يّخَْتَلِجْ الّصدر الكثير من الضيقْ، والألم، والّهمُ، والغّمْ، والأسي، والحُزنْ، لما وصل له حال العرب، والمسلمين اليوم، من ذُلْ، وهوانٍ، وانكسارٍ، وانحسارٍ، وانّكِفاءٍ، وانّبِطاحٍ، وتكالب الأمم عليهمْ، فسلبوا خيرات البلاد، والعباد، لأن بعضاً من قادة العرب، والمسلمين يُقدم قرابين الطاعة، والولاء لأمريكا تارةً، ولروسيا تارةً أُخري، وللاحتلال الإسرائيلي مرات!!؛ فحينما نري، ونسمع قبل يومين عن تقديم دولة قطر لمّلِياَراَتٍ من الدولارات لأمريكا!؛ والمُستهجنْ في الأّمر هو دعوة حاكم قطر “تميم” لأمريكا لتوسيع قاعدة العديد العسكرية الامريكية علي الأراضي العربية، وبتكلفة تزيد عن 8 مليار دولار؛؛ وكان رد الرئيس الأمريكي ترمب علي هذا الُمقترح: بالقول: “الحمد لله هذه كانت أموالكم، وليس أموالنا”؛ بمعني أنكم توسعون قاعدتنا العسكرية، علي أراضيكم وتنشدون وُدّنا ورضانا عنكم وتدفعون لنا من أموالكم مجانًا، وعلي طبقٍ من ذهب، وذلك لحفظ رؤوسكم، وعروشكم، وكراسيكُم، وإماراتكم، فأصبحتم عبيدًا لنا”؛؛!! فلا يمكن أن يكون أميراً من يفعل ذلك الفعل المُشين!؛ ويطلب من الأعداء التمدد والتوسع في البلاد؛ فهذا عملٌ من ذميم، وليس بِّتمَيمْ، وكَّسّيرْ، وليس بأمير. إن ما سبق ذكرهُ عن “قطر”، هو مثال حاكم عربي واحد فقط يؤدي للهزيمة، ولعدم النصر، والتمكين للعرب، والمسلمين، والقائمة تطول ممن يفعلون ذلك!!؛ ولكن حتي نكون منصفين علينا أن لا نلوم فقط الحكام والملوك والرؤساء العرب، والمسلمين وحدهُم علي تقصيرهم، وانعدام النصر!؛ بل علينا كشعوب عربية أن نلوم أنفُسنا، أيضاً، وخاصة النخب الأكاديمية، والطليعة الفكرية، والثقافية، والأدبية، والعلماء الخ… حينما يكونون مقصرين، فلا يقولون كلمة الحق، وإن كان مُراً!؛ ولا ينُكرون منكراً، ولا يُّحُِلون حَلالاً ولا يُحّرمون حراماً!!؛؛. فكيف يأتي النصر إذن!؛ ولنقرأ التاريخ لنعلم أنهُ في معركة أُحّدْ كان سبباً واحداً كفيلاً بهزيمة المسلمين، وهو حينما خالف الرماة من الصحابة الكرام وهُم فوق جبل أُحد أمراً واحداً لّلرسُولِ صل الله عليه وسلم؛ فّنَزلوا لجمع الغنائم، وقتها انقلب النصر إلي هزيمة!!؛ فّكَمْ من الأوامر الشرعية اليوم خالفنا في حياتنا؟ أعتقد لا عَّدْ لها، ولا حصر، فغالبيتنا مقُصّرِون إلا من رحم الله.
يقول الله عز وجل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}؛ حيثُ يكون نّصرُ اللهُ لمن يعدون للحربِ عُدتهُ، ويقومون بتطبيق دينِه، وشريعتهِ، ويكونون عادلون فيما بينهم؛ ومع شعوبهم؛ وقتها يتحقق وعدُ الله بالنصر قال تعالي:{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنين }؛ وذلك حينما نأمر بالمعروف، وننهي عن المنكر، ونعبد الله وحدهُ، ولا نشرك به شيئاً، ونكون مخلصين في النية، ونرفع راية التوحيد، بدلاً عن راية الحزب، والتنظيم، والجماعة!!؛ ويكون النصر حينما نقُيم الدين في قلوبنا ونُقيم الصلاة، ونؤدي الزكاة ، ويعطف القوي علي الضعيف، والغني علي الفقير، ونتراحم، ويرحم بعضنا بعضاً، ونرحم الأرحام ونزورهمُ، ونؤدي الحقوق، والواجبات، ونطبق العدل بيننا، ونحب بعضنا بعضاً، وحينما نُطبق شعار الّدِينْ المعُاملة الحسنة وقتها يأتي نصرَ الله لعبادهِ المؤمنينَ،، ونحنُ في هذا العصرِ علينا الأخذ بأسباب النصر، وإعداد العدة بجانب كل ما سبق، فمن يبذل العرق، وقت السلم يوفر الدم وقت الحرب”؛ ولنأخذ بأسباب النصرِ المادية من خلال التصنيع الجيد، والإعداد، والتجهيز، وأن يكون القادة قدوةً، ومثالاً حسناً لشعوبهم يعيشون كالسمكة في بحرِ الشعب ومعهُ؛ وحينما يكون الزعماء العرب غير مُّنَقاَدِّينْ للغرب؛ ولا مُتبعين لهُم، وحينما نعُدْ العُدة، والعتاد والتدريب والجهُوزية لكل وسائِل الحرب الْعَصْريَّةِ الحديثة، بجانب التوكل علي الله، وقتها يكون نصر الله عز وجل للعرب، والمسلمين؛ وحينها تسأل متي نصرُ الله؟. فيأتي الرد الرباني: ” ألا إن نّصَرْ اللهِ قريب”.
الأديب الكاتب والباحث والمفكر العربي والمحلل السياسي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو اتحاد المدربين والصحفيين، والُّكُتاب والأدباء والمثقفون العرب
الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ بالجامعات الفلسطينية
أمين سر شبكة كتاب الرأي العرب، ورئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين
dr.jamalnahel@gmail.com