تعرف علي الشخصية القوية في علم النفس

كتبت إيناس رمضان 

هل لديك الرغبة في التطور والنضج بشكل دائم ؟ هل أنت من الأشخاص الذين لا يقبلون بأنصاف الحلول وتعلم جيدا متى يمكنك الرفض وقول “لا” دون تردد ؟ هل تمتلك القدرة علي تقييم الأمور الخارجية بموضوعية ولا تبحث عن قيمتك في نظر الآخرين لأنك تعلم قدرك دون غرور . 

إذا كانت الإجابة ب” نعم” إذن أنت من الشخصيات التي يهابها الآخرون لأنك في نظرهم شخصية قوية يحيطها الغموض!!!!!!!! . 

ولكن ما مفهوم الشخصية القوية من وجهة نظر علم النفس وما أهم خصائصها وكيف يراها الآخرون هذا هو محور الحديث في مقال اليوم. 

لا يوجد تعريف واضح وصريح للشخصية علي الرغم أن هناك العديد من الإجتهادات التي قد تقترب من أربعين تعريفا لها ولكن يمكن حصرها في كونها مجموعة من الصفات الجسدية و الوراثية والنفسية سواء كانت بالفطرة أو مكتسبة والتي من خلالها تتبلور الأساليب التي يستخدمها الشخص في مواجهة العديد من المواقف والأحداث التي قد يتعرض إليها ومدى استجابته لها. 

وقد قسم علم النفس الشخصيات إلي عدة أنماط من بينها الشخصية الضعيفة والشخصية القوية التي سيتم تناولها فيما يلي :

تلك الشخصية غالبا ما تحكم عقلها فنجدها تحكم على الأمور بعقلانية شديدة وبهدوء تام ولا تلجأ إلي الأنفعال أو الغضب إلا في أضيق الحدود للوصول إلي أعلى مستوي من التفكير والحصول علي آراء حكيمة فهي لا تستطيع الحكم على الأمور بطريقة سطحية غير مدروسة. 

ولا تسمح لأحد أن يتخطى حدوده معها واضحة لا تميل للكذب ولا تتمكن من التعامل مع الأكاذيب المتمثلة في مجموعة من البشر. 

تجدهم أكثر الناس نجاحا في حياتهم العملية والأجتماعية لأنهم دائمي البحث عن التميز. 

وتتمتع الشخصية القوية بعدة سمات أهمها :

الإحترام 

سلوك فطري فهي تحترم الصغير قبل الكبير ، والفقير قبل الغني وتتعامل مع كل الفئات بنفس المستوى ولا تنتقص من قيمة أحد مطلقا. 

البشاشة 

تتمتع الشخصية القوية بهدوء داخلي وتصالح مع النفس مما ينعكس عليها بالرضا فترى الابتسامة لا تفارقها مهما آلم بها من أحداث فهي جواز سفرها للقلوب. 

وجهان لعملة واحدة في حياتها لا يمكن فصلهما فالصدق والأمانة والرقي في التعامل مبدأ نشأت وترعرعت عليه تلك الشخصية. 

كلما زادت علاقتك برب العباد كلما زادت ثقتك بنفسك فالثقة بالنفس ماهي إلا وجه آخر لعدم الخوف ولكن لا أحد ينجو من المرور بلحظات خوف ولكنها تتفاوت من شخص لآخر فهناك من يتملك منه الخوف ويعيق مسيرته وآخرون ذات الشخصيات القوية من تجعل الخوف أحد مقومات ازدهارها ووسيلة من وسائل النجاح. 

ولعلنا نتذكر قول الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) فالمؤمن لا يخاف أبداً إلا من خالقه عز وجل وعلى الإنسان أن يعود نفسه على ذلك وإذا شعر بالخوف تجاه شخص أو موقف معين فما عليه سوى أن يتذكر قدرة الله وعظمته فيهون أمامه كل شئ وتسكن الطمأنينة قلبه ويصير أكثر قدرة على مواجهة مخاوفه. 

يجد بعض الأشخاص صعوبة في التعامل مع الشخصية القوية نظرا لأنها لا تقبل الأعذار الواهية وترفض انصاف الحلول وأنصاف الأكاذيب كحل للأمور وإنما تسعي دائما للوضوح وإنجاز الأمور وتحقيق أهدافها ولا تستسلم للمحبطين وتؤمن أن العوائق ماهي إلا من صنع الإنسان ويسهل تحطيمها والتغلب عليها إذا أراد فهو يسخر الظروف لمصلحته ولا يتركها تتحكم في مسار حياته 

أهم ما يميز أصحاب تلك الشخصية تلك المساحة العريضة التي تحيط بهم من الأستقرار النفسي والمرونة النفسية التي تساعدهم في التعافي الآمان من الأوجاع والشدائد وتمنحهم القدرة على التعامل من الأخطاء والتجارب السابقة بشكل أفضل والإستفادة منها. 

تجد تلك الشخصية حريصة كل الحرص على تحمل المسؤولية سواء اتجاه نفسها أو الآخرين دون الهروب وهي من الشخصيات الداعمة لمن حولها بشكل جيد. 

الشخصية القوية تدرك جيدا قيمة الوقت وتسعي دائما لاستغلاله فيما يعود عليها وعلى غيرها بالنفع ولا تهدر وقتها وطاقتها في اللاشئ لذا تجدها تبتعد عن لغو الكلام والمناقشات الغير بناءة . 

علي الرغم أن تلك الشخصيات لا تسعي لجذب الانتباه ولا يهتمون لذلك إلا أن الناس تنجذب إليهم من تلقاء أنفسهم فالشخصيات القوية تكون مصدر إعجاب و قدوة للكثيرين 

الشخصية القوية لا تستطيع الاستمتاع للآخرين ولكنها تجيد الإنصات وهي مرحلة تفوق الاستمتاع فهي تنتبه لكلمات وحركات الجسدية وتعبير وجه المتكلم وتحرص علي أن النظر في عيون من تتحدث إليه دون إطالة ورغم أن لديها قدرة على الاحتواء و لكن قد يخشى البعض الحديث أمامهم ويشعرون برهبة أمامهم وخاصة من تنقصهم مهارة الحديث أمام الآخرين. 

*وقد أثبتت الدراسات أن القوة الموجودة داخل الإنسان كبيرة جدا ولا يستخدم منها سوي أقل من

5٪ فكل منا لديه قدر كبير من الذكاء والقدرة علي التفكير والتأثيرفي الغير والتمتع بقوة الإرادة ولكن لا تستغل….. 

ولتصبح قويا يجب أن تحرر تلك القوي وتجعلها تنبع من داخلك وتتعلم كيف تستثمرها بنجاح واإليك بعض النصائح التي قد تساعدك لاكتساب شخصية قوية :

-اهزم مخاوفك وتخلص منها ولا تجعل الخوف يقف عائقا أمامك. 

– تعلم أنك أنت المسؤول عن حياتك وقرارتك وتحمل نتيجتها مهما كانت وتقبلها لأنك إنسان قد تصيب وقد تخطئ. 

-اكتب نقاط ضعفك وقوتك وتخلص من كل ما هو سلبي وطور كل إيجابي. 

-اسعي دائما لتطوير ذاتك وتنمية مهاراتك اللغوية والعملية. 

– الصدق! ولكن كن صادقا مع نفسك أولا واجعل هدفك أن تكن صادقا مع الله قبل الناس فتنل خير الدنيا والآخرة. 

-التأني وعدم التسرع في اتخاذ القرارات حتى لا يعرف الندم طريقه إلي حياتك. 

-ابتعد عن الأنانية وساهم في مساعدة الآخرين وقدم لهم يد العون بكل حب.

يعتقد الكثيرون أن أصحاب الشخصية القوية يميلون إلي السيطرة والتحكم في زمام الأمور وهذا علي العكس تماما ولكن كما سبق ذكره هم لا يقبلون الأعذار غير المنطقية ويدركون قيمة الوقت وتحقيق الهدف ويستطيعون قراءة الأشخاص بسهولة ويسر فهو ينصت جيدا لمن يقدم حلول أو يبتكر أمور تساعده علي التطوير والاختلاف ولا يعير أهتماما لغير ذلك. 

فيما يظن آخرون أنهم لا يمتلكون عاطفة لأن العقل يشغل حيز كبير في حياتهم ولكن الحقيقي أن معظم الشخصيات القوية متزنة عاطفيا لأنها تتمكن من التعبير بصدق عما يجول بداخلها وتحكم علي الأمور بموضوعية شديدة وتحرص على تقوية العلاقات مع من تحب لذا تجدها تملك قلوب محبيها، وقد تتحامل علي نفسها أحيانا حتي لا تظهر ضعفها أمام الآخرين. 

والبعض يظن أنهم أشخاص أنانية تسعي لتحقيق أهدافها علي حساب الغير والحقيقة أن من المهارة أن تدرك إذا كان الشخص الذي تتعامل معه قوي الشخصية نبيل الخلق أما أنه يتظاهر بذلك لتحقيق أهدافه الشخصية !!!!!!!!

هذا عرض لبعض سمات الشخصية القوية لعلها تغير النظرة السلبية للكثيرين نحوهم لأنهم لا يلتفتون لها قدر ما يشغلهم كيف يجدون وسائل متجددة تمكنهم من التطور وتطوير المجتمع. 

ابحث عن ذاتك…… أين أنت مما سبق؟؟؟ .