في مؤتمرات صحفية متعددة وبقاع عالمية مختلفة لطالما صرح ماردونا بانه يحب الفقراء فقد سؤل مرة عن طفولته فقال : ( كانت ظروف قاسية .. كنا ثمانية أفراد وأبي معيل واحد عليه أن يطعمنا جميعا ) .. في مؤتمر اخر سؤل عن الضغوط التي تعرض لها فقال : ( أنا بخير وجيبي ممتليء والحمد لله .. من يتعرض للضغط هو ذلك الأب الذي يخرج فجرا ولا يستطيع جلب ما يغذي فيه أطفاله).
لم يكن ماردونا حدثا عابرا مر بكوكب الأرض على حين غرة .. فقد كان معجزة كروية وظاهرة اجتماعية صنعت الكثير وعبرت عن الجانب المضيء في حياة الفقراء .. أضحك وأسعد ملايين الملايين حول العالم .. حينما عاد من مشفاه في كوبا وهو بصحة سيئة .. استقبلته مجموعة من الشباب الأرجنتيني وأخذوا يغنون له : – ( أحب أن أرى ماردونا يلعب الى الأبد .. أحب أراه يسجل من أجل الشعب .. أحب إن يلعب كرة قدم دون أن يخشى شيئا .. إنه يلعب من أجل سعادة الأرجنتين … ماردو .. ماردو .. ماردونا ..) . لم يتمالك نفسه حينما سمع هذه الأغنية .. بكى دييغوا حتى سالت دموعه وانتشى حتى شعر بانبعاث الحياة مرة أخرى .. فقال لهم منحينا بطريقة غير مالوفة .. ( أنتم من تلعبون كرة القدم بكم يحيا ماردونا ويبقى إلى الأبد ) .
من بين أشعر ما قاله ماردونا : ( أمي تعتقد أنني الأفضل، وقد نشأت على تصديق ما تقوله لي أمي دائمًا) . . ( أنا أبيض أو أسود، ولن أكون رماديًا أبدًا طيلة حياتي ) . في مدينة نابولي الإيطالية التي صنع ماردونا تاريخا عصي الإعادة هناك .. خرجت الجماهير معلنة الحزن والحداد على رحيل أيقوناتها الأشهر .. اختارت صحيفة ( ال ماتينو ) الأشهر في نابولي كلمة “شكرا”، لنعي مارادونا، فيما أكدت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن “كرة القدم صعدت إلى السماء . من جانبه قرر عمدة نابولي إطلاق اسم دييجو أرماندو مارادونا على ستاد سان باولو الخاص بنابولي.
من غرائب التواريخ أن يرحل دييغو بنفس التاريخ الذي غادر فيه الزعيم الكوبي كاسترو، وهو 25 من نوفمبر/ تشرين الثاني، إذ توفي الأخير عام 2016، لتتجسد العلاقة الوثيقة التي ربطت الاثنين لسنوات عديدة، فقد وصف مارادونا الزعيم الكوبي أنه “أكثر من صديق وأسطورة من أميركا اللاتينية، وكان بالنسبة لي أباً ثانياً”. كما وشم دييغوا صورة كاستروا على إحدى ذراعيه فيما وشم بالأخرى صورة الثائر الأرجنتين العالمي الزعيم جيفارا في دلالة واضحة على ما يحمله دييغوا ماردونا لطبقة الفقراء والاحساس بالمظلومين والمعوزين..
أطرف ما قيل فيه .. كتب بيليه ( خسرت صديقا عزيزا وأتمنى ان ألعب معه مرة أخرى في السماء ) .. فيما قال مشجع ارجنتيني اسمه ماورو، ” أعتقد أن الجميع اليوم شعر وكأنه فقد عزيزا، كأن طفولته ماتت أو أمه أو أبوه، هذا هو شعورنا اليوم”.