مقالات
تأملات في قطار الحياة” “التعايش مع كورونا”
المتأمل لما يحدث في حياتنا مع كورونا يلح عليه سؤالا ربما تكون إجابته محيرة وهو “هل تعايشنا مع كورونا سيخلق أنماطا جديدة في حياتنا وفي علاقتنا الاجتماعية خاصة بعد أن فتحت أماكن الترفيه والحدائق والمتنزهات والمطاعم وأماكن عرض الأفلام وإقامة الحفلات والأفراح وهل تستطيع هذه الأماكن استقطاب المحبين لارتيادها قبل كورونا !!!!
واعتقد أن الإجابة ستكون صعبة جدا لأنه لا يمكن التكهن بفعل الناس فالإنسان كائن محير أحيانا ولكن من المؤكد أن الناس سيكونون أكثر ترقبا وحذرا في علاقاتهم الاجتماعية نتيجة مانعيشه من تباعد اجتماعي قد يؤدي إلى تراجع بعض العادات ومنها السلام بالأيدي والأحضان وحضور المناسبات وسوف تقل اللقاءات المهنية والعائلية وتقتصر على المقربين وعلى الأهل وتنكمش دائرة العلاقات الاجتماعية فتقتصرعلى عدد محدود من الأشخاص
وفي قطار حياتنا مع كورونا سنجد ربما الشباب يهتمون بأهلهم وذويهم خاصة من كبار السن وسوف تتغير النظرة لهم فهم يستحقون كل الاحترام والتقدير من الآخرين على ما قدموه من عمل شاق لتوفير حياة كريمة لهم ولأبنائهم و يستحقون أيضا الحرص على سلامتهم بعدم الاختلاط بالآخرين من منطلق أن نتحمل جميعا مسئوولية أنفسنا ومن نحبهم للحفاظ على حياتنا
وهذا الشعور بالمسئوولية سيعزز صفة الإيثار عند الناس ويوثق العلاقات بينهم بصورة افضل مما كانت عليه حياتهم قبل كورونا .
وفي قطارنا أيضا ما أظهرته جائحة كورونا من أهمية القطاع الصحي والعاملين فيه والذي تجاهلته معظم الدول التي كانت ترصد المليارات من أجل التسليح والحروب وتجاهلت أن الإنسان يحتاج إلى الهواء والماء والغذاء وإنه قد يموت نتيجة فيروس صغير لا تراه العين المجردة،’
فربما تكون الميزانيات الطبية والصحية على رأس الأولويات مستقبلا ويمنح العاملون في هذا المجال تقديرا ماديا ومعنويا واجتماعيا .
وفي كل الأحوال ستعود الدول إلى جذورها فالدول سوف تنتج ماتلبس وسوف تأكل ماتزرع وسيشهد العالم تبدلا في الاقتصاد الدولي بعدما أحدثته كورونا في اقتصاد دول كبرى ربما تسقط سطوتها بعد كورونا.
وفي قطار حياتنا مع كورونا ربما تتغير لغة الخطاب الديني بعدما اغلقت دور العبادة وعجزت أمام كورونا فهي ربما بعد العودة إليها تستطيع القيام بدور مؤثر في حياة الناس لا يقوم أساسا على الدعاء دون عمل أو التبرك بالأولياء والقديسين وإنما بالتأكيد على الالتزام الديني وأهمية العمل والأخذ بالأسباب واللجوء إلى الله وطلب النجاة والالتزام بالوسائل الاحترازية حفاظا على حياة الناس جميعا وأن يكون سلوك الإنسان مرآة تعكس دينه فالدين المعاملة ويكون اليقين قوله تعالى:”قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”
دمتم جميعا بخير
بقلم/ميرفت مهران
٣/٧/٢٠٢٠
إقرأ أيضا تأملات في قطار الحياة ” الجدل وليس الحوار”