صحتك بالدنيا
د.عصام قماش ” أسست “مبادرة قلب جديد أمل جديد” لعلاج أطفال سورية المصابين بأمراض قلبية لإجراء عمليات مجانية لهم في فرنسا
اعداد وحوار /ريمه السعد
تقف أقزام الكلمات لتحمل ضخامة عمله الإنساني وعطاءه اللامحدود من أجل أرواحٍ بريئة شاء القدر بمرضها ، وينكسر خجل الحروف على سمو رسالته ،الطبيب الانسان نقطة في نهر العطاء هو الطبيب السوري عصام قماش اختصاصي واستشاري بأمراض القلب عند الأطفال في فرنسا مؤسس مبادرة قلب جديد أمل جديد
اهلا ومرحبا ضيفا عزيزا على مجلة سحر الحياة
بداية نعرف القراء على الدكتور عصام قماش؟
انا الدكتور عصام قماش، اختصاصي واستشاري بأمراض القلب عند الأطفال في فرنسا ، نشأت وتعلمت في سوريا- محافظة السويداء. اعيش حاليا في فرنسا منذ ١٧ عام.
مؤسس مبادرة وطنية تحمل اسم “قلب جديد أمل جديد” التي تعنى بعلاج الاطفال السوريين المصابين بأمراض قلبية واجراء عمليات قلب لهم في فرنسا بشكل مجاني.
من الناحية العائلية، متزوج من السيدة المحامية تغريد اسماعيل شجاع من محافظة السويداء ولدي طفلتين ماري و إيما.
لنتحدث عن مبادرة قلب جديد أمل جديد؟
عن تأسيسها وما السبب الذي دفعك لتأسيس هذه المبادرة ؟ و ما هي الحالات التي يتم اختيارها للعلاج في الخارج ضمن هذه المبادرة ؟
قمنا بتأسيس مبادرة قلب جديد امل جديد بشهر أذار عام ٢٠٢١ وتهدف لعلاج الاطفال السوريين المصابين بأمراض قلبية لإجراء عمليات قلب مجانية لهم في فرنسا بالتعاون مع جمعية الاخاء الفرنسية الموجودة منذ ٢٦ عام.
اسسنا هذه المبادرة لأنه للأسف لا يتم اجراء قسم كبير من هذه العمليات في سورية لأسباب متعددة .
بدون عمليات ،هؤلاء الأطفال يعانون كثيرا في حياتهم وقسم كبير منهم لا يكتب لهم حياة طويلة… لذلك قمنا وبنجاح بتأسيس هذه المبادرة … وتم انقاذ عشرات الاطفال والعمل مستمر حتى الآن.
أغلب الحالات التي نحضرها لفرنسا هي حالات معقدة، عبارة عن تشوهات خلقية ، تستوجب عمليات قلب مفتوح..
ولدينا حاليا عشرات الاطفال المتوقع وصولهم خلال الاشهر القليلة القادمة.
الاطفال اللذين يسافرون للعلاج عن طريق مبادرتكم ومن دون وجود الأهل كم من الصعوبات تواجهونها معهم ؟
حقيقة لا يوجد اي صعوبات في استقبال الاطفال في فرنسا ، الأطفال يتأقلمون بسرعة فائقة وتتم العناية بهم واستقبالهم بأحسن الظروف.
يتم استقبالهم ضمن عائلات معروفة لدى الجمعية ، وتتم متابعة الاطفال من الناحية الطبية في المشافي او من قبل الطاقم الطبي للجمعية.
يتم اصطحاب الاطفال من مطار بيروت من قبل وفد من منظمة طيران بلا حدود يحضر خصيصا من فرنسا، هذه المنظمة تتعاون معنا بهذا المشروع بالإضافة لشركة الطيران الفرنسية اير فرانس. يعني باختصار ، هناك شبكة عمل منظمة بدقة متناهية وبمهنية عالية جدا.. وليس مسموح باي مجال للخطأ.
الصعوبات الحقيقية التي تواجهنا هي عدم وجود سفارة فرنسية في سورية واضطرار سفر الاهل الى لبنان لطلب الفيزا ومن ثم تسفير الطفل عبرها الى فرنسا ، كل ذلك مرهق جسديا وماديا.
الدكتور عصام اختصاصي واستشاري أمراض القلب عند الأطفال في فرنسا
حدثنا عن جراحة قلب الأطفال وما مدى الخطورة التي تكتنفها هذه الجراحات ؟
جراحة القلب عند الاطفال من الجراحات الصعبة والمعقدة وتحتاج الى خبرة عميقة وتعاون وثيق بين ثلاث اختصاصات: أطباء القلب وجراحين القلب وأطباء العناية المشددة … هذا التعاون يعتبر اساسي لنجاح العملية وتجنب الاختلاطات.
أثناء العملية، يتم توقيف عمل القلب، ويتم تغذية الجسم بجهاز خاص يعيض عن عمل القلب أثناء العمل الجراحي…
كل ذلك يتطلب امكانيات ليست بالسهلة ويتطلب خبرات طويلة لا تزال تفتقدها للأسف العديد من دول العالم خاصة تلك التي في طريقها للتطور .
ما هي أسباب ولادة أطفال مصابين بأمراض القلب وكيف يتم اكتشاف هذه الحالات ؟
في أغلب الحالات لا توجد اسباب للتشوهات القلبية الخلقية ،اما في حالات نادرة فأن تناول الأم الحامل لبعض الأدوية قد يؤدي لحدوث تلك التشوهات… يضاف لذلك بعض التناذرات الصبغية عند الجنين التي تترافق غالبا مع تشوهات قلبية مثل تثلث الصبغي ٢١ والمعروف بمتلازمة داون.
اما عن كيفية تشخيص التشوهات القلبية، يمكن تشخيصها اثناء الحمل بأيدي خبيرة بالإيكو، أما بعد الولادة، يتم تشخيصها بإجراء ايكو قلب للطفل. بالنسبة للأعراض ،الطفل قد يشكو من ازرقاق في الوجه واليدين ، صعوبة بالتنفس ، صعوبة بالإرضاع ، تأخر بالنمو وتأخر كسب الوزن…وببعض الحالات الطفل لديه فقط نفخة بالقلب يتم اكتشافها صدفة من قبل طبيب الاطفال الذي يقوم بتحويل الطفل لطبيب قلب اطفال لإجراء الفحوصات اللازمة.
هل هناك حالات يصعب معالجتها ؟ وماهي ؟
طبعا هناك للأسف حالات لا يمكن معالجتها بشكل كامل مثل حالات البطين الوحيد عوضا عن بطينين ، نقوم بهذه الحالات بإجراءات عمليات تلطيفية وليست اصلاح للتشوه ، الهدف منها تحسين نوعية الحياة لدى الطفل.
هناك ايضا حالات متأخرة لا يمكن معالجتها اذا لم تتم معالجتها في اول عامين من حياة الطفل.
اقرأ أيضا د. سناء السعدي ” طفلكِ وعربة المشي…