أدم وحواء
خفايا العقل
كتبت / سماح عز الدين
للعقل قدرات خارقه تفوق بكثير ما نعرفه ونستوعبه في عالمنا الواقعي الملموس.
كأن يحدث نوع من أنواع التواصل الروحي بين بعض الأشخاص الذي تربط بينهما علاقة عاطفية أو شعورية أو طاقية قوية أو جميعها معا، ويتجسد ذلك في حالات معينه كأن تشعر الأم بأن أحد أبنائها في خطر و هو شعور يحدث فجأة و بدون أي مقدمات فنجدها تقول (انا قلبى مقبوض) ولا تهدأ إلا بعد الإطمئنان على ابنها او ابنتها و في حالات كثيرة يكون إحساسها صادق فكيف يحدث ذلك و كل منهم في مكان مختلف و بعيد عن الاخر!! ويحدث مثل ذلك أيضا مع بعض الأخوات او الأحباء أو الأصدقاء ويشترط في حدوثه ان يكون متزامن مع مشاعر ايجابيه يكنها شخصين لبعضهما البعض ولا يمكن ان يحدث في حالات الكره او الضغينة أو اي مشاعر اخري سلبيه فيشعر طرف بمشاعر الآخر اذا كان في حالة حزن او فرح او عند حدوث مكروه له او حتي يشعر بأن الطرف الآخر يفكر فيه في نفس اللحظة فينتقل له هذا الشعور بشكل قوي ومباغت.
لقد تناولت العديد من الأعمال الدرامية ذلك الأمر وبشكل أكثر تعمقا وتكرارا في الأفلام الأجنبية, والحقيقة أن هذا الأمر في غاية التعقيد و ليس من السهل فهمه و استيعابه و لكنه له جانب حقيقي و يحدث بالفعل. ما مدي حقيقة هذا الأمر؟
سأوضح ذلك في السطور القادمة:
إن التواصل الروحاني و الذهني يطلق عليه في علم النفس (مصطلح الباراسيكولوجي) وهو يعني علم النفس الغيبي أو علم الخوارق.
فكل جسم بشري محاط بهالة أو طاقة و هي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية تم رصدها عملياً في بعض الدول الأوروبية المتقدمة, و كلما زادت هذه الطاقة ازدادت قدرة الشخص علي التواصل و التخاطر.
ذكرت عالمة الطاقة (دورين فيرشو) في كتابها الهداية الإلهية في علم الطاقة و التأمل بأن التواصل هو هدية الهية و هو موجود عند كل شخص منا بشرط ان نثق بالله عز وجل و بأنفسنا و بقدراتنا و هذا الإرشاد الإلهي له أربعة أشكال:
1-رؤي , صور ذهنية و هو ما يسمى بالإستبصار.
2-الجلاء البصري و التي تعني حدة الإدراك و القدرة علي رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهم.
3-أحاسيس و حدس و هو ما يسمي بالإستشعار أو معرفة الأحداث قبل وقوعها كتوقع موت أحد او حدوث كارثة أو أي شيء من هذا القبيل.
4-قرائة الأفكار و هو ما يسمي بالتخاطر و توارد الأفكار.
قد يتراءى للبعض أن هذا ضد الدين ومخالف له على اعتبار أنه يدخل في نطاق تدخل البشر في الأمور الغيبية ولكن بعض علماء الدين كان لهم رأى في هذا الشأن حيث قالوا أن هناك تخاطر عن بعد و يستشهدون بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (يا سارية الجبل) أي أنه قد يحدث مثل هذا لبعض الأفراد في ظروف خاصة.
و انطلاقاً من امتلاكنا كبشر لهذه الأنواع من القدرات الذهنية الخارقة و التي لا يحدها أو يحكمها عنصر الزمان فلماذا لا نستغل هذه الطاقة الهائلة الموجودة بداخلنا لنتحكم من خلالها في أفكارنا و مشاعرنا السلبية حتي تتحول الي مشاعر ايجابية تدفعنا الي الأمام في كل نواحي حياتنا, لماذا نترك أنفسنا في بعض الأحوال فريسة لمشاعر الإكتئاب علي سبيل المثال و نحن قادرين علي تغيير نظرتنا السوداوية للحياة وخاصة إذا وضعنا فى إعتبارنا أن التفكير الإيجابي يغير كمياء المخ و هذا ما اثبتته نظريات علمية حديثة.
و مثلما يشعر بعضنا بالآخر على مسافات بعيدة فلماذا لا نشعر ببعضنا و نحن قريبين لا يفصلنا عنصر المكان و نحن نمتلك القدرة علي ترويض انفسنا من الناحية الفكرية لتحسين علاقتنا بالأخرين.
بالطبع لم نتمكن من التحكم الكامل في عقولنا و لكن التحكم القليل يكفي أحياناً لتغيير مسار حياتنا بأكملها.
اقرأ المزيد التنمر المدرسي .. أسبابه وعلامات تدل على التنمر