حاورته دالهام غانم عيسى
س١ كيف تعرف نفسك للقراء والمتابعين لك؟
اعرف نفسي على أنني مثقف، احب القراءة والكتابة
وأتذوق الشعر، واعيش معه أجمل لحظات حياتي، فالشعر هو العالم الموازي لحياتنا البائسة، وعصر الرأسمالية المتوحشة، فالشعر من وجهه نظري هو البديل عن الجريمة، بل هو الوحيد القادر على ابعادنا عن القبح والشر والحرب،
فنفسك أن لم تشغلها بالجمال شغلتك بالقبح
فالشعر هو النسيم الذي يرفرف على وجه الحياة وهو الذي يصور الوجود، ويترجم الأحاسيس، وينور الوجدان، ويعلي الحسن، ويلوح للعالم رافعا رايات السلام والحب، ينتصر للقضايا ويعزف الأنغام، هو الملاك الحارس للجمال في عالم فقد المشاعر
س٢ كيف كانت بدايات ولوجك لعالم الأدب والإبداع والكتابة
البداية كانت من خلال الدراسة والقراءة فمنذ الصغر احب الكتاب واحب اقتنائه، وأحب القراءة وخاصة الشعر، فكنت ادخر من( مصروفي)
وأشتري بعض الكتب والدواوين ومن هنا نشأت ملكه الشعر وربما بسبب حفظي للشعر فكنت احفظ ما يعجبني، وكان لعمي عليه رحمة الله كما قلت سابقا في حوار سابق كان شاعرا واهداني بعض دواوين نزار
اما عالم الكتابة والإبداع فنشاءت بعد عام ٢٠٠٠م وحضوري لمنتديات الأدب والندوات الثقافية بالقاهرة وكنت أشارك بقصيدة في ديوان مشترك أو بموضوع في كتاب مجمع ثقافيا كان أو سياسيا، ثم مع الإحتكاك والخبرة جاءت فكرة التأليف الخاص بي واخرجت للنور أول ديوان عام 2009 بعنوان( ترانيم روح) وقدم له د. عبد العزيز نبوي أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس وأشاد بالتجربة، وتقدمت بالديوان للحصول على عضوية اتحاد كتاب مصر، فكانت الموافقة وكان الديوان فاتحة خير
س٣ من كان الراعي والداعم لك في تنمية موهبتك ؟
في الصغر كما قلت عمي الشاعر محمد أحمد عطية حجازي هو عم غير شقيق، فكان ياخذني معه إلى الندوات التي كانت تقام بالقرية ولا علم لي بها أو بالمحافظة ( محافظة الفيوم)
لكن الداعم الحقيقي حينما بدأت حضور الندوات بالقاهرة مجموعة من الشعراء والشاعرات.
منهم على سبيل المثال لا الحصر :
الشاعر الراحل أحمد عبد الهادي صاحب ديوان( احاسيسي)
ورائد ندوة هيئة خريجي الجامعات بشارع الألفى بوسط البلد
فقد فتح لي بيته ومكتبته واهداني الكثير
والشاعر محمد علي عبد العال رئيس رابطة الأدب الحديث
وصاحب ديوان (في هواها كان عمري)
وفتح لي أيضا مكتبه بشارع شبرا وفيه مكتبة ضخمة وأهداني منها الكثير
وجعلني سكرتيرا لرابطة الأدب الحديث وسكرتيرا للجمعية المصرية لرعاية المواهب وسكرتيرا لندوة شعراء العروبة
والشاعر الليبي محمد حامد الحضيري وكان يسكن بالمعادي فتح لي بيته واهداني كتبا كثيرة وكان يقيم صالونا ادبيا شهريا فقدمني ونشر لي
والشاعر الكبير محمد التهامي قدمني بندوة نادي الصيد الذي كان يديرها الشاعر محمد محرم وكان يشجعني، والشاعر الصحفي الورداني ناصف رائد ندوة الأربعاء بنقابة الصحفيين قدمني وشجعني ونشر لي بجريدته التي تحولت الآن الى الأخبار المسائي، وما زال يعمل بها صديقنا صفوت ناصف فهو خير خلف.
وكذلك الشاعرة نوال مهني والشاعرة نور نافع والشاعرة سامية عبد السلام. ونجاة شاور ربيع، وكذلك الشاعر الصحفي حزين عمر ابن الفيوم البار فتح لي ندوته بنقابة الصحفيين ونشر لي بجريدة المساء، والكثير ممن لهم كل الفضل والشكر، ولا تنسي اني كنت غريبا على القاهرة، لكن بوجودهم أكملت الطريق واحسست بالأمان، مع كل هؤلاء أبدعت ونمت موهبتي فلهم مني كل الحب
س٤ بمن تأثر الشاعر ناصر رمضان من الشعراء والكتاب؟
تأثرت بشعراء لا حصر لهم، في البداية تأثرت بنزار، ومع النضج تأثرت بالبارودي وشوقي وحافظ وخليل مطران، وقبلهم المتنبي، وتأثرت بشعراء مدرسة ابولو وخاصة محمود حسن إسماعيل صاحب ديوان (اغاني الكوخ)
وكذلك بالشاعر محمد عبد الرحمن صان الدين صاحب ديوان (اعاصير وأنسام) و(الإنسان في الميزان) ولأن ميولي صوفية تأثرت بابن الفارض وابن عربي وبالبرعي اليمني وهو شاعر لم يأخذ حظه من النقد.
وما زلت أتاثر بالكلمة الناعمة والشعر الذي يحمل قضية ويعانق الخيال ويترك لدي طيفا.
اما الكتاب فتاثرت بعبد الرحمن بدوي فيلسوف الوجودية، وزكي مبارك، ورمضان عبد التواب والحوفي، وابن خلدون، وأميل إلى المدرسة العقلية والفلسفة والتصوف والتاريخ كما تأثرت برؤوف عباس الدكتور ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وعبد الوهاب المسيري والدكتور السفير رضا شحاته والقائمة تطول
س٥ برأيك بماذا يعاني الوسط والأدبي في مصر ؟
قلت سابقا أن الثقافة في مصر بخير لكن السياسية لها أولويات، والثقافة تدور مع السياسة حيث درات.
والمشهد الثقافي والأ دبي بمصر به زخم كبير وحضوره قوي رغم بعض المشاكل، أو كما نسميه يعاني من بعض الآفات.
من هذه الآفات_ان الكل أصبح شاعرا وكاتبا فمصر صارت بلد الألف شاعر والحقيقة أن معظمهم دخيل على الشعر ويدعي وصلا لليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
_كثرة الندوات فأضحي كل شاعر له ندوة خاصة به، فصارت الندوات ومن يجلس على المنصة لكثرتهم أكثر من الشعراء
ودخل على الخط سيدات أعمال من باب (الشو) فأصبح لهن صالونات أدبية وثقافية وجل ما فيها طعام وشراب وعلاقات بعيدة كل البعد عن الشعر والثقافة
_الشللية وسيطرة مجموعة من الشعراء على النشر، وقديما كان اتحاد الكتاب بمصر يسيطر عليه مجموعة من الصحفيين ويقومون بالتوافق المستبطن مع رؤساء النشر سواء بالحكومة أو الخاصة
من باب (شيلني وشيلك) تنشر لي كتابا وافتح لك جريدتي ولم يتركوا فرصة للجيل الجديد بل إن معظمهم كان عضوا في أكثر من 100 مكان ثقافي . وظهر ذلك جليا في انتخابات اتحاد الكتاب من أعوام وانتخابات اتيليه القاهرة حتي وصل الأمر للمحاكم وما زال
_أن هناك مجموعة تصدت للإبداع من باب الوظيفة دون موهبة، والسبب انها وجدت نفسها في وزراة الثقافة، وفروعها للنشر، فكان لابد من الاقتحام من أجل الرزق، ومن باب (جحا أولى بلحلم ثورة)
وكان الأولى بالدولة ووزارة الثقافة أن تختبر هؤلاء قبل أن تلحقهم بالعمل الإبداعي، والأمر أيضا ينطبق على المؤسسات الصحفية التي انتهت، لكن هذا لا يمنع وجود أدباء بالوزارة على درجة عالية من الموهبة والإبداع
_سيطرة رأس المال الخليجي واستقطاب مجموعة من الشعراء الموالين لهم وفتح المجلات لهم ونشر أعمالهم والطباعة وهكذا،حتي صار لهم فرعا في محافظات الصعيد والانتقاء لمن يهلل لهم ويعلي قدر الخيمة.
وهذه المجموعة أغلقت على نفسها من باب (السبوبة) ومنع الآخرين من الوصول( لطال عمره) حيث تقام الندوات على شرفه ودولارته، واصبح الآن لهم مؤسسات بالقاهرة، تدار من الوكيل، ويرعاها الكفيل، ولست ضد ذلك إذا ما قدمت ثقافة وادبا حقيقا وساوت بين الجميع، ولم تقدم لونا أدبيا على حساب لون آخر، لكنها للأسف دمرت الثقافة والأدب والفن وكل شي
_المجاملات في الشعر والنقد وهو أمر منتشر على مواقع التواصل وفي الواقع
_انتشار دكاكين النشر التي تطبع لكل من هب ودب دون مراجعة ولا اعتبار للفن لأن معظمهم تجار ويبحثون عن الدولار، واعرف ان بالأردن وبعض الدول العربية، تقوم دور النشر بالتعاقد مع شعراء وتصحح الشعر قبل نشره مقابل مبلغ، لكن هنا النشر (سداح مداح) وما أن يطبع الديوان حتى صار شاعرا وأصبحت شاعرة ولا أحد يجرؤ على النقد
س٦ إلى أي لون يميل الشاعر ناصر رمضان ولماذا؟
اميل إلى شعر التفعيلة واحب الشعر المحكي ونطلق عليه شعر العامية وهو أقرب إلى الفصحى فالعامية بنت الفصحى الا أنها تقوم على الاختصار مثل نصف تنطق نص وتهرب العامية من الإعراب وهو الوقوف على آخر الكلمات رفعا ونصبا وجرا، لكن لم احاول الكتابة بها
اما لماذا فربما تأثرا بشعراء التفعيلة بداية من نزار ونازك والسياب ودرويش وسميح القاسم و َحجازي وأمل دنقل وشعر التفعيلة معناه ببساطة ويسر
أن تكون وحدة القصيدة هي الأساس بدلا من وحدة البيت
بالإضافة إلى إمكانية تنوع القافية وإمكانية تعدد التفعيلات في القصيدة الواحدة
س٧ ما هي القصيدة التي كتبتها وتشعر انها الأقرب إلى قلبك ؟
قصيدة (نون)
وهي منشورة بديواني
(مرايا الرحيل)
وهي مهداة إلى رجل الأعمال محمود سالم
ولها مناسبة وفيها استدعاء للأب الذي حرمت منه صغيرا وكبيرا، فقد وقعت في أزمة ولم أجد بجواري غير محمود بيه سالم – أطال الله في عمره_
(وهي أزمة غير مادية) فجاءت القصيدة تخليدا لرجل وقف بجانبي ومزجت فيها بينه وبين الوالد المتخلي والمتحلي باللامبالاه
نون وسأكتب احزاني والشعر قرين الأحزان
عانقت البؤس وعانقني في كل زمان ومكان
لا البؤس تراجع في صبح أو فكر يوما ينساني
يا أبتي وحنانك صعب
يكسرني ويهز كياني
نون وسأكتب احساسي
والشعر بنات الاحساسي
لا أزعم اني قديس
يطربه صوت الأجراس
بل اعرف اني درويش
بالحب يعيش مع الناس
في الكون ادور بلا فلك
اتمايل وسط الأعراس
صوفي في ثوب عصري والعصر عديم الاحساس
س٨ ما هي دوافع الشاعر ناصر رمضان للكتابة، هل هي المعاناة ام التأثر بحياة الآخرين أم الحب؟
الشعر حاله تفرض نفسها وتجد استعدادا لدى الشاعر يستدعي لها اللغة والصورة والاحساس شعاعها الداخلي والتجربة تثقلها، ولا يستطيع شاعر حقيقي أن يخالف ذلك مع اختلاف كل شاعر حسب لغته وثقافته وموهبته.
وكل ما سبق يدفعني للكتابة فحين اعاني من أمر افزع للشعر وأحيانا التأثر بحياة الآخرين وهو أمر قليل في شعري، اما الحب فهو شعلتي الموقدة ولن تطفأ الأ إذا خبا سراج زيتي بالموت والشعراء لا يموتون
فالحب هو المحرك الفعلي لكل ما اكتب حب الحياة والجمال والزوجة والأم التي لم يفارقني طيفها ووجها منذ رحيلها.
والحب ارتقاء كالشعر وسمو وسلوك وهو ثقافة غابت عن الجيل الحاضر بسبب الاقتصاد.
لكن يبقى الحب هو طوق النجاة للشاعر
انا من يرتقي بالحب فوق
مدارج النجوى
واصعد دونما خوف
وابحر مرفأي سلوى
فلا أمسي يؤرقني
ولا يحوي غدي قهرا
عرفت طريق أغنيتي
وفسرت الهوى شعرا
س٩ أين الحب في حياة ناصر وكيف جسدته في كتاباتك ؟
الحب الحقيقي في حياتي أمي عليها رحمة الله فهي اول حب، لأنها تركت كل شي من أجلي، فالحب عندي عطاء وتبادل تضحية وليس كلاما
فوالدي كان يقول لي أمام الجميع انت حبيبي، لكنه كان يتهرب من النفقة رغم أنه ثري، واضطرني للوقوف أمامة بالمحكمة في مرحلة الجامعة رغم أننا كنا في غنى عن ذلك فأين الحب؟
أحببت امي لأنها تستحق الحب، آمنت بي، وآمنت بالعلم، وآمنت بالحرية رغم أنها غير متعلمة لكنها تستبطن الثقافة.
فلها ومعها عشت الحب وما زال كيلها الذي ملء حياتي بالحب عونا لي إلى الآن، فلها كتبت وسأظل اكتب، ثم يأ تي حب الزوجة التي فتحت لي قلبها وعقلها واستوعبت عصبيتي وطول جلوسي مع الكتب والقراءة، فلولا انها تحبني ومثقفة ما تحملت ناصر ولا صبرت فلها كل الحب والشكر والاحترام
١٠أين القضية العربية وما يجري في بلداننا من كتابتك؟
الذي يطالع أعمالي الأدبية أو الفكرية سيجد أنني عروبي بامتياز ولأن ميولي ناصرية فالعرب والعروبة لحمي ودمي
ففي دواوين تحدثت عن فلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن
وقصيدة (انحدار)
خير دليل على ما أقول.
انحدار
من أين أبدأ والصعود إلى انحدار
واذا بحثت عن الضيا
يسود في وجهي المدار
لا بالعراق منحت حل قضيتي
ابدا ولا عرض البحار
وهناك حيث الهدهد الرحال يبحث عن قرار
ويعود بالخبر اليقين يزفه سمع الكبار
يا انت يا صنعاء مجدك غابر والصبح في عيني نار
كم اورثوك الحزن في دمع العجائز والتوائم والصغار
هل كان ذنبك أن حلمك بات في لحن الهزار
من أين أبدا يا بلاد العرب والشعر اختصار
من أين ابدا والنهار يخاف من ضوء النهار
ماذا يفيد الشعر
في زمن القنابل والخرائب والدمار
والحرب قائمة على ساق تدار ولا تدار
من اين ابدا والحصار يخاف من هول الحصار
ورحى الوقود شعوبها من أجل أن يبقى الحمار
يتنازعون الملك في زمن التخلي والتبجح والشنار
لبنان دمر مجدها
نهبوا المصارف والمحاجر والفنار
فيروز بح نشيدها
والصوت في الأحشاء ثار
والشام غاب ربيعها
والجار في الأزمات جار
حلب تئن ودمعها
يسبي القلوب ويفضح السرار
وطرابلس الشماء صارت مرتعا للحرب والأرض البوار
أحفاد من ركبوا الصعاب وروضوا الأهوال في وضح النهار
من أين أبدأ والدولار
يقودنا نحو الدمار
يسبي النفوس ويعتلي عرش القرار
يارب حكمك نافذ والحلم في عيناي عار
الهم فؤادي راحة تنجيه من هول السعار
11-هل ترى بأن انتشار الشبكة الإلكترونية سحب البساط من تحت أقدام الكتب والمطبوعات ام سيظل الكتاب الورقي هو سيد الموقف؟
للأسف قلل وأبعد الشباب عن القراءة لأن وجود المتاح يورث الكسل فقديما كنت أمضى ساعات وأيام بين مكتبات القاهرة لأحصل على كتاب لعبد الرحمن بدوي قبل ان يقوم المهندس محسن ابن أخيه بعمل مؤسسة باسمه وتهدي كتبه مجانا
اما الآن الكتب متوفرة على الإنترنت ولا أحد يقرأ ومن حيث الضعف فهو أمر واضح فلكل عصر مفرداته وأدواته وللعلم هذا أمر خسر الناشرين المليارات
لان النشر الإلكتروني مجانا واصبح لكل شخص صفحات من التواصل ينشر ما يحب،. وأظن انه مع مرور الوقت سيختفي الكتاب الورقي، الا لمن يطلبه، بمعنى يطبع حسب الطلب نسخة وهكذا، والآن صارت دار الكتب تأخذ ٥ نسخ من الكتاب المطبوع بعدما كان تأخذ ١٠ ومع ال٥ نسخ أسطوانة
وأظن انها مع الوقت ستكتفي بالاسطوانه شريطة وجود رقم الإيداع
١٢ –برأيك هل ما يقدم على الساحة الثقافية من شعر وشعراء يرتقي إلى مستوى الطموح وخصوصا الآن الكل أصبح شاعرا؟
ما يقدم الآن شأنه شأن حياتنا فينا المتعلم والجاهل وكذلك الحياة الثقافية فيها الغث والسمين، فيها القبح والجمال، والانتقاء هو الأساس، ولا يبقى الا الجيد، وعملية الإبداع تحتاج ممارسة واشتغال على الموهبة إذا كانت موجودة، وليس شرطا ان يولد الشاعر كشوقي وإنما يطور ويقرأ ويسمع
لكن هناك من يقف ويتوقف ولا يسعى إلى التطوير لكن للأمانة جل ما يعرض وخاصة بمواقع التواصل
(سمك لبن تمر هندي) بمعنى لا علاقة له بالأدب ولا حتى بالثقافة
13-برأيك بماذا يختلف الشعر القديم عن الشعر الحديث؟
الاختلاف ثقافي
اما من ناحية الشاعر أو المتلقي فالشاعر قديما كان بحرا من اللغة والبلاغة والنحو والصرف، ولا يكتب إلا إذا كان لديه استعدادا وموهبة حقيقة، وطفحت التجربة واستوت على عودها.
ناهيك عن البيئة العربية التي كانت حاضنة للغة وغضة ومحفزة وناشطة بالجمال اللغوي.
اما الآن فالإلمام باللغة قليل بحكم الجو العام وطريقة التعليم والارتماء في أحضان اللغات الأجنبية بدافع الاقتصاد.
كل ذلك خلف شعراء مختلفين وهذا هو الفارف وكذلك المتلقي له نصيب من ضعف اللغة لأنها معادلة منتج ومستهلك أو مستمتع
ولذلك احيانا وأنا أقرأ شعري مع كثير من الشعراء في مصر والوطن العربي أحدهم يسأل عن بعض معاني الكلمات، رغم سهولتها والفهم من سياقها واضح
وهناك فرق آخر تطور الشعر الحديث وخروجه من عباءة الأغراض القديمة كالمدح والهجاء والرثاء
وكذلك نشأة الشعر الحر أو شعر التفعيلة بالعصر الحديث ساهم في تطور الشعر ووصوله إلى شريحه كبيرة من الجمهور
١٤-ما هي إصدارات ناصر رمضان وهل من جديد؟
اصدراتي بلغت أربعة عشر كتابا ما بين الشعر والنقد
منها: ترانيم روح شعر، ومرايا الرحيل شعر، وأوراق الخريف نقد، وفقه الحياة تنمية بشرية.
وجديدي ديوان
منافي القلق
وكتاب فقه الشعر
وكلاهما قيد الطبع
واحاول إعادة طبع دواويني الأولى في مجلد تحت اسم الأعمال الكاملة 1
بعد ضبطها وإعادة صياغتها وما صاحبت من أخطاء بسبب الطباعة وعدم خبرتي بالنشر وقتها. وفرحتي أن يكون لي ديوان أو أكثر، لكن الآن هذا الزهو والفرح قل وصرت لا اخرج من جعبتي إلا ما يصلح للنشر.
١٥-هل يضايقك النقد؟وما رأيك بنقاد اليوم؟
على العكس تماما افرح بالنقد البناء ودائما استشير النقاد وأصدقاء الشعر
والمرء حتى موته يتعلم المهم التطور والأصلح
بل احيانا استمع إلى صديقي الناقد بسيم عبد العظيم وصديقي دكتور صابر عبد الدايم واغير أو احذف كلمة ولا ضير في ذلك
وكذلك صديقي حزين عمر حين ينتقد استمع له وكذلك صديقتي قمر صبري جاسم الشاعرة السورية احترم نقدها وملاحظاتها على ما اكتب.
اما النقد فهو موجود وأن كان وجوده بقوة في المغرب العربي نظرا للاحتكاك بالغرب ودقة لغتهم واطلاعهم على المدارس النقدية الحديثة، أما في مصر والعراق وسوريا ولبنان فالنقد من باب جبر الخواطر، وفي الخليج لمن يدفع.
ولذلك لن تجدي ناقدا يكتب عن جيل الشباب المبدع وإنما سيكتب عن شاعر خليجي لأنه يجزل له العطاء، لكن هذا لا يمنع أن من الخليج شعراء وشاعرات بمعنى الكلمة وساهمت بعض مؤسساتهم في تقدم الشعر وخير دليل مؤسسة البابطين
١٦-ما هي الأشياء التي تسعد ناصر أو وتضايقه؟
استطيع ان اخبرك أنني وصلت لمرحلة لا أغضب فيها ولا يملكني الضيق
اما ما يفرحني فكثير منها: شراء الكتب، الانتهاء من قراءة كتاب، أو تأليف كتاب، أو ممارسة الرياضة، أو الجلوس مع زوجتي الجميلة أزهار
( زوزو) نحتسي قهوة الصباح ونقرأ الجرائد أو بالمساء نشاهد معا نشرة الأخبار أو نستمتع بمشاهدة مسرحية أو فيلم
ويسعدني أيضا اتصال من قارئ لا أعرفه يتصل بي ويخبرني انه اقتني كتابا لي أو ديوانا وأنه اعجبه.
١٧-هل من أحلام مؤجلة تسعى أن تحققها؟
ليس لدي من حلم ولا طموح سوى الستر حتى في وظيفتي رفضت الترقية ورضيت بالدرجة الوظيفية لانني ملول ومزاجي ولا احب التقييد والإدارة تقتلني،
جل أحلامي أن أحيا بالصحة والستر أو كما يقول الجبرتي القى الله وانا من مساتير الناس
وان اموت واقفا لا احتاج لأحد ليأخذ بيدي.
واتمنى للوطن العربي أن يتوحد هذا حلمي الكبير وان يرفع البلاء وينتصر العلم على كورونا وما يجد من وباء
اما من ناحية الأدب اتمنى ان اترك أثرا وبصمة تذكر وأسعد الناس من يحيا بلا طمع ولا تغيب عن الأحباب ذكراه
١٨-برأيك هل تقدم الدول عبر وزارة الثقافة ما يحتاجة الشعراء، وهل هناك معاناة بالنشر؟
حين أنشأ عبد الناصر وزارة الثقافة التي كان اسمها الإرشاد القومي كان الغرض منها نشر الثقافة في القرى والنجوع عبر قصور الثقافة، كما تم طبع سلاسل لا حصر لها وموسوعات لم تكن متاحة لدى الناس الا بشق الأنفس، والذي يطالع مذكرات ثروت عكاشة وزير الثقافة بعهد ناصر يعرف قيمة وزارة الثقافة وقتها وما قدمت لمصر والوطن العربي، لأن عهد فاروق عهد اقطاعي والاهتمام بالزراعة لتوريد وتوفير القطن لبريطانيا كان هو الأساس، ومعظم الناس حفاة، والقرى بلا كهرباء، ولا قصور ثقافة، ولا مراكز شباب الخ
اما الآن فالدنيا تغيرت وصار الكتاب متاحا والثقافة بالطرقات مطروحة كما يقول الجاحظ المعاني مطروحة ، يبقى فقط من يريد ان يقرأ ولا علة لأحد.
اما النشر فصار ميسرا ورقيا كان أو رقميا
وكل موقع تواصل هو جريدة وكتاب وقناة إعلامية، شريطة أن نحسن استخدامه ونجود المنتج.
فجيل العصر لا يعجزه شيئا
وحتى الطبع الورقي متاح طبع 100نسخة
بمبلغ زهيد
١٩-من خلال حواراتك السابقة التي اطلعت عليها قبل إجراء حواري معك اكتشفت ولعك بالكتاب وأن لديك مكتبة ضخمة هل من الإمكان أن نعرج عليها ونلقي الضوء على بعض ما فيها من كنوز وكيف بدأت فكرة تأسيس مكتبة؟،
بدأت فكرة تأسيس مكتبة منذ الصغر فكنت أضع كتبي القليلة في صندوق خشبي، من صناديق والداتي رحمها الله، فلم يكن ثمة مكتبة بالمعنى الحقيقي، وفي المرحلة الثانوية اشتريت مكتبة خشبية متوسطة من بائع الروبابكيا القديمة، ثم اشتريت بالجامعة ثانية وثالثة، وبعد التخرج قمت بعمل غرفة بمنزل والدتي وجعلتها مكتبة، والآن اصبح لدى الكتب شقة خاصة بها.
وكنت أكثر من شراء الدواوين الشعرية، وفي البداية كنت اجمع دون دراية ومع الوقت والخبرة صرت اشتري ما يستحق أن يقرأ، وساعد على شراء الكتب بكثرة
مكتبة الأسرة التي أنشأتها سوزان مبارك في عهد سمير سرحان
لأنها كانت تبيع الكتب بسعر زهيد ناهيك عن موسوعات لا حصر لها لولا مكتبة الأسرة ما حصلت عليها.
اما أصعب ما في السؤال أن أذكر أسماء ما بها من مؤلفات لأن هذا أمر يحتاج لمجلدات
لكن على سبيل المثال في مكتبتي معظم مؤلفات : العقاد، طه حسين، المازني، زكي مبارك، عبد الرحمن بدوي، زكي نجيب محمود، حسن حنفى، جمال حمدان، رؤوف عباس، محمد حسنين هيكل، أنيس منصور، الجاحظ، ابن القيم، ابن الجوزي، شوقي ضيف، الحوفي، رمضان عبد التواب، تمام حسان، وموسوعات لا تعد منها : في اللغة والحديث والتفسير وعلوم القراءان والفقه والفلسفة ومصر القديمة والتاريخ والسياسية
مثل موسوعة قصة الحضارة 30 مجلدا
موسوعة وصف مصر 36 مجلدا
موسوعة مصر القديمة 18 مجلدا
والأعمال الكاملة الكواكبي ومحمد عبدة ورفاعة الطهطاوي والنورسي وقاسم أمين والأفغاني، على عبد الرازق، وابن تيمية
اما الشعر فالأعمال الكاملة كثيرة والدواين لا تعد
بداية من المتبني حتى جميل عبد الرحمن، ومحمد عفيفي مطر وبينهما آلاف الدواوين
لشعراء من سوريا واليمن ولبنان وفلسطين ناهيك عن إهداء مئات الدواوين من أصدقاء شعراء احتفظ بتوقيعاتهم
اما المجلات فعندي آلاف الأعداد من المجلات الثقافية والأدبية
وسلسلة عالم المعرفة صارت بالمئات
وعالم الفكر وما زلت احتفظ بها. أما الجرائد فكانت غرفة كاملة لها لكنني تخلصت منهاوالفضل في ذلك يرجع لشعراء العراق
زر الذهاب إلى الأعلى