حياة الفنانين
شقيقان.. أحدهما عالم والآخر فنان رائد علم البحار الدكتور “حامد جوهر” والفنان “علي جوهر”
كتب/خطاب معوض خطاب
الشقيقان العالم والفنان هما العالم الكبير الدكتور حامد عبد الفتاح جوهر رائد علم البحار في مصر وشقيقه الفنان والمذيع ومقدم البرامج التعليمية باللغة الإنجليزية علي جوهر، ويحتفل “جوجل” اليوم بذكرى ميلاد الشقيق الأكبر الدكتور حامد جوهر، والذي ولد بالقاهرة في مثل هذا اليوم منذ 115 سنة وتحديدا في يوم 15 نوفمبر سنة 1907، والعلامة الدكتور حامد جوهر يعد واحدا من رموز مصر الكبيرة وأعلامها الذين يشار إليهم بالبنان، فهو رائد علم البحار في مصر بلا منازع، وعاشق الأحياء المائية في البحر الأحمر والملقب بملك البحر الأحمر، ونال شهرة محلية ومكانة عالمية لم يحصل عليها أو يصل إليها مصرى قبله ولا بعده في مجال علم البحار.
وقد حصل الدكتور حامد عبدالفتاح جوهر على شهادة البكالوريا في سنة 1925، وبعد حصوله عليها التحق بكلية الطب إلا أنه حول أوراقه إلى كلية العلوم لإشباع هوايته وغرامه بعلم الحيوان وعلم البحار، وتخرج في كلية العلوم بالجامعة المصرية في سنة 1929، وعمل في البداية معيدا في كلية العلوم قسم علوم الحيوان، وتقدم بأول رسالة ماجيستير في تاريخ الكلية وحصل عليها مع مرتبة الشرف الأولى، ثم تقدم بأول رسالة دكتوراه في علوم البحار في تاريخ كلية العلوم وحصل عليها في سنة 1940.
وتم تعيينه مساعدا لمدير محطة الأحياء البحرية بالغردقة وذلك في سنة 1931 وهناك استطاع أن يجري بحوثه ودراساته على الأحياء البحرية في بيئتها الطبيعية، وقد اشتهرت تلك البحوث في الدوائر العلمية الغربية مما كان له الأثر الكبير في تدعيم مكانته العلمية وإتاحة الفرصة له في القيام بزيارات لعدد من المتاحف والمصائد والمحطات البحرية في كثير من الدول الأوروبية.
وفي سنة 1938 تم تعيينه مديرا لمتحف الأحياء البحرية بالغردقة كأول مصري يتولى هذا المنصب بعد أن كان يتولاه الإنجليز من قبل، كما تولى إدارة أكاديمية البحث العلمي بعد ذلك، وفي سنة 1958 تم اختياره مستشارا للسكرتير العام للأمم المتحدة لشئون البحار لتنظيم المؤتمر الدولي الأول لقانون البحار بجنيف، وفي سنة 1959 اختارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية رئيسا للجنة التخلص من مخلفات المواد المشعة في البحار.
وتم اختياره عضوا باللجنة الاستشارية لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) بهيئة الأمم المتحدة، ومستشارا للعلوم والتكنولوجيا بجامعة الدول العربية في سنة 1970، وكان أول رئيس لجمعية علم الحيوان بمصر، وتولى إدارة المعهد الملكي المصري لعلوم البحار التابع لجامعة فؤاد الأول لمدة 40 سنة وحوله لصرح بحثي وعلمي كبير على مستوى الشرق الأوسط كله، والجدير بالذكر من أنه تم اختياره عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ سنة 1973 حتى وفاته.
وقد قام بإنشاء متحف حيوانات ونباتات البحر الأحمر، كما أعد 69 بحثا في مجال علوم البحار، وقام بتقديم برنامج “عالم البحار” في التليفزيون المصري، وهو البرنامج الذي أمتع ملايين المشاهدين بحقائقه العلمية الشائقة عن حياة الكائنات البحرية على مدار 18 سنة كاملة، ونال جائزة الدولة التقديرية في العلوم في سنة 1975، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في نفس السنة، والجدير بالذكر أن الدكتور حامد جوهر قد عاش حياته وحيدا لم يتزوج، وكانت وفاته في يوم 17 يونيو سنة 1992 بعد أن أثرى الحياة العلمية ببحوثه وجهوده التي لا تنسى.
والشقيق الأصغر للعالم الكبير الدكتور حامد جوهر هو الفنان علي جوهر، الذي ولد في يوم 8 سبتمبر سنة 1924 في العاصمة البريطانية لندن، والتحق بمدرسة التجارة وعمل في شركة البترول وانتقل بعد ذلك للعمل في إذاعة البرنامج الأوروبي وعمل مذيعا للنشرات الإخبارية باللغة الإنجليزية، كما عمل مذيعا للنشرات الإخبارية باللغة الإنجليزية بالقناة الثانية للتليفزيون المصري، وعمل كذلك مقدما للبرامج التعليمية في مادة اللغة الإنجليزية.
وقد عرفنا الفنان علي جوهر ممثلا ومؤديا للأدوار المساعدة وخصوصا في تجسيده للشخصيات الأجنبية والأرستقراطية، ولعلنا نتذكره في شخصية همفري مندوب الإنتربول الدولي في فيلم “عودة أخطر رجل في العالم”، وشخصية الصحفي محمد ناجي في فيلم “الرجل الذي فقد ظله”، وشخصية رجل الأعمال عصمت في فيلم “طير في السما”، وكذلك في شخصية ديفيس في مسلسل “دموع في عيون وقحة”، وشخصية ألنجتون في مسلسل “السقوط في بئر سبع”.
هذا بالإضافة إلى مشاركاته في عدد كبير من الأفلام السينمائية منها “جريمة في الحي الهادي” و”جناب السفير” و”شياطين الليل”، والمسلسلات التليفزيونية منها “عودة الروح” و”أنا وانت وبابا في المشمش” و”حارة الشرفا” و”أخو البنات” و”صاحب الجلالة الحب”، وكانت وفاة الفنان علي جوهر في يوم 5 يونيو سنة 1998.
اقرأ المزيد نعيم الفتلة: أهمية تطوير التعاون الاقتصادي العراقي الروسي بين المُرتجى والمُنجَز (الصعوبات والتحديات)
منح جائزة “السلطان قابوس ووسام الاستحقاق الوطني” للدكتور عجاج سليم