المتأمل لهذا الزمن الذي نعيش فيه يرى العجب من أبناء قساة القلوب إلا من رحم ربي فتذهل عقولنا وتمرض أجسادنا ولا نجد دليلا ينير دربا نسير فيه معهم
فقد عشنا في بيوت بسيطة حياة جميلة يملؤها الحب والحنان مع أم طيبة وأب عطوف رحيم وإخوة نجلس جميعا على طاولة واحدة في وقت الغذاء والعشاء
كل منا يعرف كل شيء يدور في البيت نتحدث ونتحاور بمحبة وثقة في أهلنا إنهم السند لنا وهم الداعم الوحيد لكل تطلعاتنا
الأم عندها أسرارنا وحكاياتنا تحافظ عليها وتقدم لنا النصيحة ونستمع إليها دون صراخ
ماذا حدث ؟ولماذا أصبح أولادنا وبناتنا قساة القلوب لانعرف عنهم الكثير ولايبوحون بما يزعجهم ولا باحتياجاتهم ولا نعرف ماذا يسعدهم حتى وإن حاولنا معهم …. لانعرف.
بل نجد أن كلا منهم غامض وكأنك لاتعرفه ولا تدري هل ماقمت به أسعدهم وحين تسألهم يكون الرد (مش فارقه)
حاجه تغيظ ليس هناك كلمات تسعد القلب أو تظهر محبتهم وتقديرهم لما قمت به
والأكثر من ذلك انفرادهم كل واحد منهم في مكان منعزلين مع أنفسهم وموبيلاتهم وأصدقائهم
وربما تعرف بالصدفة خبرا عنهم وهم معك في نفس البيت.
فتعيش وحيدا مهموما منكسر الخاطر وقد فارقك الأهل رحمهم الله وليس لك صدر يحتضنك أو قلب يتحملك فيحنو عليك
ولا ترى برهم أبدا .
ودائما لاشيء يعجبهم ويعيشون في جزر منعزلة في بيت واحد لكل عالمه وحياته ولايشعرون بالأمر حين تتألم أو تمرض أو تذهب للطبيب أو حتى يطمئنوا عليك حين تعود
وإن عاتبتهم على ذلك يردون بكلمات تزيدك حزنا وقهرا يمرض قلبك الضعيف
وهنا أتساءل كثيرا
ماذا فعل الآباء والأمهات ليصبح آبناؤهم بهذه القسوة؟؟؟؟؟
مالذي فعلوه ليصبح هذا رد فعلهم أو مشاعرهم ؟؟؟
فانت مازلت تقدم العطاء لهم وتتحمل فوق طاقتك وكأنهم مازالوا صغارا
يبدو أنهم اعتقدوا أن هذا أمرا مكتسبا لهم وواجب عليك القيام به دون رد أو تعبير عن الامتنان يظهر في خوفهم عليك حين تمرض
أو يمسح دموعك حين تحزن من انكسار قلبك وضياع عمرك في وهم وسراب
ولا تمتد لك يد تخفف عنك معاناتك وسط ضغوط الحياة وابتلاءات القدر
وكان والدي رحمه الله دائما يقول لاقيمة للحياة حين تقسو قلوب الأبناء
وقد تأثرت كثيرا حين علمت من كثيرين أن هذه شكوى عامة تعاني منها معظم البيوت فالكل غرباء والكل وحيدون في بيوت تملؤها الشروخ ويعيش الكبار فيها على ذكرياتهم القديمة مع الأهل لعلها تهدأ قهر إنكسارهم الذي يعيشون معه
وحاولت كثيرا أن أجد اعذارا للأبناء وقسوتهم ليهدأ الأهل وعللت قسوتهم ….
ب أن زمانهم صعب مثلهم فلا زواج ناجح أو حتى زواج سهل
ولا وظائف تحقق الأحلام
ولا طموح عند هذا الجيل
ولا قرب من الله
وأجواء تحيط بهم مملوءة بالمتناقضات
بقلم
ميرفت مهران
١٠/٧/٢٠٢١
زر الذهاب إلى الأعلى