بقلم: لميا مصطفى
المرأة هي نصف المجتمع،هذه الكلمة تحمل الكثير من التقدير والعرفان للمرأه، تشعرها
بأهميتها وبقوة دورها في المجتمع ومدى تأثيرها فيه.
بقدر الحب والحنان والعطف والاهتمام الذي توليه لأسرتها،فطالما المرأة تحت رعاية
والدها أو تحت رعاية زوجها فهي في مأمن من المجتمع ووجهه الثاني هذا الوجه يتفتق ويتضح حين تضطر المرأه الانفصال عن زوجها لأي من الظروف إن كانت مضطرة إليه أو مُجبره عليه.
هنا يحاصرها المجتمع بنصفيه بقية جنسها من أقارب يضطهدوها أو جيران يؤثرن
التكتم والتقليل من المخالطة، أو كُن زميلات عمل فيكتفين بمصمصة الشفاة أما النصف الثاني وهم الرجال فمن وجهة نظرهم هذه المرأة قد تحولت من شخصية تدعوا لاحترامها وتقديرها إلى امرأة أنانية لا تقدر المسئوليه أو أنها راغبة في زيجة أخرى، وأن لا تستحق هذه الكلمة.
إن الله قد شرع الطلاق ليس رغبة للرجل فقط ولكن للمرأه أيضاً وقد كرم الإسلام المرأة ومنحها من الحقوق التي بها تحافظ على كرامتها وأنوثتها.
فكما قال الإمام محمد عبده: إن الدرجة التي رفع الإسلام بها المرأه لم يرتفع إليها دين آخر، فالمرأة التي كرهت زوجها لها أن تنفصل عنه فهذا حق لها دون المساس بكرامتها أو حتى تحطيم نفسيتها، ولكن المجتمع يسود فيه تشريع آخر تجد فيه المرأة الذل والعوز والنشوز عن المألوف فدائما ما يلصق المجتمع فشل العلاقه الزوجيه إلى المرأة فهي من تتحمل تبعاتها كليةً حتى وإن كان للزوج أخطاء مثل إهماله لزوجته أو الإدمان أو الأعمال المنافية للدين والمجتمع والذي يُمكن الزوجة بل يحق لها طلب الطلاق من زوجها، مع أنها نفس الزوجة التي أنجبت وتحملت الكثير مع الزوج على مدار أيام وسنين ولكنها فجأة تتحول بفعل رأي المجتمع إلى شخص آخر.
فياليت تتغير نظرة شبابنا فهم اللبنة الأولى في تغيير أفكار أي مجتمع فإن كنت تتهم هذه المرأه اليوم فستأتي من هى أقرب إليكِ وتتكرر نفس المشكلة،فهى إنسانة طبيعيه تتمنى فرصة أخرى حتى تعيش حياة كريمة وتتطلع إلى تكوين علاقة سوية خالية من العثرات.
وتأتي مرحلة ما بعد الطلاق وهي أصعب المراحل على الإطلاق على المرأه فإذا كانت
هى صاحبة قرار الانفصال فأول ما تشعر به حسب تحليلات الأطباء هو إلقاء اللوم على الزوج وتحمله مسئولية ماحدث، ثم تنتقل إلى مرحلة الحزن والحداد على هذا القرار والذي يكون من تبعاته عدم التركيز والتشتت في إنجاز المهام أما إذا كانت تتولى رعاية الأبناء فدون أن تشعر تصب جل همومها في الإعتناء بهم وفي إنجاز مهامهم، ثم في النهاية تبدأ تهدأ وتقبل الأمر الواقع وتعمل على لملمة جراحها ثم تبدأ بالتفكر بالغد وكيف ستواجهه بمفردها، ويتخلل هذا الإحساس دائماً عند المرأة بعد مرور هذه الفترة العصيبة إحساس بالذنب لانها هى السبب في الطلاق
لذلك تحاول المرأة سواء هى صاحبة القرار أو طليقها في التفكير في تغيير بعض من مبادئها ومعتقداتها التي ترى فيها كثير من الجدية والصرامة بحيث تصبح أكثر سطحية وليونه مع العلم انها محقة في تفكيرها وهذا من أجل البحث عن زواج جديد ولكن ينصح الأطباء النفسيين حرص المرأه بعد الطلاق على إعطاء نفسها راحة لا تقلعن سنة قبل التفكير في زواج جديد، لأن قبل ذلك تكون لا زالت متأثره بزوجها بل وتبحث عن شبيه له دون أن تشعر خوفاً من حياة الوحدة والفراغ.
مع أنه أكد الخبراء النفسيون ضرورة تريث المرأة المطلقه في اختياراتها للمرة الثانية ولا تقبل بأول شخص يتقدم لها ظناً منها أنها إذا ضاعت هذه الفرصة لن تتكرر ثانيةً فيجب أن تمنح نفسها فرصة التفكير على مهل وعدم القبول بأى شخص
إقرأ المزيد تعرف على أسباب خيانة الرجل لزوجته
فهناك بعض الأمور التي يجب وضعها أمام ناظريك لتتمكني من مواصلة الحياة بشكل طبيعي وبنظرة جديدة على العالم:
أولها التفاؤل
تفائلي مهما كانت سوء الأوضاع التي وصلتي لها فإن كنتِ مجبره على الطلاق فاعلمي
أنه القدر الذي ساقه الله لكِ وهو يعلم جيداً أنكِ لديك القدرة على تحمله وإن كنتِ مضطره إليه فهو اختيارك الذي توصلتي إليه برغبتك، فدائماً اعلمي أن الطير لا يحمل هم الصقور التي تحوم حوله وهو يُدرك أنها افترست الكثير ولكنها لا تبالي ولا زالت تطير، التفاؤل سوف يخلق لديك حالة من الرضا ويملأ النفس بالحماس الذي يدفعك إلى ترتيب حياتك من أول وجديد.
ثانياً اعلمي أن الطلاق ليس نهاية حياة
مهما كانت الظروف لا تجعلي التجربة محور الحياة، بل علينا من استئناف الحياة لأنها
يجب أن تسير وطبيعي جداً أن تشرق الشمس كل يوم لن تتوقف والحياة أيضاً لن تتوقف
امتلكي زمام أمورك وأقبلي على الحياة بخطى واثقة وما يمر على الإنسان يجب أن يكون
تجارب للاستفادة منها وعدم تكرارها.
المجتمع والأهل:
لا تكترثي بأحاديث من حولك، بل اجعلي نصب عينيك هدف يجب تحقيقه، فالعديد من الأهل سيحاول قتل حريتك بل سيضيق الخناق عليكِ، والقليل من لهم رد فعل إيجابي
تجاه المرأة المطلقة.
روت لي سيده(ن.ر) أنها عند احتكاكها بالمجتمع ليست مجبرة أن تخبر من حولها أنها مطلقه،فهي ترتدي دبلة الزواج كي تريح نفسها من العديد من الأسئلة،فكثير من الرجال
يعتقدون أن المرأة المطلقة سهلة المنال وتنتظر أول رجل يطرق بابها، بل يجزمون
بأحقيتهم فيها، إنها نظرة المجتمع المتخلفة التي يجب تغييرها.