أجرى الحوار/د. لطيفة القاضي
إخراج / ريما السعد
-حثت السفارة الفلسطينين على التقيد بالتعليمات الصحية
-قامت السفارة بمساعدة الطلاب ماديا
-أبواب السفارة مفتوحة أمام أي فلسطيني
-لم تنتهي الأهداف و تبقي الاحلام
عشق الوطن فلسطين فهو شخصية وطنية فذة واعية يمتلك فكرا، وثقافة عاليه ،سعادة السفير جبران طويل من الرجال التي تنهض بهم الأمم، قدم الكثير لأبناء الجالية الفلسطينية في جمهورية قبرص، عمل سفيرا لدولة فلسطين في مالطا بطلب من القائد الرمز ياسر عرفات ،و تم تعينه سفيرا في جمهورية قبرص بواسطة الرئيس محمود عباس.
وفي ظل جائحة كورونا أردنا معرفة كيف تواجه السفارة هذا الوباء و الخدمات التي تقدمها السفارة للجالية الفلسطينية في جمهورية قبرص.
• السفير جبران طويل، في ظل جائحة فيروس كوفيد 19 كيف يتم الاهتمام بأوضاع الجالية الفلسطينية الصحية؟
منذ اللحظة الأولى لظهور جائحة فيروس كورونا، وبعد تلقي توجيهات سيادة الرئيس محمود عباس ومعالي وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي بادرنا إلى اتخاذ الاجراءات والتدابير الوقائية الأولية حفاظاً على سلامة المراجعين والموظفين، كما حثت السفارة الجالية الفلسطينية على ضرورة التقيد بالتعليمات الصحية والاحترازية والالتزام التام بالإجراءات المفروضة من قبل الحكومة القبرصية وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر. ثم شرعنا بالتواصل مع جاليتنا وطلبتنا الفلسطينيين في قبرص، وأنشأنا خلية أزمة بيننا وبين الطلاب وأعضاء من الجالية للوقوف على احتياجاتهم وطلباتهم إذا دعت الحاجة، وسارعنا إلى تخصيص خط ساخن على مدار الساعة لمتابعة أوضاع أبناء جاليتنا والإطمئنان على سلامتهم الصحية.
•كيف تستطيع السفارة من أن تلبي طلبات الجالية والطلاب في وقت أن السفارة أغلقت أبوابها بسبب فيروس كوفيد 19؟
في واقع الأمر، إن السفارة لم تغلق أبوابها وهي تعمل في هذه الظروف الصعبة على نظام المناوبة، واسمحي لي هنا أن أشدد على أن أبواب السفارة مفتوحة أمام أي فلسطيني لأنها هي العنوان الصحيح التي يجب أن يقصدها كل شخص بحاجة للمساعدة سواء كانت مالية أو عينية، ولكننا تقيدنا بقوانين البلد من حيث التباعد الاجتماعي لأنه غالباً ما يزور السفارة عشرات الأشخاص إما لإجراء معاملات قنصلية أو لطلب المساعدة المالية، وبالمناسبة تجدر الإشارة إلى أن سيادة الرئيس محمود عباس كان قد أوعز قبل عدة سنوات بمنح مكرمة مالية للاجئيين الذين جاءت بهم قوارب الموت إلى قبرص من أبناء شعبنا من فلسطين والعراق وبلدان أخرى.
نحن هنا نسعى بشكل حثيث ونسخر كل الامكانيات المتاحة لتوفير و تلبية طلبات واحتياجات الجالية والطلاب الفلسطينيين، وكما ذكرت لك مسبقاً بأننا خصصنا أرقام طوارئ على مدار الـ (24) ساعة وشكلنا خلية أزمة لتواصل أبناء الجالية مع السفارة واطلاعنا على احتياجاتهم.
لقد قامت السفارة بمساعدة العديد من الطلاب مادياُ حتى قبل الإغلاق الكامل للجمهورية، وتوجه بعض الطلبة لطلب المساعدة حيث لم يتسنَ لذويهم إرسال مصاريفهم الشهرية خصوصاً وأن أهلهم يسكنون في منطقة بيت لحم وهي المنطقة الأولى التي عزلت كلياً وأغلقت بالكامل.
كما قمنا بتقديم المساعدة لعشرات العائلات المحتاجة من خلال تحضير سلات غذائية أساسية بالترتيب مع أعضاء من الهيئة التأسيسية للجالية. هذا واستقبلت السفارة عدداً من الأشخاص الذين وبسبب الإغلاق والحظر انقطعت رواتبهم حيث أنهم يعتمدون على شغل المياومة وقمنا بالمساعدة اللازمة. بكل الأحوال نحن على أهبة الإستعداد لمساعدة أبناء شعبنا وأنا على تواصل مستمر ومباشر مع وزير الخارجية القبرصي لطلب المساعدة إذا اقتضت الحاجة.
كما أننا لم نغفل عن موضوع الفلسطينيين الموجودين في قبرص سواء المقيمين أو الطلاب أو الأشخاص العالقين الذين قدموا إلى الجزيرة قبل إغلاق المعابر الحدودية والمطارات الراغبين منهم في العودة إلى الوطن فإننا على تواصل معهم للحظة التي تقرر فيها الحكومة القبرصية بتحريك طائرة في هذه الحالة لدينا قائمة جاهزة.
ومن التسهيلات والخدمات الاستثنائية المقدمة للفلسطينيين في ظل أزمة كورونا – طبعاً بناءً على توصيات وزير خارجية دولة فلسطين د. رياض المالكي – تجديد جوازات السفر لمدة عام بدون رسوم (مجانا) من السفارة مباشرة.
•السفير جبران طويل، ما هو أهم ما تحرص عليه كسفير في تربية أبنائك؟
من أولوياتي التربية الأخلاقية والتحلي بالأخلاق أمام مغريات الحياة الزائفة والاعتماد على النفس في صنع مستقبل زاهر لهم وللوطن. إضافةً إلى احترام الأخرين والتواضع ومساعدة الغير والمحبة والتمسك بقضيتنا وحقوق شعبنا الفلسطيني لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً بإقامة دولتنا الفلسطينية.
•ما هي أكبر الإنجازات وأهمها التي قامت بها السفارة الفلسطينية في قبرص من أجل المواطن الفلسطيني؟
تعتبر سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية قبرص إحدى السفارات المهمة لموقعها الجغرافي على الساحة الأوروبية في العديد من المجالات السياسية والثقافية، حيث نحرص على تعزيز وتوطيد علاقاتنا مع الساسة القبارصة ورؤوساء الأحزاب ورموز الشخصيات الثقافية والأكاديمية في المجتمع القبرصي لما في ذلك من منفعة تصب في مصلحة بلدنا ومواطنينا.
في كثير من الأحيان نقوم بمساعدة الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على إقامة أو لجوء أو تعثرت أمورهم، وأنا كسفير لفلسطين في هذا البلد مستعد للاتصال حتى برئيس الدولة لطلب المساعدة لأبناء جاليتنا، ودائماً أقول لجاليتنا هنا خصوصاً الأقل حظاً انهم غير مسؤولين عن الأوضاع التي وصلوا لها، هم ليسوا مسؤولين عن نكبة 1948، وليسوا مسؤولين عن نكسة 1967، وليسوا مسؤولين عن التهجير إلى مخيمات اللجوء في سوريا ولبنان والأردن والعراق، وليسوا مسؤولين عن الحروب الدائرة في المنطقة. هناك مؤامرة دولية أدت بهم إلى هذا المطاف، وأقول لهم أنتم شعبي ومسؤوليتي وواجبي الوطني والإنساني والأخلاقي أن أساعدكم. إن موقعي كسفير لدولة فلسطين ليس امتيازاً وظيفياً لكنه مسؤولية أخلاقية وشرف وطني، أنا من الناس الذين يحبون عملهم ويخلصون له وأكون في غاية السعادة عندما أنجح في حل مشاكل عالقة أو تقديم أية مساعدات لمواطنينا أو حتى استقبال الناس على فنجان قهوة.
لقد حرصت منذ أن توليت مهام السفارة في قبرص على توطيد العلاقات الدبلوماسية بيننا وبين الحكومة القبرصية وتطوير العلاقات بيننا وبين الجالية والطلاب الفلسطينيين وتم فتح مكتبي بالكامل وأوعزت للعاملين بالسفارة أن مكتب السفير مفتوح لاستقبال الجميع دون مواعيد مسبقة. كما قمت بعد وصولي بتكريم العديد من القيادات القبرصية القديمة التي دعمت القضية الفلسطينية منذ سبعينيات القرن الماضي لما كان لها الأثر الطيب في نفوسهم وعائلاتهم وأكدت لهم بأننا لم ولن ننسى معروفهم ومواقفهم المبدئية تجاه القضية الفلسطينية في بداية حركة مقاومتنا ونيلنا لحقوقنا.
وعلى خلفية تلك العلاقات المتينة التي عملنا عليها كثيرا تمكنا من تسخيرها في حشد دعم كبير لقضيتنا العادلة داخل الأوساط القبرصية وبالأخص الأحزاب القبرصية الداعمة لنا في البرلمان القبرصي، حيث بادرت الأحزاب اليسارية القبرصية بالتنسيق مع السفارة للمشاركة في إحياء مناسباتنا الوطنية ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر: (يوم الأرض، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، يوم مناهضة العنصرية) فضلاً عن مشاركتهم بالمظاهرات والمسيرات التي قامت بها جاليتنا في قبرص. كما ساهمت علاقتنا مع بعض رؤساء الجامعات والأكاديميين القبارصة بتوفير العديد من المنح الدراسية لأبنائنا من الطلبة الفلسطينيين.
ومن بين الفعاليات التي يواظب الحزب الشيوعي القبرصي (أكيل) على إقامتها كل عام عروض مسرحية وأمسيات ثقافية متنوعة تكريما لنضال الشعب الفلسطيني بحضور الأمين العام للحزب وشخصيات سياسية وبرلمانية مرموقة.
كما أود أن أعرج على مسألة في غاية الأهمية لم تحدث سابقا في قبرص وجاءت تتويجاً لمساعينا المبذولة مع الجهات القبرصية المعنية للتبرع بقطعتي أرض لإنشاء حديقتين باسم فلسطين.
هذا وتتكفل السفارة برعاية هذه الحدائق و الاعتناء بها بزراعتها بشجر الزيتون، وتسييجها ووضع المقاعد لتكون مقصداً ومزاراً للفلسطنيين والقبارصة على حد سواء. ولقد نجحنا في هذا المشروع حيث تم برعاية السفارة افتتاح “حديقة فلسطين” في بلدية تسيري في العاصمة نيقوسيا وأخرى باسم “حديقة فلسطين” في بلدية كيتي في لارنكا بحضور شخصيات دبلوماسية وسفراء عرب وممثلين عن أحزاب قبرصية وحشد كبير من الجالية الفلسطينية وأعضاء السفارة. كما أننا بصدد إنشاء حديقة ثالثة تحمل اسم فلسطين ولكن تم تأجيل الموضوع بعد الجائحة الحالية.
• السفير جبران طويل، هل حققت كل أهدافك وكل ما حلمت به؟
في الحياة هناك دائما عجلة تتحرك وتدور باستمرار والانسان هو المسؤول عن حركتها من خلال دوافعه لتحقيق أهدافه وطموحاته، ولذلك هذه الحركة يجب أن لا تتوقف نحو التطور، وتحقيق الذات، وكلما حقق المرء هدفا لا بد أن يتلوه هدفاً آخراً وآخراً، ويكون حافزاً نحو طموحات جديدة. وليس بالضرورة أن تكون الأهداف شخصية ولا أن يكون السعي للحصول على مكتسبات خاصة، بل من الرائع جداً أن تكون الأهداف وطنية سامية.
وهنا أستطيع القول أنني سعيد بما وصلت إليه، وخدمة شعبي هو هدفي، وتحرير أرضي هو هدفي، واستقلال وطني هو هدفي واستقلاليتنا الاقتصادية ونمونا هو هدفي، وهدفي أيضا أن لا أرى أي فلسطيني محتاج أو يطلب العون، وتأمين نمواً اقتصادياً هو الهدف ولم الشمل الفلسطيني هو الهدف. لن تنتهي الأهداف، وتبقى الأحلام، وسيتحقق حلمنا انشاء الله.
•ما بعد الكورونا، هل ستعود أحوال السفارة، والهيئة الدبلوماسية كما كانت، أم سوف تقررون مجموعة من اللوائح التي تحدد التعامل والمعاملات للجالية الفلسطينية في قبرص؟
اليوم ليس كالأمس ولا ندري كيف يكون الغد، وما قبل كورونا ليس كما بعده، لأن هذا الوباء أربك العالم بأسره حيث من المتوقع حدوث تغيرات سياسية واقتصادية تمهيداً لبداية تشكل نظام دولي جديد. ومن المبكر الحديث عما ستؤول إليه الأمور، ولكن أؤكد أننا كما نحن، وسفارة دولة فلسطين ستبقى سفارتنا بكامل امتيازاتها ولن يتغير شيء على جاليتنا، وسنسعى – وكما دائماً – إلى خدمة أبناء الجالية وسنراعي الظروف الصعبة التي مروا بها، وسنعمل بكامل طاقاتنا على تسهيل أمورهم وتقديم كل الدعم اللازم لإنجاز وتسيير معاملاتهم. هذه فترة عصيبة ولكنها درس وعبرة للبشرية.
نحن في السفارة ملتزمون بتعليمات وتوجيهات سيادة الرئيس محمود عباس ومعالي وزير الخارجية د. رياض المالكي لبذل أقصى الجهود لخدمة أبناء الجالية الفلسطينية.
•أنت من عائلة أرستقراطية، ماذا تعلمت من مهنتك كسفير لدولة فلسطين في قبرص؟
في مجال الدبلوماسية وخصوصاً الفلسطينية لا يوجد فرق بين أبناء الشعب الواحد، فكلنا لدينا ذات الأهداف وذات الطموحات والأحلام. أنا فقط وسيط بين شعبي وجاليتي ودولتي، لا تعنيني المسميات، ولقد اخترت هذا المجال لخدمة أبناء شعبي. لقد أتيت من خلفية عائلة مناضلة، ورأيت بأم عيني عندما كنت طفلاً أفواج اللاجئين بعد حرب الـ 67، وشاهدت كيف كانت عائلتي تساعد العائلات المشردة والمهجرة من بيوتها بسبب الحرب. وأنا سأساعد وأخدم شعبي أينما كنت وفي أصعب الظروف.
•كلمة أخيرة ….
لقد شرفني الرئيس الشهيد ياسر عرفات بتعيني سفيراً لفلسطين في مالطا، وكان هذا الشرف بمثابة وسام على صدري أحمل به مسؤولية كبيرة تجاه شعبي، كما وشرفني الرئيس محمود عباس بتعيني سفيراً لفلسطين في جمهورية قبرص وهي مسؤولية أيضاً كبيرة تقع على عاتقي أن أمثل دولة فلسطين. وما نحن السفراء إلا جنوداً أوفياء خلف القيادة الحكيمة للرئيس محمود عباس الذي يدافع عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية.
زر الذهاب إلى الأعلى