كتب/خطاب معوض خطاب
الدكتورة سلوى محمود محمد والتي ولدت في 23 يناير 1984 بأسوان، وعضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية شعبة أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، تعد أكبر دليل على أن الإنسان قادر على صنع المعجزات، وتحدي جميع الصعاب إذا تحلى بالعزيمة والإصرار واليقين والإيمان، فهي ورغم أنها قد ولدت كفيفة إلا أنها تقول دوما: “من الله علي بنعمة البصيرة، وإن كنت لم أرزق نعمة البصر”.
وقد ألحقتها أسرتها بمعهد فتيات أسوان الأزهري، حيث كان جميع زميلاتها من المبصرات، ولكنها تفوقت عليهن جميعا، وذلك بما وهبها الله من نعمة القدرة على التركيز وسرعة حفظ ما كانت تسمعه من دروس داخل الفصل، حيث كانت تعتمد دوما في التحصيل والمذاكرة على الشرح الذي تستمع إليه داخل الفصل فقط.
ولأن الطالبة سلوى محمود محمد كانت تتمتع بالعزيمة وروح الإصرار والتحدي، فبعد المرحلة الابتدائية وإشباعا لفضولها وإرضاء لذاتها، بدأت في تعلم القراءة والكتابة بطريقة المبصرين، وليس بطريقة برايل مثل من هم في حالتها، وعهدت إلى صديقاتها وأشقائها مسئولية الإمساك بيدها ورسم الحروف الأبجدية، وبذلك انطبعت صورة الحروف في مخيلتها، فأتقنت هذه الطريقة تماما.
وفي المرحلة الإعدادية واصلت الطالبة سلوى محمود محمد طريقتها في الاعتماد فقط على الشرح الذي تستمع إليه داخل الفصل، وفي الامتحان تفوقت وحصلت على المركز الخامس على مستوى الجمهورية، وفي الثانوية بدأت تعتمد على الدراسة السمعية، وذلك بسبب كثرة المواد الدراسية، فأصبحت تعتمد على تسجيل الدروس على شرائط كاسيت، ثم تعيد سماعها بعد ذلك، وجنت ثمار هذه الطريقة في امتحان الثانوية، حيث حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية.
والتحقت بجامعة الأزهر الشريف وتحديدا كلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات شعبة أصول الدين قسم الحديث وعلومه، وبالفعل تخرجت فيها وحصلت على المركز الأول على الدفعة كلها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم ناقشت الماجستير والدكتوراه، وأصبحت تلقب بالدكتورة سلوى محمود، وتم تعيينها معيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية ثم تولت منصب مدرس مساعد بنفس الكلية.
والدكتورة سلوى محمود محمد تحفظ القرآن الكريم كاملا، وبجانب علومها الإسلامية حرصت على أن تحصل على شهادات متعددة في اللغة الإنجليزية من معاهد أوروبية وأمريكية، كما حصلت على شهادات مختلفة في الكمبيوتر.
ولأنها تبحث دوما عن كل ما هو جديد ومتميز، وتهوى تحدي الصعاب وليست إنسانا عاديا، بل تمتلك روحا وعزما لا يلين، فقد تقدمت للحصول على دورة جودة التعليم العالي من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وفي البداية تم رفض طلبها لأنها كفيفة، ولكنها أصرت ولم تفقد الأمل، حتى نجحت في إقناعهم بأحقيتها في الحصول على هذه الدورة طبقا للإنسانية أولا، ثم تفعيلا للقانون الذي يساوي بين الجميع، وبالفعل كانت هي أول كفيفة مصرية تحصل على هذه الدورة، وبعدها أصبحت تعمل مستشارا للجودة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف.
ولكن الدكتورة سلوى محمود لم تكتف بما أنجزته، بل تقدمت إلى أكاديمية ناصر العليا للعلوم العسكرية للحصول على دورات “صانع القرار”، و”تخطيط إستراتيجي”، و”إدارة الأزمات”، وهناك وجدت كل ترحيب حتى أنهت دراستها بتفوق كالمعتاد، وهكذا تأهلت وأصبحت تتولى منصب مدير وحدة إدارة الأزمات والكوارث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية شعبة أصول الدين.
والدكتورة سلوى محمود تحلم دوما بأن تكون مصدر نفع لكل من حولها كي تضيف لوطنها، كما تحلم بأن تساهم في حل قضايا ذوي الإعاقة، كما تسعى لتحقيق كل ما هو مفرح، وهي دوما تقول: “بقدر حلمك تتسع الأرض”.
زر الذهاب إلى الأعلى