كتبت إيناس رمضان
إن التفكير نعمة من نعم الله التي تمنح الإنسان القدرة على اتخاذ القرار الصائب حيث يعتمد على المنطقية والحكمة ولكن ماذا لو أفرط الإنسان في التفكير للدرجة التي تستنزف طاقته الداخلية وتؤثر بالسلب على صحته العقلية والنفسية هنا قد يصاب الإنسان ب “لعنة التفكير” أو ما يطلق عليه “التفكير الزائد” ذلك المسار المظلم الذي يقوده إلى حلقة مفرغة مفزعة نتيجة النظرة التشاؤمية النابعة من تخيل جميع السيناريوهات السيئة المحتملة مما يؤدي مع مرور الوقت إلى الشعور بالتوتر والأرق والقلق الدائم الذي يحد من قدرته على التعامل مع الضغوط اليومية مع احتمالية الإصابة بالاكتئاب الذي يترتب عليه ضياع الفرص مع الشعور بالحزن والوحدة وصعوبة في التركيز وفقدان الثقة يصاحبه العديد من المشكلات الجسدية منها الصداع والغثيان ومشاكل في النوم واضطراب الشهية.
وبغض النظر عن ما إذا كان الإفراط في التفكير يخص أمورا متعلقة بالماضي أو الانشغال بالمستقبل ففي كلتا الحالتين هو أشبه بالبكاء على اللبن المسكوب الذي لن تجني من ورائه شيئا قيما وإنما يزيد من خسائرك ويقف حائلا بينك وبين الاستمتاع باللحظة الحالية وقد يجعل حياتك أكثر تعقيدا.
وهل هذا يعني عدم التفكير؟ بالطبع لا..
ولكن هناك فرق شاسع بين التفكير الصحي الإيجابي الذي يمكنك من إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهك ويساعدك على اتخاذ القرارات الحتمية في وقت مناسب دون تردد.
وبين التفكير الزائد ذلك التفكير المفرط الذي يشوش الذهن ويجعل تركيزك منصب على الأفكار السلبية والتفكير في المخاوف مع توقع جميع الاحتمالات الكارثية.
ترى أي نمط من التفكير تتبعه؟؟
حتى تتمكن من تحديده إليك بعض العادات التي يمارسها أصحاب التفكير الزائد إذا كنت تتبعها فانتبه
ومنها :
التفكير المتواصل في أفعالك وأقوالك خاصة في المواقف المحرجة وجلد الذات خوفا من أن تكون سيئا.
التردد في اتخاذ القرارات و المماطلة في الأفعال نتيجة القلق المستمر بشأن المستقبل.
التحليل المفرط لكل الأحداث والمواقف وما يصدر من الآخرين وتحليل تصرفاتهم ونظرتهم إليك.
الحرص الدائم على المثالية والشعور بتأنيب الضمير نتيجة أوجه القصور المزعومة من خيالك والقلق من اهتزاز مكانتك الاجتماعية.
تحليل محتويات الرسائل النصية وإعادة قرأتها بحثا عن الهدف وتضخيم الأمور .
القلق الدائم يصاحبه قلة ساعات النوم والشعور بالأرق.
الانشغال بالعالم الخارجي والتفكير المفرط لمحاولة معرفة ما يفكرون فيه مما يفقدك القدرة على التركيز مع ذاتك.
عزيزي القارئ أراك ما زلت تفرط في التفكير حتى عند قراءة هذه السطور لذلك توقف ولكن كيف ؟؟؟
هذا ما سيتم عرضه في المقال القادم …
وللحديث بقية….