تقرير : كريم الخطيري
رحل عن عالمنا فناناً عظيماً قدم للفن كل مايملك، وهب حياته للخير ومساعدة الناس، كان رجلٌ حقيقياً وطنياً
مثال الفخر والكرامة لكل فنان، قدم لنا اعمالاً كثيرة لا تُحصي، كما كان صاحب نضال ورأي سياسي بليغ لما يتغير ولم يتلون بألوان السلطة الحاكمة ..
إنه الجدع الذي هزمه السرطان وتمكن منه ولكن بقيت اعماله الفنية والإنسانية خالدة، الجان ابن البلد الأصيل”محمد فاروق فهيم الفيشاوي”
نشأته وأهم أعماله
ولد الفيشاوي في يوم 5 فبراير عام 1952 بإحدى قرى مركز سرس الليان بمحافظة المنوفية ، لأسرة ميسورة الحال لديها خمسة أولاد “ثلاثة أبناء وابنتين”، كان فاروق أصغرهم. وقد توفي والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره فتولى شقيقه الأكبر رشاد رعايته وتربيته حتي تخرج من كلية الآداب، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وبدأ مشواره الفني منتصف السبعينيات قبل أن يبرز في مسلسل (أبنائي الأعزاء.. شكرا) مع الممثل القدير عبد المنعم مدبولي والمخرج محمد فاضل.
لفت إليه الأنظار خلال مشاركته في مسلسل أبنائي الأعزاء شُكرًا مع الفنان عبد المنعم مدبولي، وبرز في مسلسل ليلة القبض على فاطمة، ثم بدأت نجوميته في بداية الثمانينيات بعد ظهوره في فيلم المشبوه مع عادل إمام.
وقدم الفيشاوي أعمالا سينمائية بارزة مثل “الباطنية” و”فتوة الجبل” و”وحوش الميناء” و”عندما يبكي الرجال” و”الكف” و”الأستاذ يعرف أكثر”، وغيرها.
وعلى المسرح قدم “الدنيا مقلوبة” و”البرنسيسة” و”اعقل يادكتور” و”الناس اللي في التالت”، وكان آخر عمل مسرحي شارك فيه “الملك لير” مع الممثل يحيى الفخراني.
كان بسيطاً ورجل خير كان يساعد الفقراء والأيتام من أهل قريته
صرح ابن شقيق “الفيشاوي” أن آخر زيارة للفنان الراحل إلى مسقط رأسه كانت منذ عامين تقريبًا، وأنه جلس في البلدة لمدة 3 أيام تلقى خلالها العزاء في وفاة شقيقه، وعقب انتهاء الأيام الـ3 عاد إلى القاهرة، مضيفًا: “عمي كان بيحب البلد والأرض، وكان دائم الحضور إليها للجلوس في الأرض ولبس الجلباب”.
“وأضاف “كمال” أحد جيران أسرة الفنان الراحل: “الفيشاوي كان رجل خير بمعنى الكلمة، ودائمًا ما يتواصل مع لجان الخير في المدينة لمساعدة الأيتام والأرامل”
وتابع.. كان “الفيشاوي”، يرسل أموالًا إلى عدد من أبناء البلدة دون أن يعرف أحد ما يفعله من عمل الخير
وأشار إلى أن الفنان الراحل كان محبوبًا من جميع أبناء البلدة، مضيفا “فقدنا السند برحيله”.
رأيه السياسي الذي لما يتغير ولم يتلون بألوان الأنظمة الحاكمة
كان الفيشاوي جريئاَ وصاحب موقفا ثابتا ، فكان قد عبر في إحدى لقاءته عن تأييده للثورة المصرية ضد نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك وقال “25 يناير في قلبي وعقلي ودمي، 25 يناير هي الثورة الحقيقية المصرية، التي سنحتفل بها ما دمنا على قيد الحياة، وسنعلم أولادنا أن ثورة 25 يناير هي الثورة الحقيقية في هذا الوطن، وستأتي 25 يناير وسنرفع رؤوسنا فخورين بما فعله رجل الشارع المصري فيها”.
كما قال خلال الانتخابات الرئاسية الماضية “كنت أتمنى أن يكون الحكم حكما مدنيا، وأن تصبح مصر دولة مدنية حقيقة”.
وصيته
قال الفيشاوي في تصريح له في احدي لقاءته التليفزيونه الأخيرة، وتحديدا برنامج معكم المُذاع علي شاشة “سي بي سي” ، إنه أوصى ابنه الفنان أحمد الفيشاوي، بالاهتمام بتقديم مشروع سينمائي عن القس كابوتشي، وهو قس سوري كان سفيرا للفاتيكان في القدس، مشيرا إلى أنه أكد على أحمد ضرورة السعي وراء هذا العمل حتى يخرج إلى النور.
وأضاف أنه مهتم بإنتاج فيلم عن كابوتشي الذي تعاطف مع القضية الفلسطينية، وكان يأتي بالسلاح من لبنان إلى فلسطين لمساعدة المقاومة، وتجسيد شخصيته لتكون أقوى رد على الدعاية الإسرائيلية.
كما أوصي الراحل الفنان فاروق الفيشاوي أبناءه وزوجته بان يدفن بجوار أخيه في مسقط راسه الأصلي في قرية سرس ليان بالمنوفية، وبالفعل تم دفن جثمانه في محافظة المنوفية قرية سرس ليان بجوار شقيقه الأكبر رشاد الذي قام بتربيته بعد وفاة والده .