المؤرخون العرب يساهمون في التعريف على هوية القدس العربية
القدس مدينة الحضارات
للإعلام اهمية كبرى بتسليط الضوء على قضية القدس
الروائية بديعة النعيمي حاصلة على بكالوريوس جيولوجيا من جامعة اليرموك، صدر لها ثلاث روايات فراشات شرانقها الموت، مزاد علني، وعندما تزهر البنادق_ دير ياسين….
و نرحب بالروائية المبدعه بديعة النعيمي.. أهلا وسهلا بكم .
– ماذا تعني القدس لك ؟
لن تضل بنا خفقة الجناح حتى لو كنا في عرض البحر.. البوصلة تشير إليها.. القدس
قضيتي وهمي كما كل شبر في فلسطين.
فيها قبلة المسلمين الأولى، المسجد الأقصى.. وقبة الصخرة معراج نبينا الكريم وهي بوابة الأرض إلى السماء.
القدس هي الأم التي من وهبتنا مفاتيح محبتها دون أن تلدنا، لكننا أقسمنا بأن نكون أبناؤها المخلصون الذين ينتظرون يوم عودتهم إلى رحمها الدافيء بكل شوق حاملين أكفانهم على أكتافهم مقبلين لا مدبرين.
– ما هو الدور الهام الذي يلعبه المؤرخون بالتعريف بأهمية القدس ؟
من المؤكد بأن المؤرخين من خلال تعريفهم بأهمية القدس يساهمون في المحافظة على القدس وإبقاء قضيتها حية في الذهن العربي كصراع أجيال، فكل جيل يسلم للجيل الذي يليه إلى أن يحصل التحرير الكامل وإعادتها بإذن الله إلى حضن الأمة.
– كباحث في تاريخ القدس هل يمكن القول إنها مدينة عربية ؟
القدس وكما يسميها المؤرخون هي مدينة الحضارات، فلا يوجد مدينة شهدت صراعا بين الأمم على أحقيتها كما شهدت القدس. لكن وكما تجمع المصادر التاريخية فإن اليبوسيين العرب هم من قام ببنائها. واليبوسيون كما تشهد تلك المصادر من أصول كنعانية هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد فأقاموا عليها حضارة مزدهرة وقد عرفت باسم يبوس.
– ما هي القضية التي أثارت اهتمامك عند كتابتك عن القدس ؟
تعتبر القدس لب قضية فلسطين وهي محور الصراع العربي_الصهيوني، وتحاول
الصهيونية نفي الذات الفلسطينية من خلال طمس هويتها، ومن حق القدس خاصة وفلسطين عامة علينا ككتاب أن نثبت هذه الهوية من خلال أعمالنا.
-هل كان هناك نهضة حضارية في القدس ؟
من المؤكد بأن هناك نهضة حضارية في القدس عبر الحضارات التي توالت عليها وصولا إلى الفتح الإسلامي حيث تم بناء المسجد الأقصى الذي ضم قبة الصخرة بالإضافة إلى مائتي معلم. ثم تعرضت إلى الإحتلال الصليبي ثم التحرير على يد الأيوبيين وصولا إلى الخلافة العثمانية حيث أنشيء في نهاية القرن التاسع عشر مركزا للبريد وخطوط سير نظامية مخصصة لمركبات الجياد العمومية بالإضافة إلى إنارة الشوارع بالمصابيح الزيتية، وكان أول طريق معبد بين القدس ويافا.
– كيف حاربت إسرائيل الثقافة العربية في القدس ؟
تمارس دولة الاحتلال كافة الطرق القمعية من أجل طمس الوجود الفلسطيني وإحلال ثقافتها الخاصة من خلال قيامها باقتحام المؤسسات الثقافية والاجتماعية والعمل على إغلاقها والتضييق على القائمين عليها وملاحقة الكتاب واعتقالهم وسرقة المكتبات العامة والخاصة وتعتبر هذه سياسة ممنهجة تهدف لطمس الهوية المقدسية.
برأيك الإعلام العربي استطاع تقديم القدس كما تستحق ؟
لا بد بأن للإعلام أهمية كبيرة في تسليط الضوء على القضايا المهمة وإثارة الرأي العام. ولن ننسى دور الإعلام الصهيوني عام النكبة في إثارة الرأي العام العالمي والتعاطف معهم.
من هنا كان لا بد للإعلام العربي بأن يسلط الضوء على القدس لأنها في الحقيقة ليست قضية خاصة بالمقدسيين فقط إنما هي قضية الأمة جمعاء وخصوصا أن الإعلام هو واحد من الأسلحة التي لو استخدمت بمهارة من المؤكد بأنها ستكون إحدى الوسائل الفتاكة في مواجهة الاحتلال الصهيوني. لكننا مع الأسف نلاحظ بأن الأضواء المسلطة ما هي إلا واهنة ومشتتة وكأن القدس ليست القضية التي يجب أن تكون قضيتنا المصقولة التي ما أن تسلط عليها الأضواء حتى تسير جنبا إلى جنب فتعكس ما له القدرة على حرق المحتل.
-سياسية التهويد وفرض الهوية الإسرائيلية على القدس هي المشروع الاستراتيجي للإسرائيليين كيف نواجه هذه السياسة ؟
لا بد وأنه ومنذ بداية الهجرة إلى فلسطين كان هنالك شرط لا غنى عنه ألا وهو الاستيلاء على الأماكن المقدسة بما فيها القدس وذلك للحفاظ على الجنس اليهودي ولتكن هذه الأماكن هي النواة لدولة الكيان الصهيوني ولأجل هذا كله كان لا بد لهم من العمل على تهويد المدينة المقدسة وفرض الهوية اليهودية وطمس العربية من خلال الممارسات المختلفة مثل الاستيطان الهادف للسيطرة على القدس بالكامل واتباع سياسة التهجير للفلسطينيين مثلما يحصل الآن في حي الشيخ جراح. والمواجهة الحقيقية لن تحصل دون الصحوة العربية بأنظمتها وشعوبها.