بقلم الكاتبة / نجلاء فاروق الراوي
ما نحن فيه هذه الأيام ومانشهده من تغير حال العالم بشكل متسارع .. من المؤكد له حكمة .. جميعنا تغير حاله من اطمئنان إلى قلق.. أصبحنا نتجنب عادات كنا نفعلها دون خوف .. حرص فى أبسط الأمور .. انغلاق بعد حرية .. حقاً نعيش أيام ما كانت فى الحسبان .. لم نعد نستبعد فيها أن نسقط ضحايا فى أي وقت .
على مدار اليوم نتابع كل الأخبار والمستجدات للدول حولنا، وهل من أمل فى اكتشاف دواء ، ننتظر بيانات وزارة الصحة لعلها تطمئنا و تخبرنا عن عدد الضحايا ممن وفاتهم المنية وعدد المصابين .
أصبح لا يعلو صوت فوق صوت كورونا .. توقفت أصوات المنازعات والخلافات .. تغيرنا فى بضعة أيام بشكل سريع ..
أصبحنا نهتم بأسرنا و نطمئن على عائلتنا و أصدقائنا و جيراننا .. ونشعر أن سلامتهم مرتبطة بسلامتنا .. نشعر أن ما يحدث ما هو إلا بدايات لآخر الزمان .. واقتراب الساعة .
وكأن الله أعطى للعالم جميعاً الفرصة للوقوف مع النفس ومراجعتها .. وهل تستحق الدنيا أن نحمل منها ذنوباً تشهد علينا .. أعطانا الفرصة لتعود الرحمة وتسري بيننا .. وأن نتعامل مع بعضنا البعض بالمودة .. أعطانا الفرصة لتعودالإنسانية وتسود العالم .. أعطانا الفرصة لنعود له وننفذ قوانينه وأحكامه وما أمرنا به بعيداً عن الأنانية والأهواء ..
أعطانا الفرصة لنترك الغابة التى نعيش فيها ونرجع للدنيا التي خلقها الله .. أعطانا الفرصة للعودة السليمة للدنيا والأخرة.
