لا أعرف ماذا أضحكني حد البكاء ، حينما سمعت خطيبا يتحدث بصوت عالٍ جداً ، يرتفع ويخفت بلا سبب ، بلهجة ثورية الصوت والأداء فارغة المحتوى ، يدور ويكرر بمحورية حد الملل وبمسائل تعد من بسائط الأمور المجتمعية ، شبيه بتوصيات الأطفال بأهمية احترام الاكبر منا .. ، فيما ترك قضايا اجتماعية وسياسية خطيرة جدا ، تعد من المسائل الحياتية اليومية التي تهم المواطن وتمس مصالحه وأمنه ومستقبله وسلامته بشكل يومي مباشر ، في وقت كانت وما زالت تعد المنابر الإسلامية من اهم الوسائل الإعلامية في تاريخ الأمة ، المعول عليها بالتنبيه وتذكير المسلم بدوره وواجباته إزاء المجتمع والدولة والأمة ..
في السنوات الأخيرة طغى على وسائل التواصل كم هائل من الرسائل التافهة والشاذة والتقليدية المملة ، مما يكتبه الملايين بغير علم ، بلا هدفية معينة كأن الفيس دكانة للارتزاق الشخصي الابتزازي او لإضاعة الوقت وقتل الروتين .. في وقت اصبح الإعلام الشخصي متاحاً للجميع بامكان أي مواطن ان يترقى حد الملائكية ، او يتردى حد التشيطن ..
قرات لأحدهم بوست اعجبني جدا عما يجب أن يشاع في ثقافة السلم الأهلي والتعايش الإيجابي فقد كتب : ( انا لست انت ، ليس شرطا ان تقتنع بما اقتنع به ، ليس من الضروري ان ترى ما أرى ، اختلاف أنماط الناس إيجابي وتكاملي ، فهمي لك لا يعني القناعة بما تقول ، الحوار الإقناع وليس للإلزام ، لا تقف عند الفاظي وآفهم مقاصدي .. ).