بقلم/صفاء القاضي
يأتي رمضان بعد أيام قليلة ، ينتظره العالم الإسلامي أجمع من أدناه إلى أقصاه بكل شغف و شوق ،فهناك من ينتظره ليطهر ذنبه وقلبه ، وهناك من ينتظره ليرقى بحسناته وعمله الصالح رقيا سريعا في موسم الحسنات ، وهناك من ينتظره مشتاقا لأجوائه العبقة بعطر القداسة وفخامة الإيمان ، وتنقلب الدنيا في ليلة عندما يهل ذلك الهلال الصغير الجميل معلنا قدوم أعظم شهر ، يحوي ليلة هي خير من ألف شهر ، تفوح رائحة رمضان الخاصة ليصنع لنفسه جوا خاصا لا يتكرر إلا في عامه التالي عندما يأتي رمضان . بَعضُنَا يجتر على إثره ذكريات أحبة راحلين وأيام خوالي ، وكأن الأمس يطرق أبواب الْيوم على استحياء فتغزونا لمسة حانية بسحر الماضي الذي لن يعود فنتنفس أنفاس رمضان في الماضي مختلطا بالحاضر وتعلونا ابتسامة دهشة ترجع بِنَا إلى حيث الواقع الذي لا يخلو من فرحة أخرى بوجود رمضان ، قدسية تتجلى في شوارعنا…أنوار تخصه وحده وأجواء تفوح بعطره ، منفرد أنت يا رمضان بأيامك ولياليك ، وزينتك وأنوارك وتواشيحك وأناشيدك ، وحتى بمذاق طَعَامِك وشرابك ، إنه جو بديع من الجمال الروحي والخلقي والديني لو دام العام كله لحلت جميع مشاكلنا وقلما وجد بيننا محتاج ، يأتي رمضان ونتسابق على ختم القرآن وكأننا فوجئنا بوجوده معنا ،
إقرأ المزيد أحب الأعمال في ليلة القدر
من أنت يا رمضان كي تطهرنا بين ليلة وضحاها … كي تغيرنا ، وتحنو على ضعيفنا وتسود مشاعر رمضانية خاصة ، وكأن الأرض والسماء تتلونان بلون رمضان ، وتتعطران بعبيره الخاص ، فلا تبدو الأرض أرضنا ولا السماء سماءنا ، إنما ترتديان حلة رمضانية خاصة ، تمتلئ المساجد حتى أبوابها ويسودها الزحام ليلا ونهارا وفجرا ، ويتزين الليل بقيام الليل ..وكأنه عروس الليالي ، إنه باب من أبواب الرحمة والغفران والعتق من النار ، رمضان إنه الشهر المنير بقمرفي كل ليلة ويفوح بعطرفي كل يوم ، أعاده الله علينا وعلى أمة الإسلام بكل خير ويمن وبركة ونقول لشهرنا الكريم …رمضان أهلا في كل عام .