شعر وحكاياتعام
قصيدة القصيدة
ل عيسى_عمران /سورية
كتبت القصيدة.
وليس لي في الباع سطر أو جريدة.
كي يظن الصديق التناقض أني شاعر.
أو يظن البعيد المقرب أن لي في الشعر غايات بعيدة.
كتبت القصيدة.
وليس لي في القافية.
في البحر والأوزان.
في الروي والإتقان.
لكن لي مواضيع شتى، لم يعطني النثر منها مأربا. أو مسربا. فالداخل المحقون إن لم ينفجر. ستكون بي آلام لا تحصى، وتخبو العافية.
كتبت القصيدة.
لا هم لي بالمال أو أغلب الشعراء.
أو أدخل التاريخ من باب الغناء.
لكن لأروي غاية. تحتاج للحرف المقفى، تحتاج لللغة الجديدة.
كتبت القصيدة.
والكل يعرف أنني غير ما أنا، والكل يعرف أنني أنا، لكن من يعرف ليس يلقي بالا، والكل لا يعرف حالا. من يعرف حقا نخبة، تمسك المجهول والمعلوم، تغتال حتى الشمس في وسط النهار بالخطط السديدة.
كتبت القصيدة.
وليس لي في الحرب سهم أو رصاصة.
وليس لي في السلم رأي أو قصاصة.
وليس لي شأن كباقي الناس، غير تراكم الافكار، عير تناثر الأقدار. غير النأي والنفي والإقرار. والكل والبعض غير تعذر الإنكار، غير تلاعب الألفاظ في الكتب الفريدة.
كتبت القصيدة.
من غير إلهام الملوك وزهرة التوليب.
من غير إلهاء العقول بفكرة التعذيب.
ورأيت بعض الكل وكل البعض، فكنت في وسط المدار كرب الأرض. وكنت في وسط الدوار، ثالث اثنين وثاني الواحد، وكلب النائمين و عقل السائحين، في يدي الأوراق والمبادئ. تحوث أو اخنوع. يانوش يافث، سلاميا بيت ايليان وآشوريان، منزل الأموات والأحياء والأسرار والأحجار والمدن المشيدة.
من يدرك ما وراء الوراء، أمام الإمام، وداخل الداخل. من يمسك العقل والوعي واللاوعي عن أم المسائل. من يرسل الأصلاب والأرحام في غير الوسائل. من يصنع الأكوان والأزمان، لا هم لي فالموت ينثر هامتي، سرعان ما يأتي، وهذي أرحم الأشياء، محفظة الفناء. لهذا أنحني وأعانق الأموات قبل الموت، أتصل اتصالا لا انفصالا وأعقد التعقيد والتبسيط، وأغادر السرب سعيدا نحو الموت في وسط القصيدة.
فلتهدأي يا نفس، اخلدي للنوم أحلاما وهيدة.
ولتقرأ القصيدة.