كتب / خطاب معوض خطاب
د.يوسف أبو الحجاج …
الرجل العظيم الذي يجهله المصريون …
ولد د.يوسف أبو الحجاج ( ورد في بعض المصادر يوسف أبو حجاج ) بالأقصر سنة 1919م ، تدرج بمراحل التعليم حتى حصل على ليسانس الآداب قسم الجغرافيا من جامعة فؤاد الأول ( القاهرة ) سنة 1944م و بعد التخرج عمل بقطاع البترول و استكمل دراسته العليا التي زامل خلالها د.جمال حمدان في لندن و حصل على شهادة الدكتوراه سنة 1954م .
قام بالتدريس في جامعة عين شمس و جامعات الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و الإمارات و العراق و السعودية و ليبيا ، رأس قسم الجغرافيا في كلية الآداب جامعة عين شمس و أصدر ما يقرب من 30 كتابا كما تم إختياره أمينا عاما للجمعية الجغرافية و عضوا بالمجمع العلمي المصري و حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الإجتماعية .
حينما بدأ النزاع على طابا بين مصر و الكيان الصهيوني أواخر سنة 1981م تم اللجوء إلى التحكيم الدولي لحسم مسألة السيادة عليها ، تم تشكيل لجنة قومية من الجانب المصري برئاسة د.نبيل العربي لخوض معركة التحكيم كان فيها العديد من القامات المصرية الكبيرة في مجالات مختلفة تم إختيارهم بعناية فائقة مثل : د.وحيد رأفت ، د.مفيد شهاب ، د.طلعت الغنيمي ، د.صلاح عامر ، و معهم المؤرخ د.يونان لبيب رزق و المستشارين أمين المهدي ، فتحي نجيب و عدد من أساتذة الجامعات بالإضافة إلى لجنة من سلاح المهندسين و كان معهم د.يوسف أبو الحجاج الجغرافي الكبير .
كان د.يوسف أبو الحجاج مسئولا عن الجوانب الجغرافية مثل تحديد الحدود و الجوانب الطبيعية و تجهيز الخرائط التي تبين آخر الحدود المصرية و تثبت حق مصر في طابا جغرافيا فاجتهد في البحث و أحضر عددا كبيرا من الخرائط من السودان و بريطانيا و تركيا و تم تقديمها للجنة التحكيم حيث قدمت مصر وقتها آلاف الوثائق و المذكرات و الأسانيد الجغرافية و التاريخية و القانونية ، لكن القضية لم تكن سهلة أبدا ، إسرائيل احتلت سيناء وقت العدوان الثلاثي 1956م و حين انسحبت منها سنة 1957م كانت هناك منطقة تتواجد بها قوات دولية تابعة للأمم المتحدة و هذه المنطقة كانت تمثل 3 كم غربا في إتجاه مصر ، أي أن هذه المنطقة كانت منزوعة من السيادة المصرية و توجد تحت سيطرة قوات الأمم المتحدة ، و خرجت منها القوات الدولية أثناء حرب يونيو 1967م و احتلها الصهاينة و معها باقي سيناء ، أي أن هذه المنطقة الحدودية لم يدخلها مصري من سنة 1956م حتى تم عقد التحكيم في الثمانينيات .
غير الكيان الصهيوني معالم هذه المنطقة التي كان يسيطروا عليها و طمسوا و أزالوا علامات الحدود عن مواقعها خاصة العلامات الأخيرة و زعموا أنها أزيلت بفعل العوامل الطبيعية ( عوامل التعرية ) ، و كانوا يقصدون من وراء ذلك التسويف و المماطلة و إطالة أمد نظر القضية و إبقاء منطقة طابا تحت سيطرتهم كما هي حتى يتم فض النزاع القضائي .
و بينما كان الجميع يتوقع صدور قرار لجنة التحكيم بتأجيل نظر القضية و إبقاء الوضع كما هو عليه إذا بالعالم الجغرافي الكبير د.يوسف أبو الحجاج يتمكن من العثور على خريطة قديمة من قبل يونيو 1967م لمنطقة رأس النقب و عليها حدود مصر الحقيقية و رغم أن هذه الخريطة التي عثر عليها كانت قديمة و تعلوها الأتربة إلا أنها كان لها العامل الأكبر في الفصل في القضية و الحكم بمصرية طابا ، و أصبح يشار إلى د.يوسف أبو الحجاج من يومها في الصحافة المحلية و العالمية بأنه صاحب الفضل الأكبر في عودة طابا حيث أثبت أن دور الجغرافي هو الأكثر أهمية .
العجيب و حسب شهادة د.نبيل العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية و مسئول الملف المصري في قضية طابا أنه بعد رفع العلم المصري على سيناء كان فريق العمل المصري في قضية التحكيم يقفون حسب الإتفاق المسبق معهم منتظرين أن يصافحهم رئيس الجمهورية و يشكرهم على ما بذلوه من جهد كبير أعاد طابا إلى السيادة المصرية فإذا بهم يرونها يومها يصافح الموجودين و منهم بعض الفنانين مثل فريد شوقي و يسرا و هشام سليم ثم يمضي إلى حال سبيله دون مصافحة من أعادوا طابا للسيادة المصرية .
المصادر :
مقال أحمد مجدي في مدونة خطوات في الجغرافيا : يوسف أبو الحجاج الجغرافي الذي أعاد طابا لمصر .
كتاب موسوعة 1000 شخصية مصرية ( لمعي المطيعي ) .
حوار د.نبيل العربي مع منى الشاذلي في برنامج معكم .