في ذلك الوقت لم أكن أعلم بأنك قد عُدت للبلاد بشكل دائم… مر على الكارثة القلبية وقت طويل وماعدت أذكر ملامحك جيداً أو لنقل بأنني ماعدت أريد أن أذكر…
مشهد نهاري خارجي… تعطلت سيارتي في منتصف دمشق مما أجبرني على البقاء متشردة في الشارع ساعات… في ذلك الحين قد وقع نظري على لافتةٍ لطبيب نفسي… صدقني حينها لم أكن أعلم بأن هذا الطبيب هو طبيبك المعالج ذاته…
ضحكت كثيرا وأخذني إليك فكري.. . يا ترى أرأيت طبيباً؟ لعله يوقظ الحب داخلك…
بضع دقائق من الذكرى التي سحبتني نحوها ولم أجد نفسي سوى داخل العيادة…
_ناي.. الاسم ناي
ادخلي الطبيب بانتظارك….
بالأمس قلت بأنك بحاجة لطبيب… أقنعتك مراراً وكانت إجابتك ( تتهميني بالجنون) اليوم أعترف لقد جعلتني بنصف عقل…
تسايرتُ مع طبيبي بعدة أمور وطالما أنني كاتبة معروفة لنقل في بلاد العرب استغرب الطبيب جلوسي أمامه….
سألني لماذا أنت هنا؟
الحب… الحب وحده من يدفعنا إلى هنا….
أصبحت وحيدة.. وحيدة تماماً منذ رحيله
رجال الكون ماعدت أراهم….
لحظة واحدة فقط لازالت بحوزتي… اتذكرها جيداً عندما قال لي وداعاً ورمى الحياة بوجهي…
_الطبيب :واليوم؟
_أضحكتني.. اليوم أنا سعيدة سعيدة جداً وأحياناً يخيل لي بأني لا أحتاج لعلاج أحمق أبدا…مرت سنوات كثيرة… حاربته بكل أسلحتي
ولكن ما نريد نسيانه يبقى هنا قابعاً بالذاكرة
_أين هو الآن؟
_لا أعلم… قد يكون فارق الحياة وأتمنى هذا… أصبحت أنانية مثله تماماً
أقنعت نفسي بأنه لم يعد على هذه الأرض وبأن ( علي لا يتكرر مرتين…)
_خائفة؟
_أخاف من قدومه المتكرر لعالمي…
_ألم تقولي لا تعلمين أين هو؟
_ولكن هذا لا يعني بإنه لا يهاجمني…
_ماذا فعلتي للتخلص من ذكراه؟
تزوجت.
يُتبع
نوار لقمان بلال
إقرأ المقتطف الأول من علي وناي يوميات علي وناي “المقتطف الأول “