اللطف الخفي وراء ارتفاع درجات الحرارة لعلها المنجية
كتبت إيناس رمضان
“اللهم هون حرارة الشمس على كل من خرج من بيته قاصدًا” بابك متوكلًا عليك”
من منا لم يتأثر بالارتفاع القاسي في درجات الحرارة والتي ما زالت تشهده مناطق متفرقة في مختلف دول العالم
وعلى الرغم من تحذير علماء وخبراء الطقس حول العالم من تزايد نسبة الوفيات وما أعلنه سيلوين هارت مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بتغير المناخ في صحيفة فاينانشيال تايمز إن الدول بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات لحماية الناس من الحرارة الشديدة، والتي وصفها بأنها “القاتل الصامت” إلا أنه ما زال هناك قصور في الوعي بالمخاطر الصحية الناجمة عن ارتفاع الحرارة والتي تتطلب تضافر الجميع من الأفراد والهيئات والحكومات و المؤسسات الصحية بتعديل الإرشادات ووضع خطط بديلة تمكن من إنقاذ الأرواح.
أما عني وعنك صديقي القارئ أدعوك أن تغتنم فترة ارتفاع درجات الحرارة فلها تكون المنجية
ولكن في البداية أخبرني ماذا تمثل لك تلك الفترة التي تعاني فيها من ارتفاع درجات الحرارة وهل أنت من هواة من يعتلي الترند والتحدث عن السلبيات؟ وعلى الرغم من معاناتي مثلك من انقطاع الكهرباء لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة مع ارتفاع درجات الحرارة ولكن رغم ذلك أحاول انعاش قلبي للاستمرارية و النظر للإيجابيات دون سواها واغتنام تلك الفترة في معية الخالق تضرعا وخشوعا والسجود شكرا وامتنانا لجميل فضله ولطفه الخفي ولذة القرب من الرحمن وكثرة الدعاء للعتق من النار لعلها تكون المنجية
ولهذا عزيزي القارئ اغتنموا تلك الفترة بالدعاء والصدقات حيث روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صل الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ! اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ» وعد الله حق
لذلك أرجو رحمته التي وسعت كل شيء وأسأله الجنة وبرد الجنة ونسيم الجنة، واستعيذ به من النار وعذاب النار وحر النار
يا رب لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، يا رب آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
ليس هذا وحسب أنه موعد مع لقاء الأحبة التي فارقت دنيانا “ولنا في القبور أحبة” وكيف يكون اللقاء والله لأفضل الأعمال لنا ولهم الصدقة
فإن الصدقات تمحو الخطايا وخير الصدقات في تلك الأيام سقي الماء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أفضل الصدقة سقي الماء] اجعل صدقتك عن طيب خاطر لا تبغي بها الدنيا وإنما اجعلها سرا بينك وبين الله تشهد لك حين تلقاه وهب ثوابها للأحياء والأموات داعيا أن يحرم الله علينا وعلى والدينا وأهلنا نار جهنم فإنا لا نقوى عليها.
واذكر نفسي وإياكم أن هناك من انقطع عمله بعد مماته فاجعل لهم نصيب من صدقتك ودعائك فقد يكونوا في أشد الاحتياج إلى ذلك وقد يجمعنا الله بهم في دنيا البقاء الآخرة.
اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا ونارا….