بقلم د. غادة فتحي الدجوي
جاءني من أصدقائي تعليقات عن وريقتي السابقة، و كيف أن لديهمً تجارب و محاولات عديدة في حياتهم و لكن الكثير من تجاربهم لم تكن نتائجها مرضية لهم رغم انهم بذلوا الجهد و الوقت فأصابهم اليأس بدرجات متفاوتة ، و هل يمكن ان نتخلص من اليأس؟!
و دعونا نسأل اليأس أن يعرفنا عليه!
اليأس شعور يصيبنا بفقد الأمل ان نحقق ما نريد، فيجعلنا هذا الشعور الى أننا نفقد ” طعم الحياه” اذا تكرر الشعور بالفشل.
و هناك العديد من المسببات لليأس في حياتنا مثل الفشل في الدراسة او الزواج او العمل، شعورنا بالعجز في حل مشكلاتنا الحياتية أو إننا لا نستطيع التألق مع ظروف الحياه المتغيرة و البيئة المحيطة، المشاكل الأسرية و التفكك الأسري و ضيق اليد و قلة الموارد المادية أيضا تذهب بِنَا إلى الشعور باليأس ، الشعور بالنقص او ان الحظ اقل من الغير، التفرقة في المعاملة، الغيرة العمياء، او أن الإنسان يشعر بأن ليس له قيمة في حياة من حوله.
و نحن كبشر نتأثر جدا بالشعور باليأس ربما نفقد الثقة بأنفسنا و سيطرة المشاعر السلبية علي حياتنا فنفقد الثقة بأنفسنا و نميل إلى الوحدة و الانغلاق و العديد من من لديهم الشعور باليأس يدخلون في مرحلة الاكتئاب مما يجعل حياتنا في تراجع علي المستوى الشخصي و العملي.
و اليأس لا يعتبر مرضا و لكنه يعتبر حالة عرضية ان لم نخرج منها و نعبر إلى حياتنا الطبيعية، و من تجارب العلماء و المتخصصين اصبح لدينا كبسولة من النصائح الدينية و الاجتماعية و التربوية التي تساعدنا للخروج من مرحلة اليأس بأمان:
اولا :تعزيز و تجديد الإيمان بالله عز و جل، إن التقرب إلى الله سبحانه و تعالي و اليقين انه قادر على صرف اليأس من صدورنا و بث الأمل و حب الحياة بقلوبنا.
ثانيا :المواظبة على قراءة كتب الأديان السماوية لأن قراءة القرآن / الإنجيل والتفكير في آيات الله سبحانه و تعالى تعطي لأرواحنا و عقولنا قوة التفكير و التدبر في أمور الحياة الدنيا.
ثالثا : البعد عن الأصحاب أو الأصدقاء المحبطين أصحاب النظرة السلبية و اليائسة من الحياة ، و اختيار الأصدقاء الذين يدفعوننا للنجاح و يكونون بجانبنا في السراء و الضراء لنتكاتف في الحياة بأمل.
رابعا : السعي الدائم و الصبر في حل المشاكل و العوائق التي تقابلنا في الحياة و لا نتجاهلها فتتراكم و إن لم نستطع فيمكننا استشارة من هم أكثر خبرة منا في الحياة.
خامسا : تعزيز الثقة بالنفس : أن نتذكر نعم الله علينا وشكر الله سبحانه و تعالي علي منحنا قدراتنا المختلفة لنسترد ثقتنا بأنفسنا حتي تستطيع التخلص من اليأس.
سادسا : ان نرتب حياتنا و نضع لأنفسنا أهدافا حقيقية وفقا لإمكانياتنا و نحفز أنفسنا و نكافئها علي اَي نجاح نحرزه مهما مان بسيطا لكنه سيقودنا للنجاح الأكبر و نضع خطة بسيطة واضحة غير مرهقة لنا و نتبعها مع الابتعاد عن روتين الحياةشص اليومي القاتل .
سابعا : علينا ممارسة الرياضة المتاحة لنا حتى و لو كانت المشي مع سماع الموسيقى المحببة لنا و اذا استطعنا فما أجمل تمارين اليوجا و التأمل .. لنغير حالتنا المزاجية للأفضل من خلال مزيج توافق الجسد و الروح بالرياضة و الموسيقي.
ثامنا : من الرائع أن نحافظ على مظهرنا الخارجي نظيفا مرتبا و اختيار الوان مبهجة حسب إمكانياتنا المتاحة حيث يعطينا الثقة بالنفس و ينعكس إيجابيا علي نفوسنا.
تاسعا: من المهم ان نتخلص من الكسل و الخمول و نشغل وقتنا بأشياء و اعمال مفيدة ، لأن وقت الفراغ يجعل هناك فرصة للتفكير بشكل سلبي و فكر فارغ ، فعلينا بالعمل و استثمار وقت الفراغ و الترفيه عن أنفسنا بشكل دائم.
عاشرا: المحافظة على نظامنا الغذائي بشكل صحي حيث الغذاء المتنوع الغني بالفيتامينات و المعادن و شرب المياه الذي يحتاجه جسمنا منا يجعله في حالة نشاط يبعد عن الخمول و الكسل.
الحادي عشر: الاستفادة من تجارب الٱخرين، حيث نفكر في المشاكل و الصعوبات التي مرت على من حولنا و كيف خرجوا منها و تعلموا منها لنأخذ منها دروسا مستفادة تساعدنا علي حل مشاكلنا.
الثاني عشر: لا ننتظر عطف الٱخرين و نقف مكتوفي الأيدي، فلا احد يمكنه مساعدتنا اذا لم نساعد أنفسنا بأنفسنا ، و لا نرمي اللوم علي الاخرين .
الثالث عشر: ان نخرج خارج ماضينا المؤلم، فكل شخص منا لديه تجارب مؤلمة فإذا فكرنا فيها جيدا لو تعلمنا كيف خرجنا منها و نجحنا و لكن من الخطر ان نحبس أنفسنا فقط داخل التجارب الفاشلة، و علينا ان نؤمن بأن المستقبل سيكون أفضل اذا سعينا و صبرنا و بذلنا مجهودا يتناسب مع حل مشاكلنا.
الرابع عشر: علينا ان نجدد علاقاتنا الاجتماعية فلنتواصل مع أصدقائنا الإيجابيين و لنرتب رحلة بسيطة او نقوم بنشاط تطوعي يجدد قيمتنا في الحياة و يشعرنا بالفخر بأنفسنا.
الخامس عشر: الصلاة و الدعاء أمران هامان جدا في حياتنا ، لشحن ارواحنا بالطاقة الإيجابية فالتضرع إلي الله و الدعاء الدائم يطرد من نفوسنا أي يأس و يجعلنا علي يقين بأن الله سبحانه و تعالى معنا و سيدبر امرنا بالخير .
السادس عشر: اكتب لنفسك في يومياتك كل يوم جملة إيجابية و اقرأها لنفسك لما لها من ٱثار إيجابية عظيمة علي النفس مثل:
– لا حياة مع اليأس و لا يأس مع الحياة.
– اليأس انتحار القلب.
– كن لله كما يريد ، يكن لك اكثر مما تريد.
– اليأس لا يليق بكبار النفوس.
– لا تخبز أحلامك، عليك ان تزرع الأمل و تطحن الفشل و تعجن اليأس.
– الصبر مفتاح أبواب اليأس و قوة النفس و قوة الجسد فاصبر.
و اخيرا .. عندما نملأ قلوبنا بالحب و السلام و التسامح و التفكير الإيجابي و الرضا و الطموح و العلاقات الطيبة و التقرب من الله سبحانه و تعالى
لن يصبح في قلوبنا مكان لأي ذرة سلبية تعكر صفو حياتنا ، فقد خلقنا الله تعالي و هو رحيم بِنَا و يختار لنا الصالح .. فاكثروا من الحمد و الشكر ليرزقنا بالنعم و يبعد عنا الشرور …
و إلى اللقاء في الوريقة القادمة و ستكون أربعينية وريقات أربعينية ، فانتظروني
وريقات أربعينية الوريقة السادسة و الثلاثون