إعداد وحوار /ريمان قصص
إخراج صحفي/ ريمه السعد
تدقيق لغوي/ ميرفت مهران
الشاعرة السورية فاتنة داود تولد مدينة الياسمين مدينة دمشق ومن عبق ياسمينها وشذاها أخذت عبق قصائدها المفعمة بالحب والحياة والمشاعر العاطفية الواضحة والمعبرة عن احساسها الراقي المتسم بالشفافية المطلقة.
شاعرتنا الجميلة أهلآ ومرحبآ بك معنا في سحر الحياة في هذا اللقاء الرائع.
رغم أن بيئتي الاجتماعية محافظة إلا أنها لم تقف
في وجه طموحي بل كانت الداعم الأول لتحفيزي
على الكتابة.
أنا انتمي إلى بيئة اجتماعية محافظة وفيها من الثقافة الكثير لذلك وجدت نفسي وأنا تلميذة صغيرة أكتب بعض الخواطر والأشعار البسيطة وكان أساتذتي يتابعون ذلك ويشجعونني كثيراً ويقولون لي ، إن لغتك سليمة ولديك التقاطات جميلة وتوظيف للمعاني بشكل صحيح وكل ذلك شجعني على المتابعة والقراءة ومواصلة كتابة القصائد الوجدانية ، وقبل كل شيء كان للأهل دور في التشجيع لن أنساه أبداً.
أول قصيدة كانت لي منذ خمسة عشر عاما
ــ كتبت أول قصيدة منذ خمسة عشر عاماً ونشرتها حينها في صحيفة تشرين وأعطتني دافعا قويا للكتابة والتواصل وربما الإبداع .
الطابع الوجداني هو الطابع الغالب على أشعارك
أعاشقة أنت؟؟
نعم عاشقة للحياة ولكل شيء بالكون والحب طابعي ، انا امرأة اعشق بجنون وأحب بجنون ، أعشق الناس والحياة والمجتمع ، وأحب الإنسانية لذلك تجد أغلب قصائدي وجدانية ، عاطفية ذات بعد اجتماعي وإنساني والقليل منها ينحو في اتجاهات أخرى تبعد عن هذه المديات التي وجدت فيها فسحة جميلة للكتابة .
كتاباتي متعلقة بإحساسي فهي وليدة اللحظة والموقف
كتاباتي متعلقة بإحساسي بتلك اللحظة فورا، ربما في بعض الأحيان تكون حالة عسر خاصة إذا ما ارتبطت بظرف معين ، فكلنا بشر قد نتأثر أحياناً ببعض المواقف لكن في المحصلة النهائية عندي قدرة على تجاوز المواقف والظروف أياً كانت ،وفخورة بتجاوزي عدة مواقف مررت بها ، منها اجتماعية تفوقت عليها والفضل أولاً وأخيراً إلى رب العباد ، فله الحمد والشكر والثناء دائماً وأبداً.
فخورة بنساء بلدي فهن رمز العطاء والإبداع
لقد أثبتت المرأة السورية حضورها في كل المجالات وأنا فخورة بنساء بلدي المبدعات المثابرات صاحبات العطاء في كل مناحي الحياة بعد أن تخطين كل الظروف والأفكار البالية والعادات والتقاليد الهرمة التي أكل وشرب الدهر عليها.
نعم أقولها بكل ثقة ، المرأة في سوريا لها حضور متميز في مجال الثقافة عموما وفي الشعر على وجه الخصوص والساحة الدمشقية الثقافية مليئة بالمثقفات والشاعرات وأنا فخورة أن أكون من بين تلك الأسماء وواحدة منهن .
بعد ديوان حنين الروح للجسد وديوان انعكاس المرايا
ما هو القادم؟
بعد أن أصدرت ديوانين ، الأول بعنوان ” حنين الروح إلى الجسد ” والثاني صدر قريباً بعنوان ” إنعكاس المرايا ” وأعكف حاليا على ديوان جديد سيرى النور في المستقبل إن شاء الله .
شغفي وطموحي لن يتوقف عند كتابة الشعر فقط
الرسم والصحافة والإعلام والموسيقى هي ما أعمل عليه حاليا وكتابة النصوص الغنائية وبعض الأعمال المسرحية وعندي نتاجات في تلك المجالات بعضها أخذت طريقها في الوصول إلى الجمهور وأنا فخورة بذلك .
وأخيرآ وليس آخرآ كل الحب والثناء والاحترام لشاعرتنا فاتنة داود المتميزة ذات الاحساس المرهف والشفاف على هذا اللقاء الممتع والشيق.
…….من ألف ليلة…….
كلما نمتُ جئتني بحلمي أنا
أضمُّ فيك الزهر..ياحياتي أنا
أضمُّ من عمري صوتي وحبٌّ نمى
بليلة عرفتُ فيها معنى الهنا
بليلةٍ فجّرتَ من فؤادي الهوى
بحين روحي غفَتْ مابين أنت والمنى
مابين صوتك والصدى ومابين
بيني وريدكَ كم أحسَّ فيني هنا
وتلكَ ليلة حبٍّ من قطيرات الندى
ومن عزفِ الورود و الميجنا
مرّتْ كومضةِ شعرٍ في كتاب الجوى
مرَّت كومضة ضوءٍ من حياةِ السنا
كيف اختزلتَ ولادتي وموتي بليلةٍ
لنا..فيها كتبتُ عمري هنا
بليلتي ياحبيبي نمتُ في حضن
الوفا..وغنّى الهوى..فيا لذاك الغنا
فاتنة داود
عيناك..جنونٌ وسكونُ
ياحبيباً حملتُ حبهُ بالأدمعِ
حتى فاضتْ بشوقٍ العيونُ
يا حبيبي..يامنْ سرقت مسار البصرِ
بعيونٍ كأنها سكّينُ
ذبحتني تلك العيون وسارتْ
تحت جلدي عشقٌ همى وحنينُ
وأنا من أسبي العيون فكيف
صرتُ يوما أنا بكَ المسجونُ؟
يامن تقتلُ العيون بنظرهْ
وتقولُ للهوى…فيكونُ
يامن قبلي قد قتلتَ..أظلَّ
فيهم عقلٌ ثابتٌ ويقينُ؟
كيف أفلتَّ من يدِ الميزان؟
كيف ما حدّ سحرك القانونُ؟
كيف ياقاتلي تحلّقُ حراً؟
وأنا في عينيك طفلٌ سجينُ
يافاتن العيونِ تمهّل
في قلبي رعدٌ أتى وسكونُ
قم فأنت العراق والرافدينُ
قلبي والشآم والياسمينُ
أورق الحبُّ في مسامات جلدي
حتى فاح المسكُ والزيزفونُ
أنت لي..في الخيالِ..في عينيَّ
أطرح الحبَّ..يثمرُ الليمونُ
قلتَها لي بالأمسِ..قلت أحبكِ
فأنا منكِ عاشقٌ مجنونُ
عانقيني..وبين كفيكِ خذيني
واكتبيني شعراً لنا موزونُ
انقشيني وشماً وبين نهديكِ
خبئيني..إني بكِ المسكونُ
تنتشي روحي للحديث على أوتار
إحساسهْ.. والحديثُ شجونُ
كلما ضاقت بي سطوري احتميتُ
بهِ لحظهْ.. أراهُ حزينُ
أوهكذا يكونُ المحبُّ
وتجفُّ من أغانيهْ اللحونُ
أتراهُ مثل أمسٍ يهواني؟
وعيناهُ مثل قلبي مفتونُ
هل سيأتي عليهِ يوماً ينسى
كم أهواهُ؟ والحياةُ ظنونُ
إني ألف ألف أهواه..كيف
صار قلبي بحرٌ مشى وجنونُ؟
في عينيكَ نامتِ الخفقاتُ
ولنا موعدٌ متى قد يحينُ؟
أتراني إذِ التقيتكَ هل أذكرُ
وجهي ومن أنا سأكونُ؟