الجزء الثالث
بقلم / صفاء القاضي
التخاطر و الباراسيكولوجي
العلم الذي يدرس الظواهر الخارقة اللاحسية للإنسان يسمى الباراسيكولوجي و يحاول العلماء من خلاله التعرف على الظواهر الخارقة وتحليلها بالدراسة وإخضاعها للتجارب ,و المعضلة هنا هي إخضاع الا حسي وهو الشىء الذي يبدو مستحيلا ,
و الباراسيكولوجي ينقسم إلى عدة أقسام
١) الاستشفاف (الجلاء البصري)
2 ) الرؤية التنبؤية (الجلاء البصري التنبؤي)
3 ) التحريك النفسي أو هيمنة الذهن على المادة) ونجد ذلك عند المتصوفة فهم يؤمنون بتحريك نفسي للمادة .
فللنفس أثر في المادة وهي مطيعة لها سيما النفس الطاهرة القوية علمها شديد القوى ذو مرة لا يتناهى فتطيعه المادة و هذا هو تعليل السهروردي لظاهرة تحريك الماديات عن طريق القوة النفسية و لديهم قصص جميلة مثل قصة ذا النون المصري الذي أمر سريرا أن يتحرك في زواية البيت ففعل كما كان إبراهيم بن أدهم يحرك الجبل بإشارة من إصبعه فيتحرك.
4 )استحضار الأشياء وذلك بنص القرآن( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين) 39 النمل
5 )التنبؤ بالمستقبل وهذا التنبؤ ينال عشق البشرية كلها فكلنا يجمح لمعرفة الغد وكأنه فزورة يحيطها الغموض و يجب علينا فهمها و حلها و لو انتظرنا قليلا و صبرنا لأتى إلينا المستقبل دون عناء قد تكون هواجسك المستقبلية صدقا و تتحقق أمام عينيك واقعا وقد تسمو روحك لتأتي لك بتنبؤات مستقبلية بعيدة وتصدق وتتحقق و هذا هو التجلي الروحي وقمة الصفاء والقوة للطاقة الروحية التي تتلقي النبأ , نجد ذلك أيضا عند الصوفية عندما حدد الحسين بن منصور الحلاج طريق وأسلوب مقتله يقول ( على دين الصليب يكون موتي و لا البطحا أريد ولا المدينة) وقصة أبي القاسم القشيري متوفي عام 465 عندما أخبر استاذه بموعد وفاته قائلا (يا أستاذي عند الظهر أموت فخذ هذا الدينار فكفني بنصفه و أحضر لي قبرا بنصفه)فلما كان الغد عند الظهر جاء فطاف سبعا ثم امتد نحو القبلة ومات .
وكان الشيخ إبراهيم الإسكندري مشهورا بالتنبؤ و معرفة مواقيت الموت و مكانه و هذا دائما ما يهم الناس و يستحوذ على قلقهم و توقهم الشديد لمعرفة تلك الإدراكات التنبؤية منبعها عند الصوفية هو الإلهام
6 ) التخاطر وهو انتقال الأفكار من شخص لشخص عبر إتصال روحي , شخص في مكان يستطيع معرفة ووعي لأفكار شخص آخر في مكان بعيد و قد يكون إرسال رسالة ما أو إشارة أو أمر . 7 (الإبراء الروحي) وهو ما يتعلق بالشفاء باللمس و هو موجود في الكثير من الثقافات
كيف تعلم التخاطر ؟
يبحث العلماء كثيرا في كيفية تعلم التخاطر و اكتسابه و نال على اهتمام الكثيرين فالكل يسعى لخضوع التجربة الروحية الجميلة وقد حدد بعض العلماء عدة طرق ,على شكل خطوات اتباعها يسهل ذلك التخاطر و هناك تجارب كثيرة تحكي نجاح تلك الخطوات لكني اعتقد أنه هبة توهب لمن قد سبق ووهب روحا عالية, فكيف ترى الطاقة في روح جامدة قد انغلقت فيها أوردة و شرايين و كيف تعلو روح سفلية ؟ لا أظن أن ذلك سيفلح فإذا كانت تلك الروح عالية شفافة ترى فيه الطاقة وتستقبل الإشارات الروحية في انسيابية , إذن اعلم أن الصدق و الشفافية و الرقي و خفة الإحساس التي تكسب روحك علوا هي أساس تطبيق التخاطر
فإن أردت التخاطر فيجب أن تصفى كل الصفاء ..قلبا وروحا
وقد أورد البعض خطوات الإرسال و الاستقبال و شبه الروح بهالة نور تحيطك, وعليك أولا أن تصفى روحك حتى تصفو تلك الهالة وتعمل معك . وهناك من ينصح بالهدوء و صفاء الذهن والقلب ثم يجلس منفردا و تحاول أن تستقطب هالة الآخر إلى هالتك ,عن طريق تخيله و التركيز في التفكير فيه تركيزا شديدا ,و قد يعتريك ألم غريب أو قد تترقرق الدموع في عينيك فتنساب ساخنة لا تدري سببها لكن استمر في استجلاب الهالة بصدق ويقين فلو انتابتك لحظة شك واحدة فقدت كل شيء وخسرت هالتك حاول أن تستدعيه أولا بالتفكير فيه و التركيز على ملامحه داخل ذاكرتك وعند نقطة معينة أدخله في هالتك ثم قل رسالتك فورا في أقل الكلمات الممكنة كرسالة جوال مشروطة بعدة أحرف معينة قل رسالتك وأخرجه من هالتك فورا واستقبل تيار الصدق و اليقين يسري في دمك ,تاكد من وصول رسالتك التخاطرية حتى بدون أن يصلك تقرير الوصول ,فالتخاطر
ربما أن يكون وصوله و تقريره نفضه تسري بجسدك أو ابتسامة تغسل دموعك كل هذا تحت مظلة هامة بدونها لن يكون تخاطر ألا وهي اليقين وستبدي لك الأيام بعدها أن رسالتك وصلت إليه في نفس لحظة الإرسال