شعر وحكايات
ميادة مهنا سليمان” لغة الكاتب جواز سفره إلى دنيا الجمال، وجناحه الّذي يحلّق به في فضاءات الإبداع،
إعداد واخراج صحفي/ ريمه السعد
حوار/ راميا شحادة
ميادة مهنا سليمان كاتبة وقاصة وشاعرة ابدعت بقلمها ،فكتبت و تميزت بكتابة القصص والشعر والخواطر منذ الصغر ،درست الادب العربي الذي زادها معرفة وأضاف الكثير لها ،واصبح الشعر عالمها ،تنوعت في كتاباتها الادبية لها عدة مؤلفات ,ضيفة مجلة سحر الحياة الشاعرة ميادة مهنا سليمان
كيف تعرفين القراء على ميادة سليمان؟
– ميَّادة مهنَّا سليمان: من سورية
– حاصلة على دبلومِ دراسات عُليا
في الأدب العربيّ من جامعة دمشق.
– أكتبُ جميع الأجناسِ الأدبيَّةِ
هل البيئة لها تأثير على ترتيب أفكار الكاتب ووضعها في قالب يغري القارئ؟
كلّنا يعلم أنّ الكاتب ابن بيئته، يستقي منها الأحداث، ويستلهم الأفكار، والقصص، والوقائع.
فالّذي يعيش في بيئة شعبيّة متواضعة سيكون أقدر على وصف أشخاصها، وعاداتهم، وطبائعهم، وستأتي لغته معبّرة عن حال أولئك الأشخاص، وكذلك الّذي يحيا في بيئة اجتماعيّة راقية، ستأتي لغته من وحي ما عاشه في تلك البيئة، وما رآه، وعاينه.
وأمّا ما يغري القارئ هنا، فهو جماليّة أسلوب الكاتب، سواء أوصفَ البيئة الاولى، أم الثّانية.
هل استفادت الكاتبة ميادة من بيئتها التي تعيش فيها وماهو دور البيئة في ذلك؟
نعم، استفدت كثيرًا، أوّلًا ظروف حياتي مع أهلي، ففي الأسرة كنت وحيدة، وساعد هذا على خلق جوّ من الوحدة، والشّعور بوجود أوقات فراغ كبيرة، لا تقاسمني إيّاها شقيقة، فكنت أعزف عن اللعب مع شقيقيَّ، وأصنع لنفسي عالمي الخاصّ بي.
وثانيًا: وجود الأب المتفاني في تعليم أبنائه، وحضّهم على القراءة بشغف، وطلب العلم، والثّقافة ساعدني كثيرًا على التّميّز، وقد دعم أبي موهبتي مذ لمس أولى خيوطها الحريريّة، فقوّاها بتشجيعه، ومحبّته، وعطائه اللامحدود، كلامًا، وفعلًا.
أمّا ثالثًا، وأخيرًا، فهو البيئة الخارجيّة؛ أي الجيران والحارة، والمدرسة، فقد كنّا نعيش في بيئة محافِظة تختلف في عاداتها، وتقاليدها، وطبائع أهلها عمّا ننتمي إليه في بيئاتنا، وقرانا الّتي ننتمي إليها، لذلك كنّا نفرض طوقًا أمنيًّا على أنفسنا، فالآخرون نجهلهم، ونعلم أنّ عاداتنا قد لا تروق لهم، فكنّا في حالنا، وهم في حالهم- كما يقال- وهذا ساعدني أكثر على أن أشعر أنّ لي عالمي الّذي صنعته من خيالي، وإبداعي، وإلهامي: عالمي الّذي ينجيني من الاختلاط بأشخاص اعتبرنا جميعَنا العيش بينهم محنة مؤقتة نمرّ بها، إلى أن منّ الله علينا بالخروج من تلك البيئة، إلى بيئة أفضل.
ماهي مهمة الكاتب ،الشاعر ،القاص في هذه الحياة؟
مهمّته أوّلًا، وأخيرًا أن يوثّق الوقائع بجماليّة فريدة، سواء أكان شاعرًا، أم قاصًّا، فرق كبير أن تسمع خبرًا عن حادثة ما في نشرة الأخبار، وبين أن تسمعها من شاعر في قصيدة، أو تقرأها من كاتب في قصّة؛ لأنّ الأسلوب الجماليّ، بالإضافة إلى إحساس الكاتب، سيجعلانك تجد الخبر منهما قد لامس شغاف قلبك أكثر ممّا لو سمعته بطريقة جافّة، تقريريّة، وتقليديّة.
الشعراء مراتب ومنازل … من برأيكِ في عهدنا المعاصر يستحق لقب الشاعرية؟
كلّ شاعر يكتب بإحساسٍ عالٍ جدًّا، كلّ شاعر يخلق لنفسه روحًا أدبيّة لا تشبه روح شاعر آخر، هنا في الأرواح الشّاعريّة لا يوجد من الشّبه أربعين، روحك وحدها الّتي خلقتَها، ولا مثيل لها، هي الّتي ستدخلك جنّة الإبداع الحقيقيّ، لتتّكئَ على سُرُر الجمال.
لكل شاعر نصه الخاص به وبصمته الشعرية الخاصة به ..هل تعتقدين أن النصوص الشعرية المعاصرة قد اصبحت نصاً شعرياً واحدا بسبب التناص بينها ؟
نعم، في كثير من الأحيان ليس بسبب التّناصّ بينها، بل بسبب التّنافس بين هؤلاء، من يكون الأكثر غموضًا، وطلسمةً ظنًّا منه أنّه يكون الأكثر ظهورًا بمظهر المثقّف!
في رأيك الى أي مدى تساهم أدوات القاص اللغوية في تطوير أسلوبه القصصي؟
إلى أبعد مدى، لغة الكاتب جواز سفره إلى دنيا الجمال، وجناحه الّذي يحلّق به في فضاءات الإبداع، كاتب بلغة سطحيّة، جامدة، رتيبة، ومستهلكة، سيحكم على نفسه بالفشل، أمّا المتجدّد، الخلّاق، المبحر في علوم اللغة، والثّقافة سيكون النّاجح المحلّق إبداعًا.
لديكِ العديد من المؤلفات؟
فماهي مشاريعك الأدبية الآنية منها والمستقبلية ؟
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
“قل أعوذ بربّ الفلق، من شرّ ما خلق، ومن شرّ غاسقٍ إذا وقَب، ومن شرّ لنّفّاثاتِ في العُقد، ومِن شرِّ حاسدٍ إذا حسَد.” صدق الله العظيم
والرَّسولُ الكريمُ صلوات الله عليه يقول:
“استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإنَّ كلَّ ذي نعمةٍ محسود”
أنا ياصديقتي من المحسودين دومًا، والحسد مذكور في القرآن الكريم، وقد عانيت منه كثيرًا، فبدأت أخاف من التّصريح بأيّ شيء قبل إنجازه، ولا أقول ذلك إلّا عن تجربة، ومعاناة، لذلك أكتفي بالصّمت، وأستشهد بما كتبته سابقًا:
“يعمل الحمقى بجلبة عقيمة، أمّا الحكماء فتضجّ الآفاق بولادة إبداعاتهم.”
ماذا عن تجربتك في عالم الصحافة؟
تجربة جميلة، ولا سيّما أنّني كنت محرّرة لثلاث صفحات للأطفال في ثلاث مجلّات عربيّة، رغم أنّني لم أكمل مع الأصدقاء لثلاثة أسباب:
الأوّل: رداءة نصوص الأطفال المُرسلة لي؛ كثيرون للأسف في عالمنا العربيّ محسوبون على أدب الطّفولة، ولكنّهم لا يبرعون في الكتابة للأطفال.
الثّاني: العمل كان غير مأجور، لذلك تطوّعت قرابة عام، واكتفيت، ومن حقّ أيّ كاتب أن يطمح لمردود مادّيّ، ولا أصدّق من يقول: إنّ التّكريم المعنويّ كافٍ.
أمّا السّبب الثّالث والأهمّ فهو: ضيق الوقت.
اليوم عالم السوشيل ميديا له تأثير كبير ما هو رأيكِ به ؟
وهل يساعد على الشهرة أكثر ؟
نعم لا نستطيع نكران تأثيره، أنا من المستفيدين جدًّا جدًّا منه، فقد انتشرت أحرفي في أرجاء الوطن العربيّ، وتعرّفت على أصدقاء مبدعين رائعين، أنا أشعر حقًّا أنّني غنيّة بمعرفتي، وصداقتي لهم.
هذا العالم عدا عن التّعريف بي كشاعرة، وقاصّة، وناقدة أضاف إليّ الكثير، فقد أغنى تجربتي، وزاد من إلهامي، وعلّمني بعض الأجناس الأدبيّة الجديدة، وأعطاني البهجة من خلال فوزي المتكرّر في معظم المسابقات العربيّة، وتحكيمي لها لاحقًا.
أنا مدينة لهذا العالم بالكثير الكثير لأنّني مررت بسنوات من الرّكود الأدبيّ، والقحط الإلهاميّ، كانت تجربة قاسية عشتها، وكنت أعجب لمَ يجافيني الإلهام، ولماذا نضب نبعُ شِعري، حتّى فُتحت لي أبواب المجد من خلال هذا الفضاء اللامحدود.
ماهي نصيحتك للأهل بتشجيع أطفالهم على القراءة؟
أن يحبّبوا إليهم اللغة العربيّة، ويعلّموهم ترتيل القرآن الكريم، وحفظ بعض آياته، وأن يزوّدوهم بالقصص التّعليميّة المفيدة، والمُسليّة.
كلمة أخيرة منكِ نختم بها حوارنا ؟
شكرًا لكم على هذه الأسئلة الجميلة، والغنيّة بمواضيعها
شكرًا لكلّ مَن يحترم حرفي ويقدّره، وينشره في صفحته، أو في موقع، أو مجلّة، أو صحيفة.
شكرًا لكلّ من يعطيني من وقته، ويتابع بشغف ما أنشر، وإن تأخّرتُ في النّشر يسأل عنّي، وعن إبداعي.
مودّتي وتقديري للجميع، مع فائق حبّي.
سيرة ذاتيَّة
– ميَّادة مهنَّا سليمان: من سورية
– حاصلة على دبلومِ دراسات عُليا
في الأدب العربيّ من جامعة دمشق.
– أكتبُ جميع الأجناسِ الأدبيَّةِ
وقد نلت شهاداتِ تكريمٍ كثيرةً لفوزي
في مسابقاتٍ أدبيَّةٍ متنوّعةٍ.
ولتحكيمي الكثير من المسابقات
في مجموعات عربيّة عديدة.
– عضوٌ في الاتّحادِ الدّوليِّ للأدباءِ والشُّعراءِ العَربِ
ولديَّ دراساتٌ نقديَّةٌ في الومضة، والقصّة القصيرة جدًّا، والخاطرة، والشّعر، والرّواية، ولمجموعات شعريّة، وقصصيّة.
-أُجريَ معي حوارات صحفيَّة في أهمِّ جرائد الوطن العربيّ، بالإضافة إلى عدَّة استطلاعات، ولقاءات، وحوارات تتعلَّق بالقضايا الأدبيَّة في بعض المجموعات.
– نشرَت لي مجلّاتٌ، وصُحُفٌ عربيَّةٌ عديدةٌ، وبعضُها صادرٌ في دولٍ أجنبيَّةٍ، كمجلّة (كلّ العرب) الصَّادرة في باريس، مجلَّة (النُّجوم) الصَّادرة في أستراليا، جريدة (الحدث الأسبوعيّ) الصَّادرة في لندن، وجريدة (العراقيَّة الأستراليَّة) الصَّادرة في سيدني.
– مُحرِّرة سابقة في مجلَّة (أقلام عربيَّة اليمنيَّة)
ومشرفة عن صفحة(واحة الطّفولة) فيها.
– مُحرِّرة سابقة في صحيفة (برنيق) الليبيّة، ومشرفة على صفحة الأطفال فيها بعنوان (فراشات الحياة).
– محرّرة سابقة في مجلّة زمرّدة الجزائريّة
ومشرفة على صفحة (براعم زمرّدة) فيها.
– محرّرة سابقة في مجلّة لسان الضّادّ العراقيّة
ولي فيها فقرة نقديّة شهريّة.
– مُشارِكة في العديد من الأمسيات الأدبيّة المحليّة
وفي مهرجانين سوريّين:
مهرجان (ربيع القامشلي) في الحسكة عام ٢٠١٧
ومهرجان(صدى المحبّة) في اللاذقيّة عام ٢٠٢١
– أذاعَ لي راديو أجيال الجزائريّ العديد من القصائد، في برنامج تقدّمه الإعلاميّة رحمة بن مدربل كلّ سبت.
وحاليًا تذيع لي الإذاعة التّونسيّة كلّ أربعاء قصائد، ونصوص نثريّة في برنامج (رومانتيكا) مع الإعلاميّة أمل قطّاري.
– لُحِّنَت لي قصيدتان من ملحّن عراقيّ
ولديّ قصائد قيد التّلحين.
– نلتُ لقبَ (نجمة القصّة القصيرة جدًّا)
من رابطة أقلام تتحدّى الصّمت الفلسطينيّة
بتصفيات استمرّت قرابةَ عام.
– نلت لقب (ملكة سوق عكاظ)
من رابطة سوق عكاظ الأدبيّة العراقيّة
بعدَ تصفيات استمرّت عدّة شهور.
– كُرِّمتُ باختياري من بين أبرز مئة شخصيّة أدبيّة في العالم العربيّ من قِبل صحيفة ومجلّة الشّروق الجزائريّة الورقيّة، والإلكترونيّة.