عام
إنعام سالوسة بصمة مميزة فانيا لكل الأجيال
بقلم / غادة عبدالله
“دع أعمالك تتحدث عنك”…مقولة شهيرة حرصت الفنانة المتألقة “إنعام إبراهيم حسن أحمد سالوسة”، والشهيرة ب” بإنعام سالوسة “ على تطبيقها والعمل بها في مشوارها الفني ، ووضع مكانة مميزة وذات طابع خاص لها في قلوب محابيها والمشاهدين فهي تعد من أهم نجمات الوسط الفني خلال فترتي الثمانينات والتسعينات، حيث أنها وضعت بسمه وبصمة مختلفة عن فنانات جيلها، وقدمت عدت أعمال ناجحة تتحدث عن موهبتها الخاصة والمميزة، رغم ندرة لقاءاتها التليفزيونية وحوارتها الصحفية،إلا أنها دائمة التواجد في أذهان الجمهور كبيرًا وصغيرًا، فهي واحدة من أكثر الفنانات إثارة للضحك والكوميديا، رغم أدوارها القصيرة والمتعددة على الشاشة إلا أنها لم تظهر مرة على غلاف مجلة أو تتصدر أخبارها الصفحات الأولى.
ورغم كل ذلك استطاعت سالوسة بأن تلفت الأنظار إليها دائما بآدائها الأقرب للكوميديا، فمن منا لا يعرف الجملة الشهيرة في فيلم “عايز حقي” مع الفنان هاني رمزي حينما قالت “إن شاء الله وألف ألف مبروك” فأصبحت تلك الجملة “إيفيه مميز” يُقال في المناسبات السعيدة بل والساخرة أيضاً، وأيضا حينما قالت “أخويا من بعيد بيني وبينه 12 أخ”، وكذلك جملتها في فيلم الحرب العالمية الثالثة “أنا ماما يلا”، ومن لم يضحك حينما كانت جالسة بجوار هتلر في الفيلم ذاته وهو يشرح الخطة للأشرار وسألها عما تفعله فقالت بتلقائية شديدة “باعمل سندويتشات” ودورها في فيلم “إكس لارج” حينما قالت “لو مسكتش ياض يا كرم هقولهم كنت بتعمل إيه وإنت صغير”، فهي صاحبة حصيلة من الأعمال الفنية تتعدى الـ320 عملًا فنيًا، ما بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات.
فكانت دائما تحرص على البساطة في الحياة والتلقائية في الفن، حيث استطاعت من خلال قدراتها التمثيلية تحويل مشاهدها القليلة إلى بطولة خاصة بها، فكانت لا تهتم بتقديم أدوار البطولة طوال مشوارها الفني الذي يزيد عن النصف قرن، لكنها كانت تتمنى أن تقدم دائما دورًا طويلا مؤثرا له ملامح شخصية واضحة.
بدأت رحلتها منذ أن كانت طالبة بكلية الآداب على مسرح الجامعة، ثم أصبحت طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومنها بدأت إنعام سالوسة شق طريقها في المجال الفني، فكان أول عمل يُذكر لها هو “لتلميذة والأستاذ”، برفقة سعاد حسني صديقة عمرها والتي ظلت على اتصال بها حتى وفاتها، والتي قدمت معها أيضًا “الست الناظرة”، و”موعد على العشاء”، و”حكايات هو وهي”، وغيرها من الأعمال.
سرعان ما برزت موهبة إنعام، فانتقلت بسلاسة بين كوميديا الزعيم عادل إمام في “الإرهاب والكباب”، و”النوم في العسل”، وغيرها من الأعمال، إلى وصيفة المرزوقي بـ«ليالي الحلمية»، ونعمة في”ذئاب الجبل”، التي ظلت جملتها بالمسلسل «يا مرك يا نعمة» عالقة في ذاكرة الجمهور، لتقدم بعدها دور رئيسة وزراء إسرائيل «جولدا مائير»، بمسلسل “السقوط في بئر سبع”، بإتقان محكم، جعلها الأولى في تجسيد هذا الدور، لتجسده مرة آخرى بفيلم “الكافير”.
قدمت إنعام سالوسة منذ عام 1968 وحتى الآن مجموعة من الأعمال المتنوعة والضخمة والتي كان لكل دور منها أثره في أي عمل، فمن الأعمال التي لا ينساها لها الجمهور، فوزية في فيلم «الدنيا على جناح يمامة»، ونعمات في «إشارة مرور»، وحورية في «همام في امستردام»، وأم شوقية في «تامر وشوقية»، وأم سعيد في «عسل أسود»، وتستمر في عطائها الفني حتى أنها قدمت آخر أعمال لها في رمضان الماضي وهو مسلسل «ربع رومي».
أما عن حياتها الأسرية :
فقد أثمر زواجها من المخرج سمير العصفوري عن انجاب ابنتين هما تغريد ومنى كما أن لها من الأحفاد ” أية – محمد -منه “، ولا يعلم الكثيرون أن المخرجة تغريد العصفوري التي قدمت الجزء الثالث من “تامر وشوقية”، و”الباب في الباب” ، وقامت بتأليف فيلم “يوم ما اتقابلنا” هي ابنه الفنانة إنعام سالوسة والمخرج سمير العصفوري ليشكلون بذلك عائلة فنية متميزة.
وقد صرحت مسبقًا إنعام سالوسة بطريقة التعارف بينها وبين زوجها ، رغم أن الحياة الزوجية للفنانة إنعام سالوسة خارج دائرة الضوء، حيث قالت إنها كانت تدرس في قسم اللغات الشرقية في كلية الآداب وكان سمير يدرس في قسم التاريخ، لكن بعد مرور شهر على الدراسة قررت تغيير القسم لتلتحق بقسم اللغة العربية فوجدته يغير قسمه ليلتحق بقسم اللغة العربية أيضًا، ومن هنا كانت بداية التعارف بينهما.
فلا يمكن حصر إنعام سالوسة داخل قالبًا واحدا فهي الفنانة التي قدمت أدوار الشر والخير والكوميديا والتراجيديا، أضحكت وأبكت ونجحت في التلون على مدار تاريخها الفني الكبير، ومازلت مستمرة فى عطائها الفني المميز.