كتبت / ميرفت مهران
شاعر مصري معاصر وهو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر وقد نوع في قصائده بداية من القصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
شاعر مصري معاصر وهو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر وقد نوع في قصائده بداية من القصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
ولقد قدم للمكتبة العربية 20كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية وقدم 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في مصر وفي المهرجانات المسرحية العربية وهي؛
دماء على ستار الكعبة
الخديو
وترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى لغات عالمية وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في مصر والبلاد العربية.
ولقد ارتبط الشاعر الكبير ارتباطا كبيرا بعصره وعايش همومه إلى أبعد الحدود وهو باختصار شديد (شاهد على العصر) جاءت أشعاره معبرة عن ذلك يغلفها صدق الاحساس وبساطة التعبير فكانت تعبيرا دقيقا عن “السهل الممتنع.”
ولقد استطاع جويدة أن يرتقي بالروح في أشعاره فكانت كلماته تسكن في الصدور وتسمو بالنفوس رغم أوجاعها وخير دليل على ذلك ما قاله في قصيدة
(عندما تفرقنا الأيام)
أواه ياقلبي أضعت العمر
محترق الجراح
وأخذت تحلم كل يوم بالصباح
فتركت أيامي تضيع يوما
إلى الأحزان تأخذنا وآخر للجراح
ورحلت عنك بلا وداع
كم كنت أحلم يارفيقي بالمساء
وقال أيضا: في (موعد بلا لقاء)
وأخذت أنظر في الطريق
يكاد يغلبني البكاء
كنا هنا بالأمس
كان الحب يجمعنا بعيدا للسماء
ماأتعس الدنيا
إذا احترقت زهور العمر
في ليل الجفاء
ويقول: أيضا في الحب
الحب حلم لايجئ
ونجئ قهرا للحياة
الناس ترحل مثلما تأتي
ويبقى السر شيئا لانراه
ولم ينفصل الشاعر عن الإنسان عند شاعرنا فالإبداع جزء أصيل من إنسانيته وشخصيته وهو يعكس تجربته في الحياة فأبدع في الوصف ورسم لوحة جميلة تفنن فيها فكانت قصائده مرآة للناس والأحداث ‘وكان يرى أن الشاعر لابد أن يكون قادرا على عيش الحياة حتى يكون شاعرا.
ومن المؤكد أن شاعرنا العظيم قد هام عشقا بوطنه فجاء شعره في مصر الوطن والسكن والأم يفيض حبا ووطنية ويعتز بالماضي ويستشرف المستقبل فهو ابن الأرض المصرية الطيبة التي يسري حبها في شرايينه وينبض بها قلبه ،
ويقول ؛عن مصر
حملناك يا مصر
بين الحنايا
وبين الضلوع
عشقنا صدرا
رعانا بدفء
وإن طال فينا
زمان الحنين
ويقول أيضا
لو لم تكن مصر العريقة
موطني
لغرست بين ترابها
وجداني
وسلكت درب الحب
مثل طيورها
وغدوت زهرا
في ربا بستان.
وقال في قصيدة بعنوان(عودوا إلى مصر)
عودوا إلى مصر
صدر الأم يعرفنا
مهما هجرناه
مصر بشعبها
بترابها
بصلابة الإيمان
مصر العظيمة
سوف تبقى دائما
حلم الغريب
وواحة الحيران
مصر العظيمة
سوف تبقى دائما
بين الورى فخرا
لكل زمان
ولقد رفض شاعرنا العظيم منصب الوزير في أزمنة عدة وذلك لأنه فضل أن يكون(الوزير العاشق) فقد رأى أن كتابة الشعر أولوية تتجاوز كل المناصب والحدود
وسيظل شعر فاروق جويدة
منهلا لكل عاشق للناس والإنسانية والوطن
(إن الذين يتصورون أن السعادة ممكنة بعيدا عن الآخرين واهمون’إننا سعداء بمن حولنا وأغنياء بمن نعيش بينهم)