أخبار وفن

فيلم الهاتف”: ملحمة الإصرار والنجاح في عالم السينما

كتب : فارس البحيري
” سطرين سينما “
يأخذنا فيلم “الهاتف”، الذي أبدع في تأليفه وإخراجه المبدع محمد جاد، في رحلة استثنائية داخل عالم السينما، حيث تتجلى معاناة الممثلين في الحصول على فرصة، وصراعهم المستمر مع شركات الإنتاج التي تواصل إغلاق أبوابها في وجوههم. هذا الفيلم ليس مجرد عمل سينمائي؛
(روائي قصير ) بل هو مرآة تعكس تلك المعاناة الإغريقية المستمرة، وتجسد آمال وأحلام جيل كامل من الفنانين الذين يسعون للوصول إلى قمة النجاح رغم التحديات الجسيمة.
الفكرة: تجسيد المعاناة بروح ملحمية
تدور فكرة الفيلم حول الممثلين الطموحين الذين يواجهون صعوبات لا تُحصى في محاولة الحصول على أدوار تمكنهم من تحقيق أحلامهم الفنية. يُظهر الفيلم بواقعية مُرهفة تلك اللحظات القاسية التي يمرون بها، من رفض التجارب إلى خيبات الأمل المتكررة، ومن التضحيات الكبيرة إلى الأمل الذي لا ينطفئ. هنا، يبرز محمد جاد ككاتب ومخرج قادر على تحويل تجارب الحياة اليومية إلى عمل سينمائي ملحمي، يلامس القلوب ويدغدغ المشاعر.
التمثيل: أداء يتجاوز الحدود
يعتبر التمثيل في “الهاتف” عنصرًا رئيسيًا في نجاح الفيلم، حيث يتألق “محمد جاد ” التمثيلي بأداء مدهش يتجاوز الحدود المعتادة. يقوم هو كممثل بالتنقل الى عدة شخصيات في هذا الفيلم حيث يحمل جزءًا من القصة الحقيقية لعدد لا يحصى من الفنانين الذين يعانون يوميًا في هذا المجال. تمكن الممثلون من نقل تلك الأحاسيس بصورة صادقة وعميقة، مما يجعل المشاهد يشعر بكل لحظة من الحزن والفرح والأمل واليأس.
التصوير: لقطات تأسر العين والقلب
يأتي دور ( أحمد ربيع ) في التصوير ليمثل جزءًا لا يتجزأ من روعة هذا العمل السينمائي. استطاع أحمد بمهارة فائقة أن يستخدم الإضاءة والزوايا بشكل يعكس المزاج العام لكل مشهد، مما يضفي عمقًا بصريًا يُثري القصة. التصوير ليس مجرد نقل للأحداث، بل هو لغة بصرية تتحدث بصمت إلى المشاهد، تجعله يشعر وكأنه يعيش داخل كل إطار، يشارك الممثلين لحظاتهم ويشعر بمعاناتهم وآمالهم.
المونتاج: سرد متكامل بلمسة فنية
يُكمل أحمد ربيع إبداعه في الفيلم من خلال المونتاج الذي يجمع كل هذه العناصر في سرد متكامل ومتماسك. يعكس المونتاج الفني فهمًا عميقًا لوتيرة الفيلم، حيث تتنقل الأحداث بسلاسة وتدفق، مما يحافظ على انتباه المشاهد ويعزز من تأثير القصة. المونتاج في “الهاتف” ليس مجرد قطع وتوصيل للمشاهد، بل هو فن بحد ذاته يخلق توازنًا مثاليًا بين العناصر المختلفة للفيلم.
خاتمة: تجربة سينمائية لا تُنسى
في النهاية، يعد “الهاتف” فيلمًا يتخطى كونه مجرد عمل سينمائي، روائي قصير بل يتخطى كل هذا ليصبح تجربة إنسانية تُلامس الروح وتعكس الصراعات الداخلية والخارجية للممثلين الطموحين. بفضل التأليف والإخراج المبدع لمحمد جاد، والتصوير والمونتاج الرائعين لأحمد ربيع، يتمكن الفيلم من تقديم رؤية فنية راقية ومؤثرة، تُشيد بقوة الإرادة والتمسك بالأحلام رغم كل التحديات. هذا الفيلم هو تحية لكل من يسعى وراء حلمه، ودرس في الإصرار والشجاعة لكل من يواجه أبوابًا مغلقة في طريقه.

يشارك الفيلم في مهرجان رأس البر السينمائي للأفلام الروائي والقصيرة في دورته الثانية بداية من نوفمبر

مدير المهرجان الفنان. والمنتج المحترم الاستاذ ( محمد أبو الفرح )

اقرأ المزيد عيد ميلاد الفاجومي أحمد فؤاد نجم : شاعر الثورة وصوت الشعب

تهنئة خاصة للأستاذ الدكتور ” وليد سيف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock