بقلم/هبة سلطان
واقع يفوق
الخيال،وخيال يولد من رحم الواقع.
وبين هذا وذاك يأخذنا الأديب نجيب محفوظ في روايته التي تحمل اسم مسرحية(أفراح القبة).
الي عالم يختلط فيه الواقع بالخيال،الحلم بالحقيقة.
ممثلون،مخرج،إنتاج،ستار يرفع ويسدل.
مؤلف مسرحية هو نفسه من يلعب الدور الرئيسي في أحداث المسرحية.فهو البطل
الذي ينقل الممثلين من الأدوار الثانوية الي أدوار البطولة ثم يختفي ليقرر الانتحار.
رواية من أربع فصول كل فصل يحمل اسم بطل من أبطال الرواية هم أنفسهم أبطال المسرحية، كتبها الأديب نجيب محفوظ في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وتعتبر من الروايات المنسية له، حتى تحولت إلى عمل درامي.
أبطال الرواية يلعبون أدوارا سبق وأن عاشوها في حياتهم.
جمهور يري معاناته اليومية على خشبة المسرح.
يحكي كل بطل من أبطال الرواية قصته وكأنه يكتب اعتراف صريح بخط يده عن كل ما حدث له في حياته.
حتي مؤلف العمل يكتب مسرحيته وكأنها اعتراف صريح يتحول الى عمل فني.
عمل فني يكون فيه الحلم الذي ينشده الجمهور هو البطل الحقيقي الذي يغير مجرى أحداث أبطاله.
صراع دائم بين الحلم و الواقع.
ويتساءل بطل الرواية مؤلف المسرحية في نهاية الرواية أيهما أقوى
الحلم ام الواقع.لينتصر الحلم بلا شك كما جاء على لسان البطل.
تميز أسلوب نجيب محفوظ بالسرد القصصي لأحداث الرواية .فتكرار الحوار في الرواية يرجع إلى أن الكل يقص حكايته من وجهة نظره، نفس الأسلوب الأدبي الذي اتبعه في رواية العائش في الحقيقة.
استخدم الكاتب بعض الرموز والاسقاطات ليكشف ما آلت اليه أحوال البلاد في فترة الستينات والسبعينات.وكأنه تأريخ ووصف أحوال البلاد والعباد.
مثل:
بات البلد ماخورا كبيرا .
نحن في زمن القومية الجنسية .
ما الفضيلة إلا شعار كاذب يتردد في المسرح والجامع.
الرواية في مجملها لم تكن أفراح القبة بل أحزان القبة.
لكن ربما لجأ الكاتب إلى تسمية روايته أفراح القبة ليعطي الأمل للقراء.
تراجع بطل الرواية مؤلف المسرحية عن الانتحار في آخر الروايه يعني الأمل الذي لا يتبدد طالما هناك حلم.
وهل يموت الحلم أمام تحديات الواقع.
موت الحلم هو موت الأمل، الحلم هو البطل الحقيقي لأحداث رواية أفراح القبة.
إقرأ المزيد فاروق جويدة شاعر الحب والرومانسية
