هي شاعرة وأديبة، و كاتبة ،وإعلامية من تونس،لفتت الإنتباه بشكل ملحوظ في مجال الإعلام الفلسطيني في قناة فلسطين الإعلامية و المذيعة كوثر الزين تمتلك موهبه وثقافة فريدة،و جمال الحضور ، عملت على تطوير أدواتها كمذيعة و مقدمة برامج،و لقد خطفت الأبصار سريعا . و ما بين محطات الشعر والإعلام مسافرة متنقلة لا تعرف الصمت والهدوء، ،فهي ينبوع من الأحاسيس الإنسانية طرزت لوحات شعرية متعددة بأزاهير النور لتلامس شغاف المتلقي بكل هدوء،فضلا عن أنها إعلامية تونسية فإنها تتمتع بكل مقومات الحقيقة التي تستند على المبدأ في زمن التقلبات،تلك الفراشة الجميلة من تونس الخضراء التي تحلق في فضاء الإعلام الفلسطيني بجناحي الكاتبة وجمال الفكر.أهلا و سهلا بك الإعلامية،و المذيعة التليفزيونية كوثر الزين.
كيف تقدمين نفسك ؟
عاشقة حرف منذ أن وعيت شغف الحبر بين دفات الكتب إلى أن مسكت القلم لأسيل من خلاله على جسد الورق . حملت شغف الحرف معي من ضفاف قرطاج حيث ولدت و نشأت في ظل عائلة يحتل فيها الكتاب -خارج سياق الفروض المدرسية القسرية- مكونا اساسيا من مكونات البيت إلى فلسطين يوم رافقت زوجي الفلسطيني في رحلة عودته إلى بعض من أرض ميعاد الحلم . هنا اصطدم الحلم برائحة دم لم يجف في ظل وهم سلام منقوص وامتزج بوجع فراق الأهل و الوطن.
ولم يكن لي من ملاذ سوى نزيف القلم كان لا بد له أن يواصل شق مجراه حتى لا يتحول الألم إلى حجر في مجرى دم القلب. في فلسطين اتخذت قراري المصيري بأن أخلع ثوب وظيفتي في مجال التخدير الطبي لأتفرغ للكتابة حين اكتشفت للحظةأن وظيفتي – رغم نبل مجالها – تسرق مني عمر القلم .
كان القرار مغامرة جريئة وحالمة و بقيت لبضع سنوات أتعاطى الصحافة الثقافية من خلال صفحات أسبوعية تعنونت بإسمي في مجلات عربية لعل أهمها كان عن طريق دار الصدى في دولة الإمارات العربية (مجلة الصدى ، و مجلة شهرزاد ) و التي كانت توزع في جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج ما مكنني من الوصول إلى مساحة قراء واسعة إلى جانب صحف و مجلات فلسطينية ( ملحق صوت النساء و و صحبيفة الحياة الجديدة و مجلة ينابيع و مجلة المنار …و غيرها في تلك الفترة حصلت على عضويتي في اتحاد الكتاب و الأدباء الفسطينيين بعد طباعتي لأول أعمالي الشعرية (شاهد على العصر الحجري ) و من ثم (مقابسات العين الثالثة ). و تكرست ككاتبة و شاعرة .
-المذيعة المحبوبة الأستاذة كوثر الزين ،كيف كانت بداية مشوارك في الإعلام كمذيعة في تلفزيون فلسطين ،و أنت في الأصل من تونس الحبيبة،كيف دخلت إلى مجال الإعلام؟
من خلال الحراك الثقافي و على إثر مشاركتي في أحد المؤتمرات الأدبية عام 2007 اتصل بي هاتفيا شخص لم أكن أعرفه يدعى ابراهيم سمور قدم لي نفسه كمخرج تلفزيوني و عرض علي أن اقدم برنامجا ثقافيا لتلفزيون فلسطين . خضت التجربة كمتطوعة و من خلالها انفتحت امامي أبواب الإعلام المرئي اذ سريعا ما تم توظيفي في هيئة إذاعة و تلفزيون فلسطين كمعدة و مقدمة برامج ثقافية و لا أزال من يومها أمارس هذا العمل . كما لا أزال أدين بهذه الفرصة للأستاذ ابراهيم سمور الذي تقاعد بعد فترة قصيرة من توظيفي.
ما هي الصعوبات و التحديات التي واجهتك و كيف تغلبت عليها و من ساندك ؟
في البداية ساندني الأستاذ إبراهيم سمور حيث أخضعني إلى أيام تدريب مكثفة لتلقيني كيفية التعامل مع الكاميرا ووجدني استجيب بسهولة لتعليماته . لقد استهواني المجال كثيرا و دخلت التجربة بشغف و حب كبيرين رغم رهبة الكاميرا التي تحتاج لبعض الوقت كي نتغلب عليها حتى و أن لم يلاحظها المشاهد لكنها تبقى موجودة لبعض الوقت نستشعرها داخليا . للكاميرا رهبة تمنحك شعورا بالمسؤولية كلما وعيت أنك تحت مجهر آلاف ممن يشاهدون الشاشة .
من خلال تجربتي أكاد أجزم أن الكاميرا من أكثر الأشياء التي تحتاج إلى جرأة و قوة حضور . قبل ذلك جلست أمام الكاميرا كضيفة في استضافات لي كشاعرة .لكن حين تتحول من دور ضيف إلى دور مضيف تدير الحوار و تتحكم في مفاصله و توازن بينه و بين الوقت المخصص للبرنامج فذلك شيء آخر حيث ينصب على عاتقك مسؤولية نجاح الحلقة أو فشلها و ليس على عاتق الضيف ربما التحدي الكبير الذي واجهني في البداية هو صعوبة الفصل بين الكاتبة و الإعلامية . بدأت مشواري الإعلامي مسكونة بالأديبة والكاتبة فكان الإسهاب يسيطر على اعدادي لحلقات البرنامج بما لا يتماشى مع الوقت المخصص لكل حلقة و يضطرني إلى مرحلة إعداد ثانية و أحيانا ثالثة تتمثل في اختصار ما كنت أعددته إلى ما يفوق النصف . لكن ذلك لم يثنني عن الإسهاب في البحث . لقد احتفظت بهذه الصفة و لا أزال أقوم بمادة بحثية واسعة و كاملة لأي موضوع في اي برنامج أو حلقة اقوم بإعدادها حتى و إن كنت لا احتاج سوى للقليل او البعض منها لإنجاز الحلقة . البحث في حد ذاته متعة والقراءة العميقة جزء من تركيبتي و من طقوسي اليومية و لا أستطيع أن أختصر شغفي بالمعرفة أو أجزأه . في النهاية ما أقرأه و أبحثه يبقى رصيدا فكريا و معرفيا لي .
المذيعة المتالقة الأستاذة كوثر الزين ،من هو مثلك الأعلى في الإعلاميين و ما هو أصعب اللقاءات التي تعثرت بها ؟
لا يوجد مثل أعلى معيّن أو لعلّني أرفض فكرة المثل الأعلى لأن المثل الأعلى يسقطنا من حيث لا ندري في التقليد . بينما الشخصية الإعلامية تتطلب أن تكون لك ذاتك الخاصة و بصمتك الخاصة . لكن هناك من هم محل اعجاب و تقدير . على سبيل المثال تبهرني ( بورين حبيب )بسعة ثقافتها و عمق أسئلتها و كذلك (جيزيل خوري) التي أجد لديها سلاسة نادرة و تمكّن و قدرة على التكثيف في أسئلتها و مداخلاتها بمعنى تفجير طاقة الحوار بقليل من الكلام و كثير من الذكاء .( زاهي وهبة) أيضا استطاع أن يحافظ على بريق مستمر و بصمة إعلامية خاصة به . وفاء الكيلاني تتمتع بقوة حضور و ذكاء حاد و خفة ظل وإن كنت اتمنى الا تكرر ذاتها في برامج متشابهة و ضيوف مكررين . تعجبني أيضا و كثيرا جرأة أنصاف اليحياوي و مشاكساتها الذكية كما أن برنامجها( قهوة عربي) عميق و شمولي من حيث تنوع الضيوف بين رجال السياسية و الفكر و الفن على الصعيد الفلسطيني لدينا قامات أثبتت جدارتها بمهنية و احترافية عالية في شتى المجالات سواء في البرامج السياسية أو برامج الأطفال أو الاجتماعية أو الإخبارية …و غيرها . أما على صعيد الإعجاب الشخصي فهناك حقا من يبهرني ولكن اتحفظ عن ذكر اسم بعينه تجنبا لإثارة الحساسية بين الزملاء
بخصوص أصعب اللقاءات اعتقد إنها كانت أول مرة أظهر فيها في بث مباشر على الهواء (وليس مسجلا ) كان ذلك خلال موجة مفتوحة اواخر عام 2008 إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة امتدت لساعتين متواصلتين على الهواء و استقبال أربعة ضيوف متوالين إلى جانب اتصالات هاتفية . لكن رغم صعوبتها إلا أنها كانت فرصتي الأولى لتخطي حاجز البث المباشر الذي لم أكن قد خضته قبل ذلك .
كيف جاءت فكرة برنامجك الناجح ، كيف كان الاستعداد له ؟
حتى و إن كانت لدي مساحة من الرضا عن برامجي إلا أنني أترك حكم نجاحها أو عدمه للمشاهدين . ذلك حق المشاهد و ليس من حقنا مصادرته . أما عن الاستعداد فيتمثل بداية في فكرة البرنامج و الإضافة التي يمكن أن يقدمها سواء من حيث شكله او مضمونه. تأتي بعدها مرحلة البحث المستفيض حول موضوع و الإعداد الجيد. أما التقديم كمرحلة أخيرة فهو ثمرة كل هذا المجهود سواء كان المقدم هو نفسه المعدّ أم لا . وفي كل الأحوال يجب أن يكون المقدم متشربا لمادته التي سيقدمها و ليس مجرد طارح للاسئلة بطريقة اتوماتيكية آلية . هذا فيما يخص البرامج الحوارية و نفس المعايير تنطبق على غيرها من البرامج فالإعداد الجيّد مرحلة أساسية إنه البناء أو الأساس الصلب الذي يقوم عليه البرنامج حواريا كان أم وثائقيا أم استقصائيا . كما لا ننسى دور الإخراج الجيد و التصوير و الإضاءة الجيدة وكل التقنيات المتعلقة بالعمل . العمل التلفزيوني هو عمل جماعي و جهد فريق و ليس جهدا مقتصرا على من يظهر على الشاشة . هناك جنود خفاء لولاهم لا يمكن لأي عمل أن ينجح مهما كان الإعداد أو التقديم محترفا
هل يندرج الإعلام تحت مسمى الهواية أم الموهبة و كيف تقيمين المشهد الإعلامي في فلسطين و الوطن العربي ؟
الإعلام ليس هواية ، هو رسالة و وسلطة رابعة وأداة فاعلة من أدوات العصر و أحد أسلحتها الفعالة و الفتاكة في نفس الوقت . الحروب الإعلامية في عصرنا من أشد الحروب شراسة بين من يسيطرون على وسائل الإعلام عالميا و بين من يستهلكونها .ولا ننسى أن الإعلام ليس فقط أداة لكشف الحقيقة و نقل الخبر بل ايضا أداة لصناعة الخبر و أحيانا للتمويه و تزوير الحقائق . نحن في زمن تسيطر فيه امريكا على 85% من وسائل الإعلام في العالم جلها مملوكة لصهاينة و ما يصحب ذلك من محاولات لغسل العقول و توجيه الرأي العام وهذا كفيل بأن يحول الإعلام لدينا إلى معركة وجود وبقاء و صمود . الهواية خيار أما الرسالة فواجب و مسؤولية لذلك لا يمكن للإعلام أن يكون هواية إلا من منطلق محبة العمل و في هذه الحالة كل محب لعمله هو هاوٍ بشكل او بآخر . إذ لا يمكن لأي فرد ان يبدع او ينجح في عمل لا يحبّه . أما عن الموهبة فلا شك ان الإعلام المرئي يحتاج إلى قدر من الموهبة . فليس كل صحفي لديه القدرة او الجرأة على الوقوف أمام الكاميرا . كما أن هناك مواصفات صوتية و شخصية يجب أن تتوفر في المذيع كسلامة النطق و صحة مخارج الحروف و أيضا الجرأة و سرعة البديهة . لا شك ان الموهبة مطلوبة بقدر كبير لكنها لا تغني عن الخبرة و التمرّس و المعرفة والعلم و تطوير الذات
بخصوص المشهد الإعلامي العربي نراه قد قفز قفزات نوعية في ظل انتشار الفضائيات و تنوعها و تعددها بحيث كسر الحاجز القطري و المحلي و أصبح مفتوحا على بعضه البعض كما أنه خرج و فلت من سيطرة النظم الاستبدادية ولم يعد اي شيء قابل للاخفاء أو التعتيم في ظل الطفرة التكنولوجية التي حولت العالم إلى قرية مفتوحة . و رغم اختلاف و تضارب التوجهات إلا أن المشاهد العربي أصبح قادرا على الاختيار والمقارنة و التمييز بين المتناقضات ا لكن لا نستطيع أن ننكر أن الإعلام العربي لا يزال أقل تأثيرا من غيره عالميا. نحن نخاطب أنفسنا أكثر مما نخاطب الآخرين . لا يزال عدم توازن القوى يتجلى إعلاميا شأنه شأن أي مجال آخر
بخصوص الإعلام الفلسطيني أعتبر أنا قطعنا شوطا كبيرا و مشرفا في فترة قياسية . على صعيد هيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين لدينا اليوم مراسلون و مكاتب في شتى أنحاء المعمورة و مؤسسة بتقنيات فنية عالية و أجهزة حديثة جدا لا تمتلكها الكثير من التلفزيونات العربية لدرجة أن تفاجأ بها الكثير من الزوار من دول عربية لمبنى الهيئة و هذا يعد معجزة إذا ما قيس بعُمر تلفزيون فلسطين ناهيك عن ظروف الاحتلال و القصف الذي تعرض له المبنى القديم للمؤسسة و المضايقات الاسرائيلية و غلق مكاتب القدس و اعتقال المراسلين . في فلسطين الاعلام ليس فقط رسالة بل جهاد مستمر ونضال يومي في وجه الرواية الاسرائيلية و تحدي مستميت لتحقيق شعار المؤسسة الذي رفعه المشرف على الإعلام الرسمي معالي الوزير احمد عساف ( نأخذ فلسطين إلى العالم و نجلب العالم إلى فلسطين )
ما هي أحرج المواقف التي واجهتك و هل لك بعض التحفظات في برامجك ؟
أحرج المواقف على ما أذكر كان منذ عشر سنوات في حلقة خاصة قمت خلالها باستدعاء ضيفين ثم اكتشفت أن بينهما شبه خصومة شخصية حين قال لي كلاهما على انفراد أنه لم يكن يعلم أن الضيف الثاني سيكون هذا الشخص و إلا لما كان سيحضر . واضطررت أن تصور الحلقة في جو من عدم الاستلطاف بين الضيفين
إلى أي حد يشكل المظهر او الشكل الخارجي أهمية ؟
جمال المذيع او المذيعة هو جمال حضور في المقام الأول و ليس جمال شكل أو مظهر لكن لا شك أن جمال المظهر هو عنصر مكمّل له قواعده. أهمها تناسب اللباس و الماكياج مع طبيعة البرنامج . حيث يختلف من برنامج سهرة أو منوعات عنه في برنامج سياسي أو ثقافي أو نشرة أخبار ليبقى قوام المظهر التناسق و التناسب .
ماذا أضافت لك الشهرة .هل سببت لك المتاعب ؟
لم يحدث إلى حد الآن ان تعرضت إلى أي متاعب .و يسعدني دائما الصدى الجيد لأي برنامج لدى أي شخص لا أعرفه
العشق البعد الحرمان الشوق الخذلان هي مفردات لكل شاعر فما هي مفرداتك ؟
لعل البعد و الشوق هي أكثر حضورا بحكم اغترابي عن وطني الأم تونس و إن كانت تونس تسكنني بقدر ما كنت أسكنها لكن يبقى للمسافات و جع الخاص . وجع لا يعرفه سوى من فارق الأوطان
كتبت سيناريو و حوار مسلسل (بنت الشمس ) الذي سيخرجه المخرج المبدع سعيد البيطار . متى سيرى هذا العمل النور على الشاشة ؟
بنت الشمس مسلسل درامي اجتماعي من ثلاثين حلقة من تأليفي و فكرة سعيد البيطار . وهو يجسد فلسطين الآن و الحاضر ويتطرق الى الواقع الاجتماعي و تداعيات الاحتلال على هذا الواقع . العمل ضخم و مكلف جدا و يحتاج إلى تمويل ضخم و نحن لا نزال نسعى للحصول على هذا التمويل بعد أن ضاعت فرصة جيدة لانتاجه قبل عامين ونصف بسبب تغير إدارة احدى القنوات العربية الضخمة رافقه تغير في سياساتها و توجهاتها . للأسف ان الفضائيات العربية اصبحت و منذ زمن تتحاشى الموضوع الفلسطيني و لا نزال نذكر مسلسل (اجتياح) للسيناريست المبدع رياض سيف و المخرح الراحل شوقي الماجري حين رفضت الفضائيات العربية LBCبثه ولم توافق بعد عناء سوى قناة ال ثم نال المسلسل على إثرها جائزة (إيمي ) للدراما التلفزيونية و التي تعادل عالميا جائزة أوسكار السينمائية لتتهافت بعد ذلك الفضائيات على بثّه . للأسف و للمرارة ان يتحول الموضوع الفلسطيني إلى عبء يتحاشاه العرب فنيا كما سياسيا و ناهيك عن عسكريا …. لقد اصبحت ( يا وحدنا !) شعارا ينطبق على الحالة الفلسطينية في جميع أشكالها و تمظهراتها
-هل انت مع عبارة (كثير من الشعر وقليل منا الشعراء)؟-هل الشعر في وقتنا هذا لازال يعالج قضايا المجتمع كما كان في الزمن السابق؟.
العكس هو الأصح : كثير من الشعراء و قليل من الشعر . وتلك على ما أعتقد صفة كل العصور . كان بلاط سيف الدولة بعشرات الشعراء و خُلد المتنبي الشعراء مقامات : أنبياء و مريدون . أو أصحاب طريقة و مريدون . المريدون كثر و أصحاب الطريقة صفوة . أما المستكتبون فبما لا يعد و لا يحصى . و يبقى الزمن أصدق غربال من خلاله يذهب الزبد جفاء ليمكث في الأرض ما ينفع الشعر . اما عن وظيفة الشعر و هل إذا كان مطلوبا منه أن يعالج قضايا بعينها أم لا فذلك في نظري ثانوي. فوظيفة الشعر جمالية في المقام الأول و الأخير . و إن كان يقاس فبصدق تجربته أولا و القدرة على خلق الجمال من اللغة من خلال تفجيرها و إعادة تشكيلها و الأصالة والبكارة في توليد الصور الشعرية تلك هي ملزمات و مستلزمات النص حتى يكون شعريا و شاعريا . وليس مطلوبا منه أن يتقمص دور الواعظ أو المرشد الاجتماعي و لا أن يتحول إلى بوق شعارات سياسية أو هتاف مظاهرة . قد يتضمن الشعر الشيء او الكثير من الهم الجماعي أو غيره بطريقة أو بأخرى غير مباشرة أو مسقطة ، لكن لا يعتبر ذلك وظيفة أو إلزاما او مقياسا يقيّم من خلاله خارج قيمته الذاتية كنص جمالي .
هل يوجد برأيك إعلام عربي حر ،و ماذا قدم الإعلام للشعوب العربية في ظل الصعوبات الحالية . في نظري لا يوجد إعلام حر بالمعنى المطلق للمصطلح ، حتى في أكثر دول العالم ادعاء بالحرية و الديمقراطية . نظرية الإعلام الحر نظرية طوباوية و نسبية جدا في أحسن أحوالها . هناك فرق بين مساحة لحرية التعبير و بين إعلام حر. لأن أي إعلام في العالم هو إعلام موجّه تحكمه المؤسسة و رأس المال المموّل و الجهة المنتجة لهذا الاعلام سواء كانت رسمية او خاصة . و التي بدورها محكومة بمصالحها و توجهاتها و أهدافها و رسالتها . لكن نستطيع أن نقر أنه أصبح لدينا في العالم العربي و بحكم الثورة التكنولوجية و الأقمار الصناعية تنوع و توجهات إعلامية مختلفة . لم تعد الوجبة الإعلامية التي تصل للمشاهد العربي مقتصرة على الصوت الواحد و الحزب الواحد و الحاكم الواحد . لقد أصبح العالم العربي مفتوحا إعلاميا بطريقة يعجز عنها مقص الرقيب . اما ما قدمه الاعلام العربي للشعوب العربية في ظل الصعوبات الحالية فهو فضح و تعرية ما يجري و كسر دائرة التعتيم التي طالما فرضتها الأنظمة الدكتاتورية في عقود خلت . وذلك بسبب تعدد و تنوع قنوات هذا الإعلام الجديد و الفاضح لكل ما يجري ليس فقط عربيا بل على مستوى المعمورة, ما جعل الإعلام أكثر خطرا و تأثيرا و خلق مساحة تنافسية شرسة و سباقا محموما نحو استقصاء الخبر أو صناعته . لقد أصبحنا في زمن الحروب الإعلامية حيث لا يجوز التقاعس أو التخاذل أو التوقف لالتقاط الأنفاس دون بلوغ الهدف
بما تنصحين المرأة الطموحة التي يأخذها بيتها وأولادها عن تحقيق ذاتها و اهدافها؟ …..
البيت و الأولاد من المقدسات و الخطوط الحمراء بالنسبة لي . و الأمومة رسالة نبيلة لا يمكن لرسالة أن تفوقها أو تضاهيها و البيت مملكتي و تاجي و لم أشعر يوما ان ذاتي يمكن أن تكتمل بدون سعيي لاكتمال و أمن هذه المملكة . و أنصح كل من لا تجد في نفسها القدرة أو الرغبة على تقديس هذه المملكة الا تطرق بابها . و ليس شرطا ان يكون تحقيق الذات على المستوى الشخصي أو المهني على حساب تحقيق العائلة أو العكس .لقد اثبتت التجارب أن النساء قادرات على تحقيق ذواتهن على الصعيدين إن أردن ذلك حقا . و النماذج كثيرة في عصرنا و لم تعد استثناء نادرا . لذلك فالنصيحة الوحيدة التي يمكن ان اقدمها لها هي : كوني ما تريدين أن تكوني بإيمان و إصرار مطلق . فلا شيء يهزم رغبة آن أوانها –
لمن توجهين هذه الكلمات :(ما بينفع هيك )
ربما أوجهها لأي شخص مراوغ
(مش راح أرد عليك )
لأي شخص يقصد استفزازي عمدا بصغائر الأمور و يحاول أن ينحدر بي مثلا إلى حروب تافهة و ساذجة . و قد أقولها في صمتي دون أن يسمعها من منطلق مبدأ تسامى بنفسك تسمو
( اصحى يا نايم )
أقولها لأجيالنا العربية الصاعدة . جيل غزو العولمة و ثقافة الاستهلاك و التسطيح المهددون بغسل العقول الممنهج بغية استئصالهم من تاريخهم و حضارتهم و ذواتهم الجمعية .
(معك للآخر )
أقولها لزوجي
أشكر المذيعة المتألقة الجميلة الأستاذة كوثر الزين على صراحتها و جمال روحها ،و اتمنى أن يتجدد اللقاء بك مرة أخري.