بقلم: لميا بانوها
طالعتنا على مدى الأيام السابقة الفنانة / نرمين الفقي بدورها بمسلسل إلا أنا.. (حلقات على الهامش)، وأيضاً تصدرت محركات البحث بقصه لمست قلوب ملايين من المشاهدين.
التي ألقت الضوء على أوضاع مخزيه تعيشها نماذج للمرأة المصرية، التي تكتفي بدورها كزوجه وأم وربة منزل من واجبها أن تتحمل الأيام الصعبة للحياة الزوجية، وعندما يصل البيت لوضع أفضل وعيشة راقية بعد تجرع مرار سنوات سابقة تجد زوجها يَشعُر بالملل والرتابة باحثاً عن شابة تصغره في السن، فبعد أكثر من عشرين عاما من التفاني في الاهتمام بالزوج والحرص على تربية الأبناء بأسلوب ترضى عنه ناهيكم عن توفير كل سُبل الراحة بالمنزل كي تحافظ على نظافته والهدوء اللازمين في أوقات المذاكرة وهكذا.
مرت الأيام متفرغة لهم تماماً لتجد نفسها بين ليلةٍ وضحاها وحيدة بلا مأوى أو عمل أو حتى أي حقوق سوى مؤخر بسيط بفعل الزمن مد يده الزوج في الدولاب ليعطيه لها وهو بذلك قد أرضي ضميره وأمام المجتمع هو رَجُل يعرف إلتزاماته لتصبح وحدها في الشارع تواجه الحياه بلا سند.
هي قصة لكنها بالفعل تُعبر عن العديد من حالات يتكرر فيها نفس السيناريو ولكن بصمت حتى لا تطفو على السطح ويعيبها المجتمع كي تظل في طي الكتمان حالات نادرة
ما هي الحقوق التي ضمنها القانون للمرأة المُطلقة حتى تتجنب هذا المصير؟
في خلفية هذا المسلسل يمر شريط الذكريات لفترة زواج الجدات والأمهات اللاتي سبقن عصرنا لنرى فيه زوجة و مُربية أكيد يتخلله العديد من المشكلات والضيق والخلاف، لكن يَظل الزوج يحتفظ بداخله بمبدأ مُستتر وهو التزامه أمام زوجته وأبنائه بكل متطلباتهم وعدم السماح لنفسه بالتفكير في زواج آخر لمجرد الرفاهية ويقف شريط الذكريات لنصدم بواقع أصبحت معاييره مختلفة تراجعت مسئولية الرجُل بداية من البحث عن زوجة عاملة حتى تساعده في متطلبات الحياة وإنتهاءاً بزوجة عاملة تتحمل مسئولية بيت وأبناء وأحياناً زوج أيضاً لقلة دخله وما بينهما فجوة مظلمة لا يقع فيها غير الزوجة والزوجة فقط وكأنها في حُلم لتستيقظ على الرصيف الذي آلت إليه مسكّن ومأكل وعمل أصبحت مطالبة بتوافرهم، مع العلم أن الأبناء ليسوا في سن الحضانة حتى يتوافر لها المسكن وبعد أن بلغت الخمسين.
تحيةً لمن قاموا بهذا العمل وعلى رأسهم الفنانة الجميلة / نرمين الفقي.
أما الواقع الذي أصبح ضروري وطبيعي هو عمل المرأة حتى يكون سلاحا في يدها، لأن الزوج مهما كانت ثقة الزوجة فيه ومهما كانت أخلاقه كريمة حتى ولو ذهب كل دخلها للأسرة لكنها تتقي شر تعرضها لمثل هذه التجربة وحتى لا تضطر للبدء من جديد بلا خبرة وعلى المُشرع الإنتباه لهذه الأزمة التي تزداد وحتى تضمن المرأه أي تعويض لها، بعد سنين عاشت عمرها جنباً إلى جنب مع الزوج حتى أصبح لديه ممتلكات وسيان إن كان أساس هذه الثروة كان مالا أو ذهب الزوجة أو ميراثها، فهناك شريحة من السيدات تعطي زوجها مالها أو ذهبها ليؤسس مشروعاً وبالطبع كل المعاملات الورقية ستكون باسم الزوج أو كان أساس ثروته مبلغ مالي يخصه واستطاع استثماره وكانت الزوجة رفيقة هذا المشوارتحملته بداية من الحياة معه بدون ثروة ولا ممتلكات حتى أصبح في مكانة مرموقة،أعني في الحالتين كيف تخرج الزوجة بعد تجاوزها سن الشباب صفر اليدين؟
زعماً من الزوج أنه صاحب الفضل فيما وصلا إليه…….
أين التشريع……. ؟ أين الرحمة……؟ أين العدل……..؟
ألا يثير التعجب والاستنكار وجود منظمات ومؤسسات ومجالس قومية وجميعها تختص بشئون المرأة في نفس الوقت الذي ازداد فيه اضطرارها للخضوع للأمر الواقع، هذا لا يعكس إلا عدم جدوى تلك الصروح القائمة لها والمعنية بها.
زيادة على ذلك استنكار المجتمع لمثل تلك الحالات فيصبح لا وجود أمامها إلا الرضوخ للأمر الواقع. نرجع مرة أُخرى ونسأل نفس السؤال
ما الحقوق التي ضمنها القانون للمرأة المُطلقة وليس المعيلة؟
نظرة إلى الممتلكات العقارية والمالية التي تكونت خلال سنوات الزواج.
نظرة إلى تجنيب نسبة مئوية من راتب الزوج لصالح زوجته خاصَةً ربة المنزل.
نظرة إلى توفير سكن يلائم كل امرأة مطلقة حسب مستواها الاجتماعي.
ويجوز للزوج أن يوفر لطليقته مسكّنا مناسبا حتى بعد حضانتها، أعتقد يُمكن أن تكون مكافأة نهاية خدمة معقولة على الأقل كي تحافظ على إنسانيتها
وبذلك أيضاً سوف يفكر الرجُل ألف مرة قبل اللهث وراء نزواته ويُراعي الله فيمن استؤمن عليها. في
زر الذهاب إلى الأعلى