حياة الفنانين
د.عبدالله الشاهر “الفكر النقدي شرط مبدئي لازدهار المجتمع وتطوره، والفرات هو الشوق الذي لم ارتو منه بعد
إعداد وإخراج صحفي/ ريمه السعد …حوار/ خالد حويج ..
تدقيق لغوي /ميرفت مهران
*العرب عرفوا النقد لكن بواعثه اختلفت من عصر الى عصر
*الاختلاف بين المثقفين والأدباء هي سمة الإبداع والتنوع مطلوب
*النقد غير التنظير
*النقد هو القدرة على محاورة النصوص من مسافة الكتابة ومنحها حياة جديدة تواقة إلى المستقبل
*أنا مع أن الأديب والمثقف السوري يستحق العالمية
*أكثر اللحظات تعاسة في حياتي خروجي من دير الزور ومدينتي الميادين هي عشقي
يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية ودكتوراه في اللغة العربية “نقد حديث” عضو مجلس مركزي لاتحاد الكتاب العرب ،مدير تحرير مجلة الموقف الادبي ،المفوض الإقليمي لجامعة مصر الدولية في سورية له العديد من الإصدارات هو الناقد والشاعر والباحث عبدالله الشاهر
بداية أهلاً ومرحباً بك الأديب والناقد الدكتور عبد الله الشاهر
أهلاً بكم وأشكركم على هذه الاستضافة الكريمة التي أفخر بها، لكم مني كل الاحترام والتقدير لاهتمامكم بالحياة الثقافية وبالمثقفين، دام عطاؤكم…
ــ في سطور نعرّف القراء على حضرتك؟
بداية لي الشرف في أن أكون في أوساط القراء، أنا عبد الله الشاهر أحمل دكتوراه في العلوم السياسية ودكتوراه في اللغة العربية.(نقد حديث)، عضو مجلس مركزي لاتحاد الكتّاب العرب، مدير تحرير مجلة الموقف الأدبي، المفوض الإقليمي لجامعة مصر الأمريكية الدولية في سورية، ناقد وشاعر وباحث.
ــ ما هو تصورك للممارسة النقدية؟ وهل النقد مواكب للحركة الأدبية في العالم العربي؟
الحديث عن النقد ليس مجرد حديث عن عامل حضاري، وإنما هو حديث عن عامل العوامل ومفجر الإمكانيات، ذلك أن الغياب النقدي يعني استمرار الوثوق الأعمى، وهيمنة المسلمات، وجمود الفكر، وبالتالي غياب التطور الحضاري فالأصل في الثقافات أنها محكومة بقانون القصور الذاتي، ولا يحررها من هذا سوى الفكر النقدي بكل أبعاده، إذاً الفكر النقدي شرط مبدئي لازدهار المجتمع وتطوره، فكل محاولات التحديث، وكل جهود التنمية، وكل نشاط التعليم والإعلام والتثقيف تبقى كليلة وعاجزة ما لم تكون مصحوبة بالنقد، من هذا المنطلق ومن صميم معركة المعرفة التي تجتاحنا كان لا بدَّ من استشعار أهمية النقد في حياتنا العامة والأدبية… فهل حظي النقد عندنا بمكانة هامة.
في الواقع المؤشرات التاريخية تقول إن العرب عرفوا النقد لكن بواعثه اختلفت من عصر إلى عصر، ففي العصر الجاهلي سيطرت الانطباعية والنظرة الجزئية من خلال مصطلح الحكم الذي يومئ إلى النقد، وفي العصر الإسلامي الأول دخل منطق الدين والأخلاق دون أن يغيب الذوق في النقد، أما في العصرين الأموي والعباسي أخذ النحو واللغة قيادة النقد بعد ظهور اللحن، وبظهور التفكير الفلسفي ظهرت قضايا ثنائية شغلت النقد كاللفظ والمعنى والشكل والمضمون والمطبوع والمصنوع.
فما هي المشكلة التي يعاني منها النقد العربي اليوم، على الرغم من أن محاولات جادة في العصر الحديث أخذت على عاتقها دفع الحركة النقدية إلى الأمام والسير بها نحو التطور.. لكن المشكلة الأساس هي أن النقد لم يخرج من ماضي القدماء ولم يُعد مراجعة المفاهيم التي يوظفها وهي مفاهيم انتفت واختفت في اختراقات الكتابة، لذا على النقد أن يعيد مراجعة نفسه بقراءة النصوص والإنصات إليها، فالنقد عند العرب انتقائي لا يحتكم إلى النص بل إلى الشخص لذلك فإننا نحتاج إلى رؤية نقدية جديدة في ضوء النظريات الحديثة، فالنقد غير التنظير، والنقد هو القدرة على محاورة النصوص من مسافة الكتابة ومنحها حياة جديدة تواقة إلى المستقبل.
ـــ كيف ترى العلاقة بين الناقد والمتلقي:
أعتقد أن الناقد يعطي النص الإبداعي أبعاداً متعددة ولذلك فإن المتلقي يأخذ إضاءته من الناقد بشكل عام ولذلك فالعلاقة تبادلية…
ـــ وجهات نظر مختلفة بين النقاد والأدباء، منهم من يرى أن الأدب في وقتنا الحالي لم يرق إلى المستوى المطلوب وما زال الوسيلة للإمتاع لا أكثر من ذلك، وهناك من يذهب إلى أنه وصل إلى نقطة الرقي، وقسم ثالث يميل على أنه الدمج بين الاثنين المتعة والإبداع؟ أنتم مع من من الآراء؟
من أجل أن لا نظلم النقد ذلك أن النقد يعتمد على مقاييس بمعنى أن هناك ضوابط وقواعد تحكم النقد بينما النص الإبداعي يتحرر من هذه المقاييس وبين التحرر والضبط يقع النقد في إشكالية التجنيس ومن ثم الإبداع فالنقد عادة يسمى إبداع الإبداع ولذلك أنا مع الرأي الثالث.
ـــ يقال إن الجيل الثاني يحكمه الفراغ والتشتت ما رأيك؟
في وسط عالم مفتوح وعبر مسارات السوشن ميديا لا بد لنا أن نغذي الجيل بثقافة وطنية وتفعيل دور الثقافة والمؤسسات الثقافية ومع هذا فإننا لا نميل إلى التشتت والضياع بقدر ما نميل إلى مسارات جديدة للشباب من أجل الاحتواء…
ــــ برأيك هل المجتمع العربي يميل للشعر أكثر من القصة والرواية؟ باعتبار أن أمة العرب ولدت أمة شاعرة قبل أن تكون راوية للقصة؟
في الواقع أن كل المؤشرات اليوم ترجح كفة الرواية على الشعر لامتلاك الرواية مسارات وفضاءات تحمل تناقضات الحياة..
ــ عدم اهتمام القراء لما يمر بهم من أزمات وغياب المؤسسات الراعية للأدب والثقافة هل هما السبب وراء أزمة الحراك الأدبي العربي الحالي؟
في الحقيقة هذا سؤال كبير والجواب عليه يتطلب الحديث عن مجمل إشكاليات الواقع العربي لكن وباختصار أقول أن ضغط الحياة والواقع الاقتصادي والأزمات التي تعيشها الشعوب العربية جعلت من الثقافة هامشية أمام تلك المعضلات إلى جانب ضعف دور المؤسسات الثقافية والتربوية بشكل عام تقدم الاجتماعي والاقتصادي على الثقافي هذه هي المشكلة التي نعاني منها.
ـــ برأيكم هل يستطيع الأديب السوري الوصول إلى مستوى الإبداع العالمي وإن كان لا يمكن فما الذي ينقصه؟ هل هو مقيد ببعض الأمور أو لعدم وجود فضاءات واسعة حرة تشجعه نحو العالمية أو أنه قد وصل فعلاً إلى العالمية وما الدليل لذلك؟
أنا مع أن الأديب والمثقف السوري يستحق العالمية والدليل على ذلك أن كثيراً من الأدباء وصلوا وخرجوا من المحلية إلى العالمية وسأذكر بعض الأسماء مثل الشاعر الكبير نزار قباني والشاعر الكبير أودونيس، والكاتب والشاعر الكبير محمد الماغوط وفي الرواية الدكتور عبد السلام العجيلي والروائي حنا مينا وهناك من الشعراء والكتاب الشباب الذين وصلت أعمالهم إلى خارج الجغرافية السورية ولذلك أقول أنا متفائل بإمكانيات المبدع السوري وقدراته.
ــــ كيف تقيم الدور والمستوى الذي وصل إليه الأدب والثقافة السورية اليوم؟ وهل هناك اختلاف واضح لدى الأدباء والمثقفين على كل المستويات الأدبية والثقافية والفنية في الفترة الحالية والتي سبقتها من حيث الواقعية والفكرية؟
بشكل عام متى ما رضينا بالمستوى فإننا نقتل الطموح ونحن نطمح دائماً للأفضل والثقافة في ذاتها تسعى إلى ما يجب أن يكون وليس ما هو كائن، أما حول اختلاف المثقفين والأدباء فهي سمة الإبداع فالتنوع مطلوب وبدون هذا التنوع يبقى النتاج نسخة واحدة ولذلك فإننا نسعى إلى رؤى جديدة ومختلفة تقودنا إلى مسارات إبداع حقيقي وفاعل على كل مستويات الفكر والثقافة بأشكالها المختلفة أدبية وفنية وفكرية وتشكيلية ومسرحية وموسيقية وكثيرة هي الطاقات.
ـــ لديك الكثير من الإصدارات باختصار حدثنا عن إصداراتك لعام 2022 قراءة نقدية في كتاب من ديوان الجرح السوري.
هذا الكتاب هو قراءة وإضاءة نقدية تصب في الحقل الدلالي للحرب على سورية من خلال أصوات امتلكت رهافة الحس وناصية اللغة.. هذه المجاميع من الشعراء وغيرهم هم الذين أناروا وجع السنين العجاف وثبتوا صور الحنين وحركوا مشاعر الوجد والقهر و الأنينن.. إنهم وغيرهم من الشعراء أعطونا تجربة فريدة فيها من الحزن بقدر ما فيها من التاريخ وفيها من الألم بقدر ما فيها من الشموخ، وفيها من القهر بقدر ما فيها من الحلم والتوق.. لكل هؤلاء الشعراء الذين أضأت على نتاجاتهم أتقدم بخالص شكري ولا أدعي أنني أحطت بكامل نتاجاتهم، لكني أخذت منهم ما يمكن أن أسند به رأيي وأزين به شاهدي.
ـــ في حياة كل منا لحظات لا تنسى قد تكون لحظات سعيدة أو مؤلمة فما هي أهم اللحظات في حياة الدكتور عبد الله والتي لا ينساها؟
كثيرة هي اللحظات التي فرضتها علينا الحياة من ألم وسعادة لكن أكثر اللحظات تعاسة في حياتي هو خروجي من دير الزور تحت وطأة الألم والخوف والقلق، وأنا أعي أن دير الزور ومدينتي الميادين هي عشقي والفرات هو الشوق الذي لم أرتو منه بعد…
ــــ في ظل العولمة التي وصل لها العالم، ما هي أكثر نصيحة يوجهها الدكتور عبد الله لجيل الشباب؟
نصيحتي أن يتشبث الشباب بالثقافة الوطنية وحالة الانتماء كي لا يتوهوا في دوامة العولمة والإمبراطوريات الإعلامية التي تسعى إلى إفراغ فكر الشباب وتخديرهم بحالات من الفوضى والضياع.
ــ كل الشكر والاحترام لك دكتور كلمة تختم بها حوارنا..
لكم فائق الاحترام والتقدير وآمل أن يلقى منبركم هذا حالة وعي شبابي يسعى إلى بناء شخصية ثقافية فاعلة ومؤثرة.. دمتم ودام عطاؤكم
الكابتن عادل شريف.. الناقد والصحفي ومعلق التنس الشهير
الباز “البحث العلمي مقياس تقدم الدول ..والسيسي مخلص يعمل على إصلاح أحوال البلد