الباحث التربوىد/ أسماء حسين التنجي
المبادئ الأساسية لبرنامج “ريجيو إميليا”
ونستكمل عرضنا لبرنامج “ريجيو إميليا ” بتوضيح المبادئ الأساسية للبرنامج مع الأخذ فى الاعتبار أنه ينبغى النظر إلى تلك المبادئ على أنها تشكل فلسفة واحدة مترابطه منطقياً، حيث يؤثر كل عنصر على العناصر الأخرى وتلك المبادئ هي: صورة الطفل، ودور المعلمات، ودور البيئة والمشروعات العميقة ودور الآباء(الوالدين).
1- صورة الطفل:
يمثل الطفل فى مدخل ” ريجيو إميليا ” حجر الأساس الذي تبني عليه التجربة نظريتها، وينظر منها للطفل باعتباره كائن حي اجتماعي بالدرجة الأولى، يتعلم من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين الذين تضمهم بيئته، فهو يتأثر بالبالغين، ولديه قدر من الاستعدادات، والقدرات، والفضول، فالمعلمات على وعي تام بقدرات الأطفال، ولهذا يقومون ببناء برنامجهم وإعداد البيئة الملائمة لتنمية خبرات الأطفال من خلال العمل التساهمي في مجموعات صغيرة، مع مراعاة أن الأطفال أحرار في العمل واللعب دون حدوث أي مقاطعات لهم من قبل المعلمات.
ويشارك الأطفال في روضات “ريجيو إميليا” بمسئولية فى الأداء الجماعي لعدة أنشطة حقيقية مثل: تجهيز موائد الطعام، والعمل مع الطباخين وترتيب الأدوات والخامات الفنية في أماكنها، وهذه الأنشطة تقوي وتدعم الإحساس بالحياة الاجتماعية وتزيد من شعورهم بالانتماء للجماعة، عن طريق مشاركة جميع الأفراد العمل داخل هذه الروضات، فالعلاقات بها تتميز بالتقارب وعدم الرسمية وتعزيز التعاون وتنمية إحساس الكل في واحد.
وتختلف نظرة برنامج “ريجيو إميليا” للطفل عن باقى برامج الطفوله فى الآتى :
الطفل باعتباره شخص له حقوق وليس مجرد احتياجات.
الطفل بوصفه بانٍ نشطاً للمعرفة ، فالطفل لديه رغبة فطرية للاكتشاف والتعلم والاستفادة من العالم، والتعلم ليس شيئاً يتم تقديمه للطفل بقدر ما هو شيئ يفعله الطفل بنفسه.
الطفل بوصفه باحثاً حيث يعد الأطفال باحثين طبيعيين فهم يقومون بالسؤال عما يرونه، والتفكير فى الاكتشافات ويفترضون حلولاً ويتنبأون بالنتائج، كما أنهم يقومون بأداء التجارب داخل نطاق المشاريع .
الطفل بوصفه كائناً اجتماعياً فهو يبنى معرفته من خلال العلاقات الاجتماعية، فى سياق التعاون والتحاور والتفاوض والتعاون مع الأقران والبالغين.
وبذلك نلاحظ اختلاف برنامج “ريجيو إميليا” عن واقع برامج الطفولة التى تطبق بمصر، حيث أننا فى روضاتنا نتحدث دائماً على قيمة اللعب، وتعزيز التجريب والاستكشاف لدى الطفل، وتفعيل التواصل الاجتماعي بين الطفل والمحيطين به، ورغم ذلك تقضي المعلمات وقتاً كبيراً في النصح والإرشاد للأطفال بعدم التشاجر، والتوقف عن النقاش وعدم مقاطعة المعلمة، وتأمرهم بحسن الإنصات، وتقوم بمكافأة الأطفال على هدوئهم والتزامهم بمقاعدهم، وعليه فنحن ندعم تنشئة الأطفال في قوالب جامدة متكررة، وقد نقضي على التفرد والتميز الموجودين أصلاً بين أطفالنا الصغار.