كتب/خطاب معوض خطاب
المكوجي الشاعر “سيد مرسي” مبدع “ع الحلوة والمرة” من كبار الشعراء الغنائيين المصريين، وأغنية “ع الحلوة والمرة” من أجمل الأغاني القديمة وأشهرها:
ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدينغ
ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين
والمكوجي الشاعر سيد مرسي هو مؤلف الأغنية، وأما ملحنها فهو الموسيقار محمود الشريف، ومطربها الذي غناها هو المطرب عبد الغني السيد.وهذه الأغنية لها حكاية مشهورة حيث كان الشاعر مأمون الشناوي يهم بالخروج من بيته فإذا به يعثر على ورقة في جيبه، وحينما قرأها وجد بها كلمات هذه الأغنية “ع الحلوة والمرة”، ولأنه لأول مرة كان يرى هذه الورقة وهذه الكلمات فقد قام بسؤال خادمته كيف وصلت هذه الورقة لجيبه، فقصت الخادمة عليه الحكاية كلها.
فالمكوجي الشاعر سيد مرسي كان يعيش قصة حب مع خادمة الشاعر مأمون الشناوي، ولأن الخادمة كانت غاضبة من المكوجي الشاعر سيد مرسي فقد كتب لها هذه الكلمات في ورقة ليعاتبها على خصامها له ويصالحها، وقام المكوجي بوضع الورقة في جيب البنطلون الخاص بالشاعر مأمون الشناوي كعادته _حيث كان يراسلها المكوجي هكذا دائما_.
فما كان من الشاعر الكبير مأمون الشناوي إلا أن أرسل للمكوجي وسأله من كتب هذه الكلمات فقال أنا الذي كتبتها وكتبت غيرها الكثير، فاتصل الشاعر الكبير مأمون الشناوي بالموسيقار محمود الشريف الذي قام بتلحين الأغنية وأعطاها للمطرب عبد الغني السيد ليقوم بغنائها للإذاعة المصرية في الأربعينيات من القرن العشرين، فكانت أغنية ع الحلوة والمرة من أنجح وأشهر أغاني المطرب عبد الغني السيد.
والطريف أن المكوجي أو الشاعر سيد مرسي لم يكن صغير السن في ذلك الوقت بل كان عمره يتعدى الخمسين عاما لأنه من مواليد سنة 1887م، وكانت الخادمة أيضا كبيرة السن، والغريب أن قصة حبهما لم تكلل بالزواج حيث أنهما افترقا بعد ذلك، وهذه الحكاية رواها الناقد طارق الشناوي ابن شقيق الشاعر مأمون الشناوي كما رواها محمد بن المطرب عبد الغني السيد.
بينما يذكر موقع “سماعي” رواية أخرى للأغنية وهي أن المكوجي الشاعر سيد مرسي قد وجد محفظة الملحن محمود الشريف، وحين فتحها وعرف عنوانه ذهب إليه فى جمعية المؤلفين والملحنين وأعطاها له، وأراد الملحن محمود الشريف ان يعطيه نقودا كمكافأة له، لكن رفض سيد مرسى واستنكر وأخبره أنه شاعر، وحينما طلب منه محمود الشريف أن يسمعه بعض ماكتب أسمعه كلمات أغنية “ع الحلوة والمرة”.
والعجيب أن الشاعر سيد مرسي لم يكن يهتم بتقديم أشعاره للملحنين أو المطربين، وكان ينتظر أن يطلبوها منه، وفي سبعينيات القرن العشرين أعاد الموسيقار بليغ حمدي اكتشاف الشاعر سيد مرسي مرة أخرى، وذلك حينما قام بتلحين عدد كبير من الأغنيات التي كتبها سيد مرسي، والذي كان قد تجاوز الثمانين من عمره في ذلك الوقت.
ومن المعروف أن الشاعر الكبير سيد مرسي قد تعامل مع كبار الملحنين أمثال محمود الشريف وبليغ حمدي ومحمد سلطان وحلمي بكر، كما تعامل مع كبار المطربين والمطربات مثل ليلى مراد التي غنت له “مسا الجمال” التي غنتها بعد ذلك لطيفة، ووردة التي غنت له: اشتروني ووحشتوني واسمعوني وخليك هنا خليك، ومحرم فؤاد الذي غنى له كله ماشي، وعفاف راضي التي غنت له ردوا السلام وآه من الليالي، وفايزة أحمد التي غنت له خليكوا شاهدين، وشادية التي غنت له والنبي وحشتنا، ونجاة التي غنت له سلم علي لما جابلني.
وكانت وفاة الشاعر سيد مرسي صاحب أغنية ع الحلوة والمرة في يوم 22 يوليو سنة 1995م عن عمر يقارب 108 عاما.