عندما حرر إبراهام لينكولين العبيد1862 بعد عامين فقط من تولي منصبه رئيساً للولايات المتحدة الآمريكية1860 لم يتخيل ابداً ان هناك شريحة كبيرة من السود يرفضون دعوته لإنهاء عبوديتهم بل بعضهم قاتل مع البيض ضد حريته ليبقوا عبيداً إلى الآبد فهم عاشوا هكذا ويريدون ان يموتوا عبيداً ولا يسؤهم ان يورثوا لأبنائهم العبودية فيما بعد وسوف يطمئنون على احفادهم عندما يولدون فى حظيرة العبودية .
والغريب إن من الذين حررهم لينكولين لم يطيقوا الحرية وعادوا إلى سادتهم يرجونهم ان يعودوا عبيداً كما كانوا لديهم و كان العبيد فى أمريكا ينقسمون إلى فئتين الأولى عبيد الحقول كانوا يعيشون فى قهر شديد وإذلال وكبت للحرية بينما كانت الفئة الثانية هى عبيد المنازل ويعتبرون انفسهم من الذين يحظون بمكانة ارفع فقد كانوا يأكلون بقايا طعام حكامهم ويلبسون ملابس جلاديهم القديمة فقدكانوا يعتبرون انفسهم اكثر حظاً من عبيد الحقول الذين كلما اجتمعوا للتخطيط فى كيفية تحرير انفسهم من العبودية كان عبيد المنازل اللذين كانوا يحظون ببعض الامتيازات ينقلون لأسيادهم اخبار ترتيبات الثورة فكانوا يفشلون فى تحقيق حلمهم بألحرية وكان عبيد المنازل يفعلون هذا ليس لحكمة او مميزات وإنما لآن بقايا طعام جلاديهم اغلى عندهم من الحرية .
واليوم لدينا الكثير من عبيد المنازل فى كل مجالات حياتنا وهم انفسهم يقفون ضد اية خطوة فى سبيل الحرية فمازالوا عبيداً طالما يضحون بالحرية ليقتادوا من فتات جلاديهم .
والعبيد هم الذين يهربون من الحرية فاذا طردهم سيدهم بحثوا عن سيد آخر لأن فى انفسهم حاجة ملحة للعبودية فهم يشعرون بالخوف ويقتنعون بالمصير والتقسيم الطبقي للدنيا بين أسياد وعبيد لأنهم لم يتحرروا بعد من الداخل لذلك تجدهم يكبتون رغبتهم إلى النزوع إلى الحرية ليبقوا عبيداً الى الآبد.
زر الذهاب إلى الأعلى