شعر وحكاياتعام
روائح الياسمين
إلهام غانم عيسى
ربيع الشاب، ربيع طبيب العيون الناجح في العمل، ربيع الوسيم الذي جمع ما بين جمال الخُلْق والخَلقْ. لم يتحاوز الرابعة والعشرين من عمره، حين قرر السفر إلى الخارج لإكمال دراسته في تخصص طب العيون.ألم ذلك القرار محبيه، وأصدقاءه وأهله لما كان يتمتع به من حذاقة في الذكاء والعلمية في التخصص.
انقضت الأعوام الأربعة، وقرر العودة للوطن الذي احتضنه كجنين في رحم أمه ، الوطن الذي حمل ذكرياته وحنين في قلبه لشوارعه وحاراته وازقتها وشوارعه المكتظة بالسيارات وضجيج الباعة.
حنين لروائح الياسمين والفل وألوان الزنابق.وجد كل شيء مختلفا في الغربة عن وطنه بطباىع الناس وعاداتها.
أرادت الجامعة ان تحتفظ به ، لما بدا منه من ذكاء وبراعة في تخصصه، إلا أنه رفض البقاء رغم الإغراء أثار ذلك حقد النفوس والقلوب الحاقدة على كل ماهو عربي وشرقي.وصل الأمر بالتهديد بالتصفية إن قرر العودة.لكنه عزم الأمر مهما كانت التضحيات ومهما كان حجم التهديد، ومرارة التنفيذ.
استقبله الأهل وفرح به الأصدقاء وزملاء العمل، لكن فرحهم لم يدم وكأنه جاء ليودعهم ولتنكشف الحقيقة أنه تم تصفيته بسم بطيء المفعول