بقلم / غادة عبدالله
يختلف الناس فيما بينهم حول تحديد مدى نضوج الرجل والمرأة ، ولكنهم جميعاً يتفقون على أن المرأة تنضج عقلياً وفكرياً بشكل أبكر منه، وذلك عائد للاختلافات المتعددة بين الهرمونات الذكرية ونظيراتها الأنثوية، وبين هذا وذاك فإن الرجل يحتاج إلى وقت أطول للوصول إلى مرحلة النضوج العقلي.
فما هو المعيار لتحديد ذلك؟؟
فقد جاءت دراسة برازيلية لمعهد “ديستاك” المختص بالشؤون الاجتماعية والزوجية وشؤون المرأة بأن وصول النضوج إلى الشخصية يختلف من شخص إلى آخر، فمنهم من تنضج شخصيته بشكل أسرع من الآخر، ومنهم من تكون مراحل النضوج في شخصيته بطيئة، وذلك يعتمد على عدد كبير من الأسباب، ويأتي على رأسها العامل الثقافي والبيئي والاجتماعي بالإضافة إلى التربية المنزلية. فبعضهم لا تساعده الظروف على معرفة الحياة بشكل صحيح أو عميق؛ لعدم وجود درجة كافية من أسباب النضوج في الشخصية، وهناك حقيقة أخرى على جانب من الأهمية وهي أن العلوم الإنسانية أثبتت بأن النضوج في شخصية المرأة يسبق النضوج في شخصية الرجل بعشر سنوات، فمتوسط سن النضوج عند المرأة هو ثلاثين سنة من العمر أما بالنسبة للرجل فإن هذا السن هو الأربعون من العمر.
مرحلتا ما قبل النضوج وما بعده
إن الاختلافات بين الناس تظهر في مرحلتي ما قبل وما بعد النضوج الشخصي، فمرحلة ما قبل النضوج في الشخصية بالنسبة للمرأة تتصف بعدم الاستقرار والتردد والبحث عن فارس الأحلام وإنجاب الأولاد وتشكيل أسرة متماسكة. أما بالنسبة للرجل فان مرحلة ما قبل النضوج في الشخصية تتصف بالسعي للحصول على المركز المرموق والراتب العالي والوظيفة التي تمنحه ميزة اجتماعية، وفي نفس الوقت فإن موضوع الزواج لا أهمية كبيرة له مقارنة بأهميته عند المرأة، فالرجل الذي يعتبر محمياً اجتماعياً، على حد وصف الدراسة، يملك هامشاً واسعاً من الحرية للتعرف على النساء، ولكن المرأة في المجتمع الشرقي، مازالت تعاني من قيود اجتماعية، أغلبها مناسب وينظم العلاقة بين الرجل والمرأة.
علّق خبراء الدراسة:
الأمور تهدأ بعض الشيء بعد الوصول إلى مرحلة النضوج في الشخصية إن كان من جانب المرأة أو جانب الرجل. ومنها «العواصف العاطفية» حيث يبدأ الطرفان بتغيير تفكيرهما باتجاه مزيد من المنطق والابتعاد درجة أو درجات عن العواطف في مجال تقييم الحياة والعلاقات الإنسانية.
اهم علامات النضوج لأدم وحواء
هناك علامات لنضوج الشخصية عند المرأة والرجل على حد سواء، ومن الأهمية بمكان أن تتعرف المرأة والرجل على هذه العلامات ليعرفا فيما إذا كانت شخصيتهما قد نضجت واكتملت معالمها، من حيث التعامل مع الآخرين وفهم أعمق للحياة بشكل عام، فما هي هذه العلامات؟
أولاً الأحاديث السخيفة لم تعد تثير الاهتمام
في مرحلة ما قبل النضوج يمكن أن تدخل المرأة في أحاديث سخيفة وتستمع إليها، ولكن بعد النضوج فإن أي حديث لا معنى له أو يجده سخيفاً يصبح مزعجاً بالنسبة له أو لها.
ثانياً تفضيل النوم ليلاً على الذهاب إلى حفلات راقصة
التقدم في العمر يجعلنا في كثير من الأحيان نفضل البقاء في المنزل بدلاً من الخروج، ففي حالات كثيرة نفضل النوم ليلاً على الذهاب إلى حفلات صاخبة إذا تم تخييرنا بين الاثنين، هذا ليس كسلاً وإنما نضوج فكري يفضل ما هو الأنسب بالنسبة لنا.
ثالثاً نبدأ بمسامحة الناس أكثر من السابق
فعندما نكون شباناً صغاراً فإننا في بعض الأحيان نحمل الأحقاد، ولكن في سن النضوج نميل أكثر للمسامحة وعدم الاحتفاظ بأي أحقاد.
رابعاً يتحول الشخص إلى إنسان منفتح الذهن
أي أنه يقبل الآخر ويحاول أن يتمتع بالمرونة حيال الآخرين، ويتفهم أخطاء البشر.
خامساً احترام الاختلافات بين الناس
يعني أيضاً القدرة على امتصاص الاختلافات مع الناس، وكذلك احتواء الأشخاص الذين لا يتمتعون بهذه الميزة.
سادساً الناضج لا يجبر نفسه أو غيره على الحب
أوضحت الدراسة أيضاً بأن النضوج في الشخصية يعني بأن الإنسان لا يجبر نفسه على حب أحد ولا يجبر أحداً على حبه هو.
سابعاً يتقبل الأحزان ولكنه يرحب بالأفراح والسعادة
الإنسان الذي يتمتع بنضوج في الشخصية يعرف كيف يتقبل الأحزان، ويكون مستعداً لتقبل الفرح والسعادة، وهو نتيجة أخرى من نتائج النضوج العاطفي.
ثامناً لا يطلق الأحكام على الناس بسرعة
من أهم علامات النضوج الشخصي هو الامتناع عن إطلاق الأحكام على الآخرين بسرعة واحترام الاختلافات في الآراء.
تاسعاً تفضيل الصمت على الدخول في نقاشات عقيمة
من يتمتع بالنضوج الشخصي يفضل الصمت على الدخول في نقاشات عقيمة لا تقدم ولا تؤخر، فمثل هذه النقاشات متعبة نفسياً وجسدياً.
عاشراً سعادته لا تعتمد على الآخرين
أي يعتبر بأن سعادته لا تعتمد على الآخرين، بل على نفسيته الداخلية، وهذا يعني بأنه لن يفسد على الآخرين حياتهم لكي يشعر هو بالسعادة.