شعر وحكاياتعام
حَجَرُ الرُّوحِ …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
تَتَسَلَّقُنِي المَسَافَاتُ
وتَمتَطِيني الجهَاتُ
وأنا أُشَيِّدُ جِدَارَ الهَزِيمَةِ
مِن حَجَرِ الرُّوحِ
أَلُوبُ على الجرحِ
أحدِّقُ في حَشرَجَةِ خُطَايَ
أَكَادُ أَتَهاوَى في شَهقَتِي
أَتَمَسَّكُ بِحِبَالِ آهَتِي
وأََصرُخُ في أذُنِ الرِّيحِ :
– أُعطِيكِ أَجنِحَتِي مُقَابِلَ نَجَاتِي
مِن غُربَةٍ تَلبَّسَتنِي
وَأَقعَت في دَمِي
تَشرَبُ صَبَاحِي
أُنادِي على الأرَضِ
الّتي تَفتَّحَت في خَاصِرَتِي
كَم عليَّ أَن أَزحَفَ
فوقَ رُؤايَ ؟!
كَم عَلَيَّ أَن أَجُوبَ صَحَارى
دَمعَتِي ؟!
وَأَلعَقَ سَرَابَ الانحِدَارِ ؟!
أَتَوَغَّلُ في نُخَاعِ الرُّكامِ
أَتَمَترَسُ بِغُصَّتِي
وَأَحفِرُ في بَاطِنِ السَّدِيمِ
عَلَيَّ أن أَدفُنَ جَهَنَّمِي
في أَحشَاءِ الوَقتِ
أبتغي مِن لُغَتِي كَفَنِي
وَمِن قَصِيدَتِي مِقبَرَتِي
وَمِن حُرقَتِي النّدى
وَأَسألُ أَزَاهِيرَ أَصَابِعِي
أَن تَفتَرِشَ لي الطّرِيقَ
لأطلُبَ من جِيادِ ارتِعَاشي
في لُجَجِ الدُّخَّانِ
أَن تَثِبَ وَتَصهُلَ
وُتُحَلِّقَ صَوبَ عَطَشِي
أنا عكَّازُ الخَرِيفِ الخَائِفِ
أنا نَحلَةُ العَلقَمِ
وَنَزَقُ الفَجِيعَةِ
أَُسلِمُ نَفسِي لِسَيّافِ المَنفَى
دُونَ مُقَاوَمَةٍ
أُسلِمُ عُنُقِي
لِمَخَالِبِ الأَشوَاقِ
وَتَكبِرُ بِداخِلي دَمعَتِي
لِتَكُونَ بَحرَ الانتِظارِ
أُعَارِكُ خَيبَتِي بِضَراوَةٍ
أُرِيدُ أَن أُهَدِّمَ أَسوَارَ
هَزِيمَتِي
أُرِيدُ أَن أَلعَنَ أَحوَالَ
الطّقسِ
القَادِمِ على الإِذلَالِ
والمَاطِرِ على التَّشَرُّدِ
في أَصقَاعِ العَارِ
ياأمَّةَ العُنفُوانِ
كيفَ آلت أُمُورُ المَجدِ
للعَبِيدِ والخِصيَانِ ؟!
اِعتلوا قِلاعَ شُمُوخِنَا
وَسَاقوا
إِلينَا الخُنُوعَ والهَوَانَ !! .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول