أخبار وفن

سامي الزهراني يكتب: المسرح في مواجهة التقنية “

المسرح عالم كبير جداً فهو يبتلع و يهضم كل أنواع الفنون مثل الموسيقى، النحت، السينما، الرقص وكل انواع العلوم كالهندسة، العمارة، الكهرباء، ما يميز المسرح أيضاً هو تقبل التقنيات ومحاولة الاستفادة منها لخدمة العرض المسرحي، فالمسرح تغير كثيراً بفضل دخول تقنيات حديثة في شتى مجالاته، في التمثيل مثلاً تطور التمثيل كثيراً فمن ثيبس ممثلاً وحيداً الى ممثلين عدة الى تقنيات الأداء الجديدة مثل التقمص، التشخيص، المعايشة، استخدام جسد الممثل ( البايومكنيك )، ثم بدء المسرحيون يجربون في متممات العرض المسرحي ودخل علم الميكانيكا في تحريك الديكور، دخلت الإضاءة الكهربائية كإضافة مهمة للمسرح، بعد ان كانت العروض تحت أشعة الشمس أستطاع المسرحيون ان يقيموا عروضهم ليلاً وتحت الاضواء الكاشفة التي تطورت الى استخدام الألوان من خلال مرشحات الألوان المختلفة وأنواع من الإضاءات المختلفة التي تم إضافتها داخل العرض المسرحي لإضافة بعد جمالي وتعزيز لحالات نفسية تفيد العرض المسرحي.

هناك الكثير من التقنيات دخلت لعناصر العرض المسرحي منها ما تم قبوله بعد ان أضافت للعروض المسرحية، منها ما تم رفضها ومنع استخدامها على خشبة المسرح مثل تقنيات الإضاءة في المسرح الأسود التي يجب ان تكون ذات مواصفات خاصة لكي لا تؤثر على صحة الممثلين، استخدام إضاءات الفلاش والنار والعديد من الأشياء الذي حرم استخدامها او قننت في الاستخدام ، وكل التقنيات الجديدة و تطورها جاءت بشكل او آخر لتلغي عمل كان يؤديه الانسان على خشبة المسرح والافراط في استخدام التقنيات الحديثة  فيه إلغاء للروح الانسانية ، فتصبح التكنولوجيا هي المسيطرة و الألات هي من تبدع و تقلص من إعداد البشر العاملين فيه ، أهم ما يميز المسرح هو الأخطاء, يظل المخرج وطاقم العمل في محاولة مستمرة للوصول للعرض الأمثل، لهذا تتعدد العروض وتنمو ويصبح لكل عرض طعم و لون ورائحة مختلفة عن الآخر ، استخدام التقنيات في المسرح تهدد التواجد الإنساني في العمل وتحد منه نورد مثلاً تقنية ( الهلوجراما ) التي تحاول ان تقضي على الممثل على خشبة المسرح باستنساخه على الخشبة عن طريق استخدام هذه التقنية وتقنية الأبعاد الثلاثية، هذا يعتبر امتداد لمحاولات نسبت لتطور المسرح، هناك من نجح في إلغاء كافة الوظائف الأساسية فيه مثل المؤلف و المخرج عن طريق مبدأ الارتجال وعقد الورش الإخراجية الجماعية لإخراج الأعمال المسرحية، كما نجح البعض في الخروج من العلبة الإيطالية الى فضاءات اخرى واستخدام شاشات عرض سينمائية في العروض إلى آخره.

أهم ما يميز الفن الإبداعي خصوصاً المسرح هو العنصر البشري الذي يبدع ويخلط العديد من الأحاسيس البشرية والحالات النفسية التي مر بها من خلال ما يقدم على خشبته من خلال البروفات و العروض ذاتها، فتُولد ذلك الشعور الغريب لدى الجمهور بالتواصل معه والإعجاب به وبطريقة عملة ، أخيراً من وجهة نظري الخاصة انا مع التقنية التي تضيف للعرض المسرحي أبعاد أخرى و تنسجم معه وتذوب داخل سياق الفكرة الأساسية للنص دون ان تكون مقحمة فقط لفرد العضلات والاستعراض، فالمسرح رسالة يجب ان نحافظ على ايصالها لطرف الآخر دون تشويه .

سامي الزهراني – مسرحي سعودي

اقرأ المزيد محمد فؤاد يهدد طارق الشناوي لهذا السبب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock