كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان الراحل محمد متولي الذي رحل في مثل هذا اليوم من العام الماضي يعتبر واحدا من نجوم الفن المصري الذين لم يأخذوا حقهم، ولم ينالوا ما يستحقون من تقدير وتكريم لفنهم الراقي وموهبتهم الكبيرة، فهو وإن لم يكن سوبر ستار لكنه واحد من نجوم الأدوار الثانية والمساعدة الذين يطلق عليهم “السنيدة” أمثال بعض الذين عاصروه وعملوا معه ومنهم الفنانون “سيد عبد الكريم” و”السيد عزمي” و”شوقي شامخ” وغيرهم، وللأسف الشديد فإن الأضواء لم تسلط على هؤلاء الفنانين المبدعين رغم أنهم تفوقوا في أدوارهم التي قاموا بأدائها في وجود كبار النجوم، وربما نتذكرهم ويؤثروا فينا أكثر من أبطال الأعمال التي يشاركون فيها.
والفنان محمد متولي مقوماته الشكلية والجسمانية لم تحصره في نوعية أدوار واحدة، فهو فعلا كان مختلفا بأدواره المتنوعة والمختلفة والمتباينة، فقد قام بأداء دور الطيب والشرير والتراجيدي والكوميدي والحرامي والنصاب وتاجر المخدرات وغيرها، ولم يكن صاحب الشخصية الواحدة أو الكاراكتر الثابت، وكان بشكل عام من الفنانين المخلصين في عملهم، وأجتهد في جميع أدواره و لم يكن يعمل طوال مشواره لجمع المال ولكن لجمع الفن كما قال عن نفسه.
والفنان محمد متولي وعلى عكس المعتاد من أن أحد الفنانين ربما يشتهر باسم شخصية أداها وأن تكون هذه الشخصية ملازمة له طوال حياته الفنية، فهو ربما يكون الفنان الوحيد الذي اشتهر بأسماء شخصيات متعددة أداها، ففي السينما من المؤكد أننا نتذكر شخصية “خوليو” صديق مرزوق بطل فيلم “سلام يا صاحبي”، وشيخ المسجد في فيلم “حسن ومرقص”، والحاج مصطفى أو “ميمي” في فيلم “مطب صناعي”.
أما في التليفزيون فله عدد كبير من الأدوار التي أصبحت علامات في تاريخ الدراما التليفزيونية مثل: “حجازي” الحلواني الذي يعمل مع حافظ رضوان في مسلسل “الشهد والدموع”، وهذه الشخصية تعتبر من أهم الشخصيات التي جسدها والتي كانت أحد الأسباب التي جعلت النقاد والمشاهدين يشيدون به على حد سواء، فقد أجادها إجادة تامة، وكنا حين نشاهده ننسى أننا أمام ممثل يؤدي أحد الأدوار المكتوبة بل نشعر أننا أمام شخص إنتهازي وصولي ومتسلق مملوء بالشر ولا يجيد إلا المؤامرات والحيل الشريرة التي جعلت كل من يراه يكرهه.
ولا ننسى له بقية أدواره مثل دور “بسيوني” أو “بسة” في مسلسل “ليالي الحلمية”، و” أبوطالب” محامي المعلمة فضة المعداوي في مسلسل “الراية البيضاء”، و” ميلام” في “عصفور النار” ، و”ضمضم أبو دقة” في “أنا وأنت وبابا في المشمش” ، و” بهنس” في مسلسل “هانم بنت باشا”، والصول ” شرابي” في الجزء الثاني من مسلسل “المال والبنون”، والأستاذ ” مرتضى البشري” المدرس في مسلسل “أبو العلا البشري”، و” خميس عامر” في “زيزينيا”، و” عزت الجريدي” في “وما زال النيل يجري” ، بالإضافة لأدواره في عدد كبير من المسلسلات التي أبدع فيها مثل: “أهالينا” و”النوة”، وبوابة المتولي” و”وأدرك شهريار الصباح” و”أهالينا”. وبالطبع كل هذا بالإضافة إلى دوره الذي لا ينسى في مسلسل أرابيسك حينما قام بأداء دور المحامي مصطفى بطاطا بطريقة ليس لها مثيل.
ومن المعروف أن الفنان محمد متولي ولد في يوم 11 مارس 1945، ورحل عن الدنيا في يوم 17 فبراير 2018 عن عمر يناهز 73 سنة.