كتب احمد الشيخ
الأولى: لاتأكل خبز من صنعة غيرك
هل تقبل المثل العليا لأنك وجدتها فى المجتمع عليا ام لأنها إنسانية بحق وأنت ترى انها تستحق ان تكون عليا ,كل مجتمع “بشرى” له مثله العليا وله عرفه الخاص تختلف كل هذه القيم والمثل بتعدد الزمان والمكان او كما يسموه (Spacetime) لنلقى نظرة على مجتمع بشرى يبيع ويشترى (بشرا عبدا او جارية) ولا يشعر البائع ولا المشترى بأى ذنب ولا يجد فى صدره حرج بمقياس المجتمعات إن باع الرجل نفسا بشرية لغيره فهو لم يرتكب إثما لكن بمقياس “الإنسانية” فلقد فقد البائع والمشترى كلاهما، كل ماهو إنسانى بمجرد البدء فى عملية البيع البغيضة تلك، إن ارتضيت هذا على أنه غير مخالف للعرف المجتمعى فأنت غير إنسانى وغلب عليك العقل الجمعى وارتضيت بما لايرتضيه عقل، فقط لأنك رأيت مجتمعا يرتضيه، وترى مشهد هتك عرض الإنسانية وإغتصابها بكرا يوميا فى الاسواق ولايتحرك لك ساكنا.
الثانية: احذر فقد يكون يسارك يمين
نعود بالضوء للمجتمع الحالى والحياة المدنية بعد ان مرت البشرية بـ(الوحشية والبربرية والمدنية وكل من الثلاث عليا ووسطى ودنيا ) كما قال انجلز فى “أصل العائلة”، إن نظرت للمجتمعات اليوم نظرة خارجية تشاهد حقوق المرأة وحقوق الطفل كما اسواق النخاسة، ولايتجسد الشيطان فى (امرأة) كانت محض مصدر تفريغ للشهوة الجنسية ثم تتحمل وحدها وزر الفعلة ان تمت بشكل يعتبره المجتمع وزراً، ولكن ان دققت النظر ترى ان مايحدث للانسان هو أسوأ وأقبح مماكان فالمتحكم فى الجنس البشرى بدلا من ان كان (شخص) أصبح (دولار) مكونا شركات وعلامات تجارية تقود الحكومات ومنها للشعوب مباشرة، وفى تلك المجتمعات التى تعتقد انها مرت بطور الانسنة يتاجر أيضا بالروح التى هى سر من اسرار عظمة الله حتى ان الناس إن فارقت الروح الجسد تراهم يقولون “خرج السر الالهى” تقاد تلك الارواح والمشاعر باسم الإله.
الثالثة: إنسف المسوخ البشرية واخرج باحثا
هؤلاء ماهم الا شياطين يلعبون دور القديسين ويتخذون من الكتب المقدسة نصوصا يجعلون منها سيناريوهات لهم يكتبونها بحبر الشيطان والعبقرى الحقيقى فى شباكهم المنسوجه حول عقلك هو “الخوف”.
الرابعة: أترك الجدال والبلبال وأقتل الـ“أنا”
إن سعيت للأنسنة وجب عليك ان تصنع خبزك بنفسك وتعود لذاتك وتعيد صياغة “القيم والمثل العليا” التى ترتضيها كإنسان دون النظر لما يرتضيه المجتمع المحيط لانه كما قلنا من صناعة غيرك.
الخامسة: إعلم أن الإنسان مزيج متناقض:
هذا الانسان المتشبع بالمتناقضات التى يقبل بعضها حينا ويرفضها حينا وقد يرتضى جميعها فى وقت واحد او يرفضها جميعا فى حينا اخر , هو نتاج لتغيرات تاريخية وتفكير جماعى من جمع الى جمع ومن مجتمع الى مجتمع هو فى الحقيقة “بشرى” لكن ينقصه ضبط مؤشراته تجاه كل ماهو “إنسانى”. بسمة الطفل تغتصب مجتمعيا فيمر ذاك الطفل البشوش بمعادلات وتجارب “مجتمعية” قد تخلق منه وحشا شريرا بل سافك للدماء.
السادسة: عِش للأخرين
انظر لأى صراع بشرى سترى ان الذريعة الأساسيه له كانت ان كلا الطرفين يرى الاخر على النقيض له إما فى (دين او جنس او لون… إلخ) الصفة الوحيدة المشتركة التى تطفئ تلك النار وتشعرهم بالشراكة والإنسجام ان الجميع انسان، حتى الاديان إن تفقدتها بقلب صالح تقى ستجد ان المستهدف منها “الانسان” وإلقاء الضوء له على قيم ومثل ترقى به، لطور الانسنة فتخرجه خلقا اخر، من بشرى الى إنسانى فحتى فى رغبتك فى وصولك الى “الاله” كن إنسانا وأفعل ماهو إنسانى ستصل، حب الفقراء، عامل الناس بالرحمة والمودة , فكما نقول قتل الـ“أنا” ميلاد جديد.
السابعة : غير بوصلة تمركزك
لا أحد ينكر عليك ان تحب ذاتك ونفسك وتلبى لها متطلباتها وتعتنى بها كما تشاء، لكن من أقبح ما يكون تحت مجهر الإنسانية أن تجعل “أنويتك” هى تمركزك.
أيضا الوطن والعرق والنسب كل هذه الاشياء جميلة والانتماء لها وحبها وأن تقدم لها مايجعلها افضل لا بأس به لكن أيضا لاتجعل تمركزك “عرقى” فـالحدود تراب من صناعة البشر وقد يتعارض تمركزك العرقى مع تمركزك الدينى الذى هو جيد فى نظر الرب او مع تمركزك الانوى الذى هو جيد فى نظرك أنت (كأن تموت من اجل بلدك) فهو تمركز عرقى متعارض مع تمركزك الانوى، لكن ان جعلت تمركزك (أنسانى ) فلا تعارض.. ولا تناقض.. انت إنسان.