مقالات

رمضان (دروس ربانية) الدرس الأول “رمضان في زمن الكورونا”

بقلم / ميرفت مهران

يأتي رمضان هذا العام في ظل ظروف عصيبة تعيشها الإنسانية مع فيروس كورونا وهو الشهر العظيم الذي ينتظره المسلمون في كل مكان ويتلقون فيه دروسا عظيمة وعظات بالغة ولذلك يجب أن نجعل من رمضان في زمن الكورونا منحة عظيمة نرتقي فيها إلى أعلى آيات العبودية لله ونخلص في تعلق قلوبنا به عز وجل وهو فرصة في هذا الزمان يجب أن نغتنمها فهو ليس شهرا كبقية الشهور بل هو شهر له مكانة خاصة في قلوب المسلمين وذلك يظهر في استعدادهم له واحتفالهم بقدومه ودعائهم الدائم له أن يبلغهم إياه لأنهم يعلمون فضيلته وعظم منزلته عند الله سبحانه وتعالى
وهو شهر السكينة والطمأنينة ولن يمنع الله عنا سكنيته حتى مع كورونا فهو الكريم الرحيم جل جلاله
وأفضل مانقوم به في هذا الشهر الصيام قال تعالى :(ياإيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) سورة البقرة١٨٣ وان نلتزم الصمت والاعتدال وقيام الليل ودعوة الله أن ينجينا والبشرية من كورونا
لذلك أوصيكم ونفسي أن نعقد العزم على تعمير رمضان بالطاعات واستغلال كل وقتنا في العبادات فربما لاندرك رمضان القادم فنحن لا نعلم متى ينتهي الأجل فكم مستقبل ليومه ولا يكمله
-ويجب أن نتوب إلى الله قبل دخول رمضان رغم أن التوبة يجب أن تكون في كل وقت ولكنها محببة فيه لأنه شهر الطاعة والبعد عن المعصية وكم من عاص لم تقبل طاعته فمن يرتكب المعصية لا يوفق ابدا للطاعةلأن قلبه امتلأ بالقسوة والظلام ولذلك لابد من التوبة والتوسل للعزيز الغفار بالدعاء والتضرع ليتقبلنا عنده من الطائعين
-أن نستغل الفرصة العظيمة بأننا جميعا مجتمعون في البيت ونعيد عادة حرمنا منها في بيوتنا وهي قراءة القرآن وتدارسه بشكل جماعي وفهم آياته وتدبر معانيه فقد كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يتدارس القرآن مع سيدنا جبريل في رمضان
وأن نحثهم دائما على الطاعة لله وإن شعروا بالمشقة فيها فبعد القيام بها تنتهي المشقة ويبقى الجزاء والأجر وانشراح القلب وفسحة الصدر وفرحة العبد بطاعته لله
-أن نعود أبناءنا وبناتنا أن شهر رمضان شهر الجود والكرم وأن ندفعهم لحب المشاركة في إطعام صائم كل يوم وأن نتسابق جميعا في فعل الخير ولا ننسى الفقراء والمحتاجين وهو عمل جزاؤه عظيم عند الله
-ألا نجعل كل همنا الطعام وإعداده وكثرته فيقال أن الأكل الكثير يجعل القلوب قاسية والطاعات ثقيلة على النفس وندرك أن من دروس الصيام الشعور بالفقراء وتقديم المساعدة لهم فالصيام يرقق القلوب وينير العقول
-ولا ننسى تعويد أبنائنا وبناتنا على الاجتماع مع الأسرة على الأفطار والسحور وهي سنة عن الرسول الكريم (اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه) عليه الصلاة والسلام
وأخيرا يجب أن نلتزم بإرشادات الوقاية من فيروس كورونا ونحترم قرارات الدولة بغلق المساجد وتعليق صلاة الجماعة ولانحزن على حرماننا من عاداتنا الرمضانية في المساجد فهذا أمر يثاب عليه المسلم فقد جاء في قول الرسول عليه الصلاة والسلام
(إذا مرض عبد أو سافر كتب له مثل ماكان يعمل مقيما صحيحا،) صحيح البخاري
وأسأل الله أن يجعلنا في رمضان من عتقائه من النار وأن يجعلنا من عباده المتقين وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وأن يشملنا بعفوه ورحمته
وكل عام وأنتم جميعا بخيراا٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock