عاممقالات

عبور حرب أكتوبر من الهزيمة إلى النصر والسلام

عبور حرب أكتوبر من الهزيمة إلى النصر والسلام

مهندس حرب أكتوبر/ محمد عبد الغنى الجمسى 

بقلم : لميا مصطفى 

تتجدد ذكرى السادس من اكتوبر بكل انتصاراتها لتمحو آثار هزيمة يونيو. ١٩٦٧إذ أصر الجيش بقيادة الرئيس السادات على الثأر لكرامة المصريين من العدوان الإسرائيلي استرداد قطعة غالية من أرض الوطن. 
وكان من بين هؤلاء الأبطال الچنرال /الجمسي كما أُطلق عليه،ولد فى قرية البتانون بمحافظة المنوفية لأسرة فقيرة الحال وكان الوحيد الذي حصل على تعليم نظامى قبل أن تعرف مصر مجانية التعليم،فعندما فتحت الكليات العسكريه أبوابها أمام الطبقات المتوسطه والفقيره التحق بها الجمسى وكان لم يكمل السابعة عشر وتحديداً بالكلية الحربية سلاح المدرعات. 

من التجارب الفارقة فى حياته أنه شارك فى الحرب العالمية الثانية من خلال.المعارك التى دارت فى الصحراء الغربية بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري 
والمحور بقيادة روميل وكانت تجربة هامة له ودروساً مستفادة إستطاع إختزانها لأكثر من ثلاثين عاماً،وقد تلقى تدريبات عسكرية في عديد من الدول ثم عمل مدرساً بمدرسة المخابرات وتخصص في تدريس التاريخ العسكري لإسرائيل من ناحية كيفية تسليح الجيش وأيضاً ماهية إستراتيچيات المواجهة إنه المجال الذى برع فيه وأظهر قدرة فائقه فى هندسة الحروب وكيفية إدارتهاوقد ساعده ذلك على الصعود بقوة وتوليه قيادة الجيش المصرى لما له من دراية فائقة بالعدو ثم رأس هيئة العمليات ثم رئاسة المخابرات الحربية،فكان لا يتوقف عن جمع المعلومات عن العدو الصهيوني وتحليلها ثم عمل خطة 
للمعركة مع تدوين ملاحظاته وتوقعاته المقترحة وكيفية تحقيق عنصر المفاجأة وقد كان هذا من أهم عناصر انتصارنا في حرب أكتوبر بالمباغتة في الهجوم فى شهر يعد من أكثر الشهور الذى يحتفل فيه الإسرائيليون بثماني أعياد على مدار الشهر ومنهم العام اليهودي الجديد،يوم الغفران،عيد العرش وتزامن حرب السادس من أكتوبر مع يوم عيد الغفران وقد أطلقوا عليه يوم الإثنين الأسود ولَم يضيع النحيف المخيف كماّ أطلقت عليه جولدمائير رئيسة وزراء إسرائيل فبدأ في إعداد خطة المعركة وأخذ يستعين بكل المخزون لديه وكان يدون كل معلوماته عن الحرب فى كشكول إبنته الصغرى ولَم يُطلع عليه أحد ولا يقرأه غير الرئيس السادات والرئيس السورى حافظ الأسد خلال اجتماعهما لإتخاذ قرار الحرب.

عبور حرب أكتوبر من الهزيمة إلى النصر والسلام

لذلك قد إختار الچنرال المحنك توقيت الحرب بعناية فائقه الثانيه ظهراً يوم عيدهم
حسابات كثيرة وضعها فى اعتباره للهجوم من نظرية الأمن الإسرائيلي الذي وضعته لتكون ستاراً تحمى به أهدافها بفرض سيطرتها على العرب،والتفوق العسكرى الذى كانت تحظى به بمساعدة أمريكا،وقوة الأجهزة الاستخباراتية لدى سرائيل كل هذه الأسباب جعلت من المهمة غاية في الصعوبة و السرية والتكتم. 
وكان عليه أن تشتمل الخطة على كثير من الإجراءات والأعمال المختلفة حتى 
تكون الصورة كاملة ومتنوعة أمام العدو. 

كان هناك المهندسون يعبرون بقوارب يحملون أجهزتهم من مضخات المياه لشق الستار الترابى العالى لعمل ممرات تسمح بتشغيل المعدات وإقامة الممرات لعبورالدبابات والأسلحة وكانت هذه أخطر الإشارات التى وصلت الى رئيس أركان حرب الاسرائيل أن المصريين بدأوا بعمل ممرات فى الساتر الترابى، كل هذا كان تحت مظلة نيران قواتنا من ناحية اخرى وكان هذا عاملاً حيوياً لإنجاح عملية الهجوم مع اقتحام قناة السويس. 
 
قد أبدى الرئيس السادات انبهاره وإعجابه على تحديد يوم الهجوم وكتب تعليقه ليكون وثيقة هامة للتاريخ ‘ لقد كان يوم تحديد الهجوم عملاً علمياً على مستوى رفيع وسوف يأخذ حقه من التقدير و يدخل التاريخ كنموذج من نماذج الدقة. المتناهية فى كيفية إختيار وقت الحروب 

فكان الصراع العربي الإسرائيلي هو المجال الذى برع فيه وقضى عمره كله الذي ارتبطت كل مرحلة فيه بجولة من جولات الحروب منذ حرب ١٩٤٨ حتى انتصار 
اكتوبر١٩٧٣ ثم تقلد وزارة الحربية وكان آخر وزراء الحربية التي أصبحت بعد ذلك وزارة الدفاع ويعتبر القائد العسكرى المصرى الذى شغل منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة ثم رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ثم رئيس أركان حرب القوات المسلحة،ويُعد من أحد أبرز ٥٠ شخصية عسكرية فى التاريخ المعاصر ويعد أيضاً من أبرز ٥٠ قائداً عسكرياً فى التاريخ حسب أشهر الموسوعات العسكرية العالمية. 

وفى صمت رحل چنرال الحرب المشير الجمسى بعد معاناة مع المرض فى ٧/٦/٢٠٠٣ عن عمر يناهز ٨٢ عاماً ،كانت حياه كلها إنتصارات وكانت له جنازة عسكريه مهيبه حضرها كل رموز الدولة تكريماً وفاءاً لرجل من أهم المشاركين فى صنع نصر أكتوبر … وكانت كلماته الأخيرة: انتصار أكتوبر هو أهم وسام على صدرى، و ليتني أحيا لأقاتل في المعركة القادمة 
رحم الله المشير / محمد عبد الغنى الجمسى

إقرأ المزيد  السادات قائد الحرب الفذ وصاحب السلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock