستمرون لآخر نفس فينا مصر أولا وأخيرا يا رجالة
دخلنا لحرب بروح النصر وقدمنا أرواحنا فداءا للوطن.
” السادس من اكتوبر يوم عظيم ونصر عظيم رفعنا راسنا ورفعنا راس العرب جميعا .
” أتمنى لبلدي أن تسابق في مجال الصناعات الحربية لتصنيع سلاح جيشها
” شباب هذا الجيل بخير لكنهم بحاجة الى القدوة الحسنة .
حاورته / صفاء القاضي .
بطل من أبطال الحكايات والأساطير, ذهب ليتطوع في الجيش ليدافع بجسارة عن أرضه ووطنه وهو شاب دون سن الحرب فلم يقبل , وتم تجنيده عندما وصل لسن التجنيد , ابن كوم امبو الصعيدي الجسور
ابن محافظة أسوان إنه حكمدار فريق صواريخ مالوتكا كتيبة فهد ٣٨
مجلة سحر الحياة تحتفي بالبطل في يوم النصر العظيم وكان لها هذا اللقاء مع البطل / حسن محمود علي الفيومي الذي حدثنا عن السادس من أكتوبر وغاص بنا إلى أعماق الحرب حتى سمعنا أصوات أزيز الطائرات والمدافع ورأينا إنفجار الدبابات
وهزت قلوبنا كلمة ” الله اكبر” أيقونة نصر أكتوبر
ماذا تحمل في طيات الذاكرة عن يوم السادس من اكتوبر يا بطلنا الهمام ؟
يوم ٦ أكتوبر كنا في أرض الانتشار في طريق مصر السويس الصحراوي الكيلو ٥٦ ولما بدأت المعركة كنا فرحين جدا ومنتظرين أننا نخوض غمارها وأنهم يطلبونا في أي دقيقة وأخذونا تاني يوم إلى الجيش الثالث في السويس وكانت السرية الأولى بقيادة الشهيد البطل الشريف أحمد سامي والسرية الثانية إلى الإسماعيلية بقيادة العميد العيسوي في الجيش الثاني
وكان معنا في الجيش التالت الشريف أحمد سامي وكان النقيب يحي هو قائد الكتيبة ورئيس العمليات دخلنا علي المعابر وكانت لسه مفيش معابر , فركبنا القوارب وعبرنا ثم تسلقنا الساتر الترابي الذي كان صعب جدا تسلقه لأنه كان على القناة بزاوية ٦٠ درجة وزحفنا زحف إلى أن أحتلينا الساتر الترابي
بتنا هناك هذه الليلة وفي صباح اليوم التالي أشتغل المعبر والدبابات بدأت تعبر ورصده الإسرائيليون فضربوا المعبر و استشهد فيه قائد الكتيبه وأصيب رئيس العمليات واستشهد فرد الإشارة وظل معنا النقيب يحي رئيس العمليات رغم إصابته الشديدة ورفض تركنا خاصة بعد استشهاد قائد الكتيبة
واستمر معنا مضحيا بنفسه حتى تلوث جرحه وساءت حالته إلى أن جاء إلينا المقدم حسام الذي أمر بعربة إسعاف أخذته الى السويس للعلاج
اخدوا مننا أطقم لعمل كمائن في سيناء واستمرينا في سيناء ليوم ١٨ أو ١٩
وصلنا الى منطقة الثغرة وذهبنا إلى مدرسة المدفعية في الكيلو ٤ ونص وفي الصباح جمعونا في أرض الطابور ووجه العميد محمد حسن عبدالله لنا كلمة في وجود المقدم أبي إبراهيم الدسوقي قائد مدفعية اللواء وقائد مدرسة المدفعية وسعد الدين الشاذلي وقال لنا يا رجالة انتوا قمتوا بالمهمة الأولى واستشهد قائد كتيبتيكم وأصيب نائبه وأنتوا تكملوا المرحلة التانية والتالته مستمرون لآخر نفس فينا مصر اولا واخيرا يا رجالة .
نصر أكتوبر هو منبع القصص البطوليه إحكي لنا واحدة من بطولاتك فيها ؟
النصر كان مليان حكايات وبطولات وأغلبها من الأعاجيب ومن ترتيبات قدرة الله عز وجل لأن إمكانياتنا و أسلحتنا كانت أقل من أسلحة العدو لكن إرادتنا كانت أعلى وقوة الله التي أمدنا بها جعلت الجيش يفعل المستحيل .
كنا في منطقة فنارة وأمرنا بتدمير الدبابات التي كانت تتسلل لضربنا احتلينا ناحية الجبال فلما نزلت الدبابات دمرنا الأولي واشتعلت فيها النيران فحاولت التي خلفها الهروب لأن ممر المدق كان ضيقا لا يسمح إلا بمرور دبابة واحدة لكننا تتبعناهم واستطعنا تدمير ثلاث دبابات وكان الوقت في المغرب فلما حل الظلام أصبح اشتعال الدبابات الثلاث في الظلام كنقطة إشارة واضحة , وعلمت فيما بعد أن ال٣ دبابات التي دمرتهم في فنارة كان فيهم دبابة قائدها ابن وزير الزراعة الاسرائيلي فأخبروني أنها
اذيعت في راديو لندن مقتل ابن وزير الزراعة في فنارة فأخبرني الضابط أنني الذي أخذت بثأر قائد كتيبتنا الذي استشهد وقتلنا منهم قائد وهو ابن وزير الزراعة الإسرائيلي .
” ما هي من وجهة نظر البطل حسن الفيومي الدوافع والمسببات التي تحقق بها هذا النصر العظيم ؟
كان كل أملنا ندخل المعركة وننتصر بإذن الله وربنا وفقنا انهم خدوا قرار عبور القناة وثبتنا في المعركة وانتصرنا وتحققت كل الأهداف المطلوبة والعالم كله شهد لهذا النصر العدو قبل الصديق رغم ضعف إمكانياتنا وتفوق العدو لكن كان بداخلنا دافع قوي يدعونا إلى النصر .
فقد خرجنا من النكسة منكسرين وكانت إسرائيل تقول أنها الجيش الذي لا يقهر وصاحبة الأذرع الطويلة وأن مصر هي جثة هامدة كل دا كلام كان بيكسر المعنويات عندنا , وبعث الامل فينا روح التحدي فكنا لا ننام ونواصل التدريبات ليل نهار دون كلل او ملل الي أن جاءت اللحظة اللي انتظرناها كتاير فدخلنا الحرب بروح النصر وقدمنا أرواحنا فداءا للوطن .
ماهي مكانة يوم السادس من اكتوبر في قلبك وفي قلب جميع المصريين ؟
يوم عظيم ونصر عظيم رفعنا راسنا ورفعنا راس العرب جميعا , وهذا النصر حققناه بجهودنا وجهود جنودنا وقادتنا فلم يكن لدينا خبراء روس او غيره إنما هم ضباط وقادة مصريون وجنود مصريون أبطال قد حملوا أرواحهم فوق أكفهم وقدموها لأوطانهم هدية لفداء الأرض والعرض .
كل جندي أشترك وكل ضابط اشترك يفخر بنفسه مدى الحياة ويعتز بنفسه اعتزازا يستمر في الأجيال المقبلة .
حدثنا عن فترة الحصار والصعوبات التي واجهتكم وكيف تغلبتم عليها محققين المعجزات ؟
مصر وافقت علي وقف اطلاق النار يوم ٢٢ وقالوا لنا اعملوا صيانة على الذخيرة وحصنوا المواقع واخترق الإسرائيليون وقف إطلاق النار وهجموا علينا في الجناين واتأسر مننا ٢٨ واحد وبدأنا نتسلل وسط الجناين لحد ما دخلنا السويس كنا في السويس يوم ٢٤ وكانت معركة السويس في بدايتها وكانت الدبابات التي تدخل السويس كلها تدمرها المقاومة الشعبية فدمروا كتيبة كاملة ثم كان وقف اطلاق النار الثاني يوم ٢٧ أكتوبر وجاء المقدم حسام من الجيش التالت لاستطلاع الجيش ومعرفة احتياجات الصواريخ وطلب منا أن ندخل السويس وكانت بدأت فترة الحصار ومفيش تعيينات وكنا نضطر إلي أن نأكل أي بقايا وأي شئ يبقينا على قيد الحياة وكنا في كفر أحمد عبده عندما نزلت طائرة هليكوبتر إسرائيلية في كفر حودة نزلت منها جولدا مائير وموشي ديان وركبوا العربيه ناحية الزيتية واتصوروا هناك , طلبت من القائد أن اضرب الطائرة حال تحركها لكنه رفض لأننا كنا في فترة وقف إطلاق النار وعرفنا فيما بعد من الإذاعة إعلانهم أن جولدا مائير وموشي ديان يتفقدون القوات في الجيش وهذا لإعلاء الروح المعنوية للجيش برغم انهم فعليا لم يدخلوا السويس ولا يستطيعون دخولها إنما هم كانوا على حدودها وكنا على وشك قصفهم لولا إلتزام الجيش بمعاهدة وقف اطلاق النار .
ما حكاية دبابة كفر حودة التي اشتهرت عنك يا عم حسن الفيومي ؟
الدبابات الاسرائيلية كانت تأتي إلي كفر عبده وتضرب في كفر حوده علي هيئة اشتباكات يومية ولم نستطع ضربهم اذ أن الصواريخ يجب أن تطلق على مدى أبعد من المسافة التي تكون فيها الدبابات
فأخبرت القائد انني سوف استكشف المكان للوصول إلى فكرة وعندما رجعت الى الخلف المسافة المطلوبة وجدت منزلا من أربع طوابق وكانت السويس مهجرة والناس سابت بيوتها فتحت المنزل وعندما أصبحت في الأعلي وجدت أنه يكشف كفر حودة ويكشف الدبابات ورغم ان الصواريخ لا تطلق من أعلى لكني أخبرت القائد بالفكرة ووافقني وبعد أن ثبتنا الصاروخ والمنظار كان في شباك صغير في البيت استطعت مراقبة الدبابات والتصويب الدقيق نحو الهدف الذي كان يختبئ وراء ساتر ترابي فكانت زاوية الاطلاق عجيبة ومن الصعب أن تصيب الهدف لكني حاولت وفعلا بقوة الله عز وجل وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى اصيبت الدبابة ومن يومها توقف هجوم الدبابات علي كفر حوده لأنهم عرفوا بوجود قناصة .
ما هي أمنيات بطل اكتوبر التي تتمناها لوطنك مصر في الحاضر والمستقبل ؟
أتمني أن تتقدم مصر في الإقتصاد والتعليم والصحة وأن ترتقي بالمواصلات والخدمات وأتمنى أن تدخل في مجال الصناعات الحربية وصناعة الأسلحة ولا نستوردها من الخارج اذ أن العدو أصبح يعرف ما تمتلكه من أسلحة فأصبحت مكشوفا له وإمكانياتك معروفة واحنا مش أقل من الدول التي تصنع الأسلحة وتصديرها فهذه الدول كبرت من أموال العرب ومن أموال الدول الخليجية فنحن أولى أن نسابق في هذا المجال كما فعل السادات عندما أنشأ الهيئة العربية للتصنيع الحربي واشتركت فيها العديد من الدول العربية فهذا هو الأمل والأمنية التي أتمناها لوطني أن يصنع سلاحه لأن الله عز وجل يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .
ماهي نصيحتك للشباب من هذا الجيل وما رأيك فيهم كجيل حديث لعصر حديث ؟
أحب أقول للشباب أنه يشق حياته ويعتمد على إمكانياته ويحلم الحلم المعقول فلا تكون أحلامهم خيالية او بعيدة وسوف يصلون إلى القمة ولكن خطوة خطوة فلا تستعجلوا الوصول وهتوصل في النهاية للقمة .
ورأيي في شباب هذا الجيل أن الشباب بخيرلكنهم بحاجة الي القدوة الحسنة التي يقتدون بها ويتبعون أثرها وهذه القدوة هي القائد , والقائد هنا ربما يكون المعلم في الفصل او المدير في العمل , فالشباب عجينة قد يشكلها القائد الي الخير او الي الشر فهم هنا بحاجة ماسة الي وجود القدوة الحسنة .
شكرت البطل حسن الفيومي وأخبرته أنه رمز للبطولة والنصر وأنه هو وأمثاله مكانتهم لدينا تتجدد في كل عام مجلة سحر الحياة تشكر البطل على هذا اللقاء الخصب والحديث الموصول الذى لن ينقطع أبدا مع رموز الصمود وهم يتحدثون عن النصر