كتب بشار الحريري
حالة الفساد المستشرية و التي أضحت سيلا جارفا يهدد مجتمعاتنا بكل مفاصل الحياة، و أصبحت حائلا أمام تطورها و تقدمها، و عائقا أمام عملية التنمية البشرية و الاقتصادية والاجتماعية في هذه المجتمعات.
و من أوجه هذا الفساد مؤخراً انتشار المحطات الفضائية الإعلانية التي تمارس تضليل الشعوب و خداعها من خلال ما تبثه عبر شاشاتها العريضة من إعلانات ترويجية لمن يمارسون السحر و الشعوذة كخبراء و مختصين في معالجة الأمراض و فضلا عن كتابة عمل للرزق و غيرها من أعمال السحر و الشعوذة و الدجل ..
حيث لاحظنا على شاشات هذه المحطات إعلانات تروج لمن يدعون أنهم شيوخ روحانيات قادرون على معالجة الأمراض المستعصية مع نشر أرقامهم للتواصل معهم ..
مع العلم أن هذه الممارسات هي نوع من النصب و الاحتيال التي يعاقب عليها القانون .
و هنا و نحن في القرن الواحد و العشرين و أمام التقدم العلمي و لا سيما في مجال الطب نتسائل :
– أين المؤسسات و الهيئات الطبية الوطنية و الإقليمية و الدولية من مثل هذه الممارسات ؟
– أين وزارات الإعلام من هذه المحطات ؟! و لما لا يتم حظرها و حجبها عن البث ، فضلا عن إقامة الدعاوى القضائية بحقها؟
– أين المؤسسات القضائية و خاصة النيابة العامة باعتبارها ممثلة للمجتمع من خلال دعوى الحق العام ؟ لما لا تقوم بواجبها المهني من تحريك دعوى الحق العام بمواجهة هذه المحطات و القائمين عليها ؟
العالم يتقدم إلى الأمام خطوات و مازالت مجتمعاتنا و مؤسساتها تتراجع إلى الوراء إلى زمن العصور القديمة!
كذب المنجمون و لو صدقوا.