بقلم الدكتور / محمد حسن كاملرئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب .
فاز الإشتراكي فرنسواه ميتران برئاسة فرنسا في مايو 1981 على خصمه فاليري جيسكار ديستان , بينما فاز صاحبنا بتأشيرة فرنسا بعد أن دفع ستة جنيهات عداً ونقداً , ولم يدر أن الأقدار سوف تجمعه بالرئيس الفرنسي وقرينته في مناسبات عديدة لاحقة , ولم يدر أنه يوماً ما أن يتلقى بطاقة دعوة من السيدة دنيال ميتران قرينة الرئيس لحضور فاعليات ثقافية على مسرح اليونسكو أو في حفل تأبين نابليون بونابرت امبراطور فرنسا الذي يرقد تحت قبة ذهبية في المدرسة الحربية بساحة الأنفاليد
وصل صاحبنا إلى باريس وفرنسا تبدأ عصراً جديداً من حكم الإشتراكيين برئاسة فرنسواه ميتران أول رئيس إشتراكي في الجمهورية الخامسة .
وُلدَ الرئيس ميتران في 1916 في (( جرناك )) في منطقة شارنت في أسرة برجوازية كاثوليكية درس الآداب والحقوق في باريس وتخرّج من المدرسة الحرة للعلوم السياسية وأصبح متطوعًا في حركة الكولونيل لاروك للشبّان، التي تدعو إلى تقوية السلطة التنفيذية وتميل إلى أقصى اليمين.
اشترك معه صاحبنا المهاجر أن كلاهما كان عاشقٌ للأدب ولاسيما كما تبرهن عليه نصوصه عن فرنسوا مورياك وأندريه جيد وهنري دو مونترلان. إلا أنّه كان مائلاً إلى يمين اليمين.
والجدير بالذكر أن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين من أشد المناصرين لأندريه جيد .
في الحرب العالمية الثانية 1939 / 1945 أُعتقل ميتران في معتقل ألماني .
حوّلته الحرب إلى شخص آخر وأثّرت عليه مخالطة الشيوعيين والاشتراكيين في المعتقلات تأثيراً بالغاً. فعند تحرير فرنسا كان ميل ميتران إلى اليسار ميلاً شديداً بل كاد يدعو إلى الثورة العمالية؛ كتب في رسالة لأعز صديق له جورج دايان: “إن مثالي لهو الوحدة العمالية”.
ميتران والأجانب
وعد فرنسواه ميتران في دعايته الإنتخابية بأن يسعى لتقنين أحوال المهاجرين الغير شرعيين (( بدون إقامة )) وظهرت جمعيات عربية وغير عربية مناهضة للعنصرية , شارك فيها صاحبنا المهاجر بمقالته التي تنادي بالعدل والمساواة والإخاء التي تُعتبر من أهم مبادئ الجمهورية الفرنسية .
لقد قدم فرنسواه ميتران لفرنسا إصلاحات تُحسب له منها :
رفع الراتب الأدنى عشرة في المئة، والإعانات العائلية والسكنية خمساً وعشرين في المئة، والإعانات للمعاقين عشرين في المئة.
إلغاء عقوبة الإعدام
إنشاء ضريبة على الثروات الكبيرة
مضاعفة ميزانية وزارة الثقافة ورفع ميزانية البحث بـ 512 في المئة، وميزانية وزارة التشغيل بـ 112 في المئة، وميزانية وزارة السكن بـ 37 في المئة.
تخفيض قيمة الفرنك الفرنسي
تأميم البنوك والمجموعات الصناعية الكبرى
تحديد المدة القانونية للشغل بـ39 ساعة أسبوعية.
رفع مدة العطلة المدفوعة إلى خمسة أسابيع سنوية.
إلغاء تجريم المثلية
خارجياً
خطاب كانكون الذي يتنقد فيه الولايات المتحدة لحصارها كوبا (1982).
زيارة إسرائيل والتي أكد خلالها حقّ إسرائيل في العيش والدعوة إلى احترام حقوق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية (1983).
إنهاء التعاون النووي مع العراق (1983).
.كان عاشقاً لمصر وتاريخها العريق , قضى كل ليالي رأس السنة في مصر مدة 14 سنة .
الأدب القديم والمعاصر جمع طه حسين وميتران وصاحبنا المهاجر في تشكيل الوجدان والفكر الإنساني والإبداعي لكلا منهم .
توفي فرنسواه ميتران في الثامن من يناير 1996 , ودُفن في مسقط رأسه جارناك
شيد في حياته الهرم الزجاجي في ساحة اللوفر , وقوس النصر الذي يضم أكبر مراكز للمال والأعمال في فرنسا في منطقة لاديفانس ذات ناطحات السحاب الجديدة , حيث إقامة صاحبنا المهاجر إلى تلك المنطقة لاحقاً .
ومازالت يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة ترفل بالمفاجئات والأحداث
تابعونا في الحلقات القادمة .
دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب