مقالات
الفنانة والإنسانة الجميلة “نادية لطفي”
كتب/خطاب معوض خطاب
وقعت في غرام الفنانة الجميلة “نادية لطفي” منذ شاهدتها على شاشة التليفزيون لأول مرة، بل وأصبحت هي فتاة أحلامي، فهي “سهير” حبيبة عبد الحليم حافظ في “الخطايا”، وهي “لويزا” التي سحرت عيسى العوام في “الناصر صلاح الدين”، وهي “نادية” عاشقة البنفسج في فيلم “سنوات الحب”، وهي “شهيرة” في لا تطفئ الشمس.
ولن أتحدث هنا عن الفنانة الجميلة الرقيقة “نادية لطفي” وأعمالها الفنية، بل سأتحدث عن الإنسانة التي عملت بالفن ولكنها احتفظت داخلها بكل ملامح وصفات الجمال الإنساني والوطنية الحقيقية، وليست وطنية الشعارات مثل غيرها من الفنانين الذين يظهرون الوطنية وهم أبعد ما يكونون عنها.
والفنانة الجميلة “نادية لطفي” صاحبة تاريخ طويل من المواقف الوطنية التي شهدها الجميع، فقد كانت تنظم رحلات لزيارة الجبهة والوقوف إلى جوار الجنود وقت حرب الاستنزاف، كما أنها تطوعت للعمل بالتمريض بمستشفى المعادي العسكري خلال حرب أكتوبر 1973، ولم تكتف بأعمال التمريض بل وكانت تشارك العمال في تنظيف المستشفى ومسح أرضيتها، وكل هذا كانت تفعله بعيدا عن كاميرات التصوير، فقد كانت تفعله حبا في بلادها وليس مجرد بحث عن شهرة وصيت بين الجماهير.
وخلال الحصار الإسرائيلي لمدينة بيروت سنة 1982 استطاعت بكل شجاعة أن تخترق هذا الحصار للوقوف بجانب الفلسطينيين المحاصرين، بل وعرضت حياتها للخطر وظلت معهم حتى خرجوا من لبنان سالمين، ويحسب لها قولها في ذلك الوقت: “مستعدة أدخل في حيطان ونار، مش بس حصار”.
واليوم أكتب عن الفنانة والإنسانة الجميلة “نادية لطفي” خاصة ونحن نستدعي ذكريات يوم من أعظم أيام مصر الحديثة وأمجدها، وهو يوم 6 أكتوبر 1973، ولعلنا نتصف بما اتصف به شعب مصر كله في ذلك الوقت، فقد تكاتف الجميع وقتها وتلاحموا واتحدوا في جبهة واحدة وقفت ضد عدونا الأوحد والأزلي الذي لا يريد بنا خيرا أبدا.
وعاشت مصر وعاش أهلها الطيبون إخوة متحابين متحدين.
حرب السادس من أكتوبر نقطة مضيئة في التاريخ المصري