الباحث التربوى د/ أسماء حسين التنجي
دور المشروعات فى تعلم طفل الروضة إن معظم الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة من سن ثلاث الى أربع سنوات لا يستطيعون التعبير عن آرائهم وأفكارهم وملاحظاتهم بالكتابة ولذلك قد يقومون بإخبار الآخرين عن هذه الأفكار ليقوموا بالكتابة نيابة عنهم، لذلك فمن ضمن الدروس المستفادة من برنامج “ريجيو إميليا” هو تعليم الأطفال كيفية التعبير عن آرائهم وأفكارهم عن طريق لغة الرموز والإشارات.
ويعد الهدف الأهم لروضات “ريجيو إميليا” مساعدة الأطفال على استكشاف بيئتهم والتعرف عليها، ويتم ذلك من خلال طريقة المشروع، حيث يختار الأطفال أو المعلمين موضوعاً معيناً مثل ورقة شجرة أو قضاء يوم فى مكان عمل الآباء أو متحف المدينة، ويقومون بجمع المعلومات عنه من مصادر مختلفة مكتوبة ومصورة وينظمونها، ومن ثم يعبرون عما تعلموا بلغاتهم المختلفة، الشفاهية والفنية، معتمدين على مواد وأدوات متنوعة، وتساعد المعلمات الأطفال في عملية الاستكشاف،
وفي تطوير مداركهم ونمو معارفهم وتشجيع الابتكار من خلال توليد الأسئلة المفتوحة التي تساعد الأطفال فى عملية البحث، منطلقين من خبرات الأطفال الأوليه التي عبروا عنها بإنتاجها وأعمالهم وأقوالهم في بداية المشروع. ويمكن تعريف المشروع بأنه عبارة عن عملية يشترك فيها الكبار مع الأطفال بطريقة تعاونية، ويتضمن المشروع الاكتشاف وإعادة الاكتشاف التعبير عن أفكارهم باللغات الرمزية المختلفة، وقد يكون المشروع قصيراً لمدة أيام أو طويلاً لمدة أسابيع أو شهور، ولا يعمل الأطفال في المشروع اليوم تلو الآخر، ولكن ربما مرة أو مرتين في الأسبوع وفي بعض الأحيان يعمل الأطفال لمدة أيام متواصلة بالمشروع وحتى نهايته، وأنشطة المشروع لا يوضع لها وقت محدد مسبقاً، فعند اكتمال هدف ثانوي يقودنا إلى هدف جديد ، ويقام المشروع في ثنائيات من الأطفال، أو في مجموعات صغيرة تتراوح ما بين ثلاثة وستة أطفال، والسعي لتشجيع الأطفال للاكتشاف وانسياب الأفكار منهم دون تحجيم ، مع ربط المواقف والمناسبات بالمشروعات.
وعند اختيار موضوع المشروع فهناك أربع خطوات رئيسية يجب مراعاتها:
1- الاستكشاف: يتم تقديم المشروع من خلال أنشطة تحفيزية تجعل الأطفال يفكرون في هذا الموضوع مع إثارة تصوراتهم ومشاعرهم، وعلى المعلمات التأكد من تعامل الأطفال مع الأفكار الجديدة حتى يلاحظوا ردود أفعالهم واستفساراتهم وتعليقاتهم، وهم يستكشفون هذه الخبرات.
2- التنظيم: يتم تطوير أفكار الأطفال واستفساراتهم من خلال أنشطة تعليمية تساعد فى التركيز على الأفكار الجديدة، ويتم توثيق هذه الأفكار من خلال الرسم والصور والكتابة وشرائط الفيديو.
3- المناقشة: تلاحظ المعلمة استفسارات الأطفال عن الخبرات المقدمة بالأنشطة ، وتشجعهم بمقارنة أفكارهم الحالية مع أفكارهم الأولية ، حيث إن أنشطة كل يوم تبني على أحداث اليوم السابق.
4- ملخص الخبرات: في النهاية تٌعرض مجموعة الخبرات لمعرفة ما تم انجازه بواسطة مجموعة العمل والتى تتضمن الأطفال والوالدين والمعلمات والإداريين بالروضة، وهذه الخبرات قد تؤدي إلى أفكار ومشاريع جديدة، والمشروع بهذه الصورة هو نوع من المغامرة، بغض النظر عما إذا بدأ بمبادرة من المعلمات أومن الأطفال.
